سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 5-5-2025 مع بداية التعاملات    الطماطم ب 10 جنيهات.. أسعار الخضار والفاكهة في أسواق الشرقية الإثنين 5 مايو 2025    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    بنسبة 100%، ترامب يفرض رسوما جمركية على إنتاج الأفلام السينمائية خارج أمريكا    ترامب: سنفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة في الخارج    القنوات الناقلة لمباراة الزمالك والبنك الأهلي مباشر في الدوري    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    بكرنفال عربات الزهور، الإسماعيلية تحتفل بأعياد الربيع    العظمى في القاهرة 28 درجة.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم الاثنين 5 مايو 2025    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    عدد حلقات مسلسل أمي، تعرف على التفاصيل    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    «يا خلي القلب» و«أيظن».. الأوبرا تحيي ذكرى رحيل عبد الوهاب على المسرح الكبير    الدولار ب50.68 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 5-5-2025    هل عملية إسرائيل الموسعة في غزة مرهونة بجولة ترامب في الشرق الأوسط؟    15 شهيدا و10 مصابين إثر استهداف إسرائيلى لثلاث شقق سكنية غربى مدينة غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    رويترز: ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومى    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    لا أستبعد الخيار العسكري.. ماذا قال ترامب عن ضم جزيرة جرينلاند؟    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    ردا على نتنياهو، الحوثيون: إخطار منظمة الطيران واتحاد النقل الجوي بقرار الحظر الجوي على إسرائيل    رئيس محلية النواب يستنكر فكرة تعويض المستأجرين بمساكن بديلة    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    اعتقال مسئول حكومي بعد انفجار الميناء "المميت" في إيران    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة.. تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبدالمنعم    التحريات تكشف ملابسات وفاة شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    مصرع شخص وإصابة 7 في مشاجرة طاحنة بقرية نزلة حسين بالمنيا    صراع ثنائي بين ليفاندوفسكي ومبابي.. جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني    أول تعليق رسمي من جامعة الزقازيق بشأن وفاة الطالبة روان ناصر    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    محمود ناجى حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلى فى الدورى    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    أمين الفتوى يوضح حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    جودي.. اسم مؤقت لطفلة تبحث عن أسرتها في العاشر من رمضان    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    مجلس جامعة الأزهر يوجّه توصيات مهمة بشأن الامتحانات    البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا    جامعة القاهرة تصدر تقريرها الرابع للاستدامة حول جهودها في المجال الأكاديمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوجاع في قلب البورسعيدية
المدينة مهددة بالطاعون.. والمحافظة خارج نطاق الخدمة!

لم تكن رحلتنا إلي بورسعيد مجرد الذهاب إلي محافظة عادية تكتظ بالهموم مثل مثيلاتها من محافظات مصر، فبورسعيد التي كانت في الفترة الأخيرة محط الأنظار بعد مذبحة استاد المصري تخفي بداخلها الكثير من المشاكل المعقدة التي لاتجد من يسارع إلي حلها.
قد تبدو بورسعيد كمدينة ساحلية أقرب إلي مكان سياحي ترفيهي يجذب إليه بشرا من كل مكان بينما الواقع يثبت أن المحافظة تعاني من الإهمال والكوارث التي تهدد المواطنين بداخلها في كل وقت.
آخر ساعة قررت أن تفتح الملف الشائك وتستمع إلي شكاوي الأهالي لتنقل الصورة كاملة إلي من يهمه الأمر.. مازال أهالي بورسعيد يحلمون بالمنطقة الحرة التي كانت تكفل لهم حياة كريمة بينما مازال قرار المسئولين بعودة المنطقة من جديد للعمل مجرد حبر علي ورق.
أما الخطر الحقيقي الذي يصيب الأهالي هناك بالذعر هو وجود مصنع سنمار الذي يعاني منه أهالي منطقة القابوطي فضلا عن معاناة صيادي بحيرة المنزلة التي لاتجد من يهتم بها.
روائح كريهة.. وفئران.. وبراغيث.. والمهملات منتشرة ومياه الصرف الصحي تغرق شوارع بورسعيد فما أن تطأ قدمك المحافظة حتي تسأل نفسك هل هذه هي بورسعيد المنطقة التجارية والسياحية الراقية التي تستقبل الوفود من جميع بلدان العالم حالة من الذعر والخوف يعيش فيها أبناء أهالي بورسعيد التي أصبحت محافظة العشوائيات ومن بينهم »القابوطي وزرزارة وعزبة أبوعوف« كل هذه المناطق محرومة من النظافة والإهمال منتشر في كل شيء فيها والبهائم تجوب شوارع المحافظة ولا تفرق بين عشوائي وتجاري وأفرنجي والقمامة علي كل زاوية شارع والأهالي يعيشون في بيوت من الصاج، وبمنطقة القابوطي القديمة ومع أول حارة بها وجدنا سيده تدعي أم فتحية منهمكة في الأعمال المنزلية وتنشر غسيلها وسط القمامة وعلي أحبال العشش قالت لنا إن الحكومة وعدت أن تعطينا بيوتا في المساكن الجديدة ولم تفعل وكل واحد يرشح نفسه في الانتخابات يعدنا بتسليم منازل ولا يصدق في وعوده، نعيش حالة من الإهمال وغياب الخدمات الصحية والفئران تجوب الشوارع ودرجات السلام وأكوام القمامة .
برصد رأي المواطنين حول مرشحي انتخابات الرئاسة اللذين سيخوضان جولة الإعادة وهما د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، وذلك من خلال أخذ آراء عينة كبيرة من المواطنين، من مراحل عمرية مختلفة وفي أماكن مختلفة وجدنا أن غالبية الأصوات تتجه إلي حمدين صباحي رغم خروجه من سباق انتخابات الرئاسة، لكن أهالي بورسعيد يؤكدون أنهم يريدون صباحي رئيساً للجمهورية مبررين ذلك بأنه رجل ثوري، وحينما حاولنا أن نقنعهم بأن ذلك سيبطل صوتهم، قالوا ليس لدينا اختيار صحيح غير ذلك، بينما يري عدد آخر ولكنه قليل أن د.محمد مرسي هو من سيختارونه، لكن يختلف معهم بعض الناس قائلين "الفريق أحمد شفيق هو الأنسب لهذه المرحلة، وهو الذي يستطيع أن يعيد الاستقرار إلي مصر "، مبررين ذلك الاختيار بأنه الأفضل من اختيار رئيس من نفس تيار الأغلبية البرلمانية فينتجون حزباً وطنياً ولكن بشكل آخر حسب رؤيتهم ..في البداية أخذنا رأي بعض أهالي وسكان منطقة القابوطي فكانت آراؤهم كالتالي:
شهدت محافظة بورسعيد عام 2004 إنشاء أول مصنع لإنتاج الكلور والصودا الكاوية لأحد المستثمرين من أبناء المحافظة الذي أوهم الجميع بالخير القادم لمدينتهم ولأبنائهم ؛ ولم يتوقع أحد وقتها أن هذا المصنع سيكون الدمار القادم للمدينة ولأهل المدينة ؛ لأنه لم يمر عام واحد علي تشغيل المصنع حتي تم بيعه في صفقة شابها الغموض لمستثمر هندي، بدأها بمشاكل مع العاملين بالمصنع، وقرر فصل العديد منهم ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر، وجاء مصنع سنمار "تراست" سابقاً ليتخلص من فائض الصودا الكاوية والكلور ومخلفات الصرف الصناعي بقناة الاتصال في بحيرة المنزلة والتي تقضي علي الثروة السمكية بموت الأسماك، وتلوث الهواء بارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكبريت داخل وخارج المصنع، وكذلك التخزين غير الآمن للمواد التي تساعد علي الانفجار بالإضافة إلي أن المصنع يتسبب في تهالك و تدمير شبكة الصرف الصحي الموجودة بمنطقة القابوطي التي يوجد بها المصنع، وكانت قد أكدت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة أن هذا المصنع ينتج بعض المواد منها مادة اسمهاvbc وهي مادة تعتبر من المواد المسرطنة تسبب بعض أنواع السرطانات بين العاملين، كما أن التقارير لفتت الانتباه إلي أن الأتربة المحملة بالعوادم تؤدي إلي الإصابة بالتحجر الرئوي، وتمثل خطرا شديدا علي الصحة العامة وكذلك علي البيئة.
النقطة السوداء هكذا وصف صيادي القابوطي بحيرة المنزلة لأنها التي كانت تعد أكبر بحيرات مصر ثم تقلصت مساحتها من 750 كيلو مترا تصب فيها كافة أنواع الملوثات خلت منها الأسماك بعد أن كان يعيش فيها أسماك المياه المالحة والعذبة وبطبيعة متفردة لدرجة إعلان جزء من البحيرة كمحمية طبيعية فما إن تقترب منها إلا وتشعر بالحزن العميق علي ثروات مصر التي تموت دون أن يشعر بها أحد سوي صيادي البحيرة الذين يعيشون علي خيرها، فعلي شاطئ البحيرة يمكث الصيادون والفلوكات بجانبهم والحسرة تملأ العيون فلم يعد يستطيع الصياد الحصول علي قوت يومه بعد خلو البحيرة من الأسماك وامتلائها بمياه الصرف الصحي والصناعي الملوثة وتفوح منها الروائح الكريهة .
الأهالي:
غرقنا في مياه الصرف الصحي.. والبراغيث.. والفئران..
تهدد حياتنا
أصحاب المحلات:
المستفيد هم كبار التجار
خبراء:
عودتها إنعاش للاقتصاد المصري
بحيرة المنزلة من محمية طبيعية لمنطقة صرف صحي
صيادو بحيرة المنزلة :
نختار بين الموت جوعا أو الموت بالسرطان
وتلتقط منها طرف الحديث أم نشوي - مدرسة ابتدائي تعيش بحي القابوطي، وتقول إن الفئران والبراغيث تهدد حياة الكبار والصغار وتنشر الأمراض ولا أحد يستمع إلينا ولجنة الطب الوقائي ومكافحة القوارض لم تعد تأتي إلي هنا واصبحت بورسعيد مدينة الحشرات والأوبئة والأمراض وحتي مع عودة المحافظ أحمد عبدالله لم يفعل أي شيء.
توضح محاسن محمد موظفة بإحدي الشركات وقاطنة بحي الزرزارة - أكوام القمامة والبراغيث والفئران ترعي بكل شوارع المنطقة ولا أحد من المسئولين عن النظافة يهتم بتنظيف المنطقة والأطفال تعاني أمراضا خطيرة كما أن البراغيث تنقل الطاعون وسبق وأن وعد المحافظ أكثر من مرة بالقضاء علي العشوائيات وتسليم قاطنيها مساكن جديدة ولم يفعل شيء بل زاد الإهمال في جميع انحاء بورسعيد لهذا نطالب الحكومة وليس المحافظ بمراعاة الله في أهالي بورسعيد والنظر، إليهم الأطفال أصبحت تصاب بأمراض جلدية خطيرة والمياه ملوثة والذي يشرب منها دون فلتر معرض للإصابة بفشل كلوي والأسماك مصابة بالسرطان بسبب مياه الصرف الصحي التي تصرف في بحيرة المنزلة.
وتشير مها عبد الرازق من سكان المناطق العمرانية بالقابوطي الجديدة، الي أن حياتهم تحولت إلي جحيم بسبب شراسة الفئران التي تقتحم النوافذ وتسير في الشوارع وأحجامها غير طبيعية والبراغيث تنتقل من حي إلي آخر ولا تقتصر علي العشوائيات فقط وأكوام القمامة في كل شوارع المحافظة وسبق أن قدمنا شكاوي إلي إدارة البيئة ومكافحة القوارض بالمحافظة ولكن دون جدوي .
وبحي الزرزارة كان للبراغيث دور أكثر من الفئران ومياه الصرف الصحي تغرق أزقتها والرائحة الكريهة تفوح من الشوارع وعن ذلك تقول أم جمال وتسكن بعشة صاج علي أول منازل الزرزارة، الفئران والبراغيث أكثر ما نعاني منه نحن لانطالب بمنازل ولا مياه شرب علي الرغم من أن المياه سيئة جدا لكن الأمر الأخطر هو البراغيث التي تنتشر بالأجواء وعلي الرغم من المبيدات التي نستخدمها للقضاء عليها إلا أنها لا تموت بل نحن الذين نموت من كثرة رائحة المبيد ولا أحد يستمع إلينا والمحافظ يجلس في مكتبه ولا يشعر بأحد.
ويقول لطفي متولي يقطن بحي الزرزارة وصاحب محل موبايلات، إن الرائحكة الكريهة لا تزول من أنفك حتي تخرج من علي بوابة بورسعيد ويعود ذلك إلي انتشار اكوام القمامة بجميع شوارع المحافظة.. ويتساءل أليس أهالي بورسعيد بشرا فلماذا لاتصد عنهم الحكومة، فئرانا تكشر عن أنيابها لتنهش أجساد الأطفال وبراغيث تنقل الأمراض إليهم .
وتضيف نادية حسن من قاطني اللبانة، أن الفئران والبراغيث خرجت علينا من الزرائب والحظائر والتي تم نقلها إلي القابوطي الجديدة وعلي الرغم من ذلك لا تقوم هيئات النظافة بعملها الجميع يترك المحافظة تغرق في الإهمال وأكوام القمامة والحشرات والروائح الكريهة والبهائم ترعي وسط هذه الأجواء والأطفال مهددة حياتهم بالخطر فكيف نعيش؟
وتقول أميمة حسن القاطنة بعزبة أبوعوف، إن الإهمال وصل إلي درجة أن البراغيث أصبحت مثل الذباب وهي المعروف عنها نقل الأمراض بين الإنسان والدول لذلك نطالب بتشكيل لجان بيطرية وصحية لاستكشاف أماكن تواجد الفئران للقضاء عليها من خلال عمليات الرش والتطهير.
وبمنطقة العمائر الجديدة في بورسعيد تشاهد أكوام القمامة علي نواصي المنازل والبهائم ترعي في الشوارع دون رقيب والرائحة الكريهة تخيم علي الأماكن: ويوضح محمد عبدالمقصود صاحب محل جزارة، أن أصحاب شركات النظافة ليس عندهم ضمير يتركون القمامة منتشرة في الشوارع دون إزالتها والبراغيث والفئران ترعي فيها وتنقل الأمراض إلي الكبير والصغير وتقتحم النوافذ ولا يقضي عليها المبيدات التي يستخدمها الأهالي فهي تحتاج إلي لجان صحية تقوم برش المحافظة ككل، أريد أن أعرف ما يقصدونه من معاملة أهالي بورسعيد بهذه المعاملة هل هذا عقاب لهم؟.. الذي يفعل ذلك لايراعي الله والأمراض لاتتوقف علي محافظة بورسعيد فقط بل إن الأمر سينتشر إلي باقي ربوع محافظات جمهورية مصر العربية.
وتقول أمنية حسن طالبة بكلية التجارة، بورسعيد لم تشهد تدهورا في النظافة مثل هذا الوقت والمحافظ الذي تمسك به أهالي بورسعيد لايفعل شيئا يجلس علي مكتبه في الهواء المكيف ولا يعرف حجم المعاناة التي يعيش فيها أهالي بورسعيد من براغيث وفئران تجوب أجواء المحافظة والأمراض المزمنة تصيب الصغير قبل الكبير .
يقول محمد صبري (43عاما صياد) كل أصواتنا كانت لحمدين صباحي، وفي الإعادة أيضاً سأدلي بصوتي له، لأنه هو الوحيد الذي يمكن أن يكون رئيسا حقيقيا ويخاف علينا ويحل مشاكلنا، لكن أي مرشح آخر لا نعلم سبب ترشيحه لهذه الانتخابات، فهناك من يريد أن يستعبد الشعب من جديد وهناك من يريد أن يكسب تعاطف الناس له، لكننا عرفنا كثيرا من التيارات علي حقيقتها.
ويقول أحمد أحمد 51 سنة (صياد): سأدخل لجنة الانتخابات وأكتب اسم حمدين صباحي في الورقة، ولن أختار أي مرشح آخر غيره، إما حمدين وإما لا نريد رئيسا غيره، وأطالب الرئيس القادم بأن يضع هموم البسطاء ومعاناتهم في اعتباره، وألا يأكل وينام ويتآمر ولا يدري بالناس ؛ فعليه أن يخصص أياماً علي الأقل لمقابلة المواطنين فيها، حتي لا يكرهه الشعب، ولا نريد وعوداً غير حقيقية، فالإخوان وعدونا بحل مشاكلنا قبل انتخابات مجلس الشعب وبعد الانتخابات لم نر أيا منهم، ولم يتم حل أي مشكلة من مشاكلنا، لذلك لن نعطيهم أصواتنا.
بينما يؤكد حسام سعد 26 سنة (حاصل علي مؤهل عال) أنه لن يدلي بصوته، في جولة الإعادة مبرراً ذلك بأنه في حيرة بين المرشحين، فهو لايريد أن يختار مرشحاً من النظام القديم وفي نفس الوقت لا يريد أن يختار مرشحاً ينتج نظاماً أصعب من النظام السابق لأنه لن يكون بينهما اختلافات كثيرة حيث إنهما يقومان بالسعي وراء السيطرة والحصول علي الأغلبية حسب قوله، لكنه يشير إلي أنه قد اختار حمدين صباحي في الجولة الأولي.
تركنا منطقة القابوطي وذهبنا إلي منطقة ديليسبس السياحية، وأخذنا رأي بعض المواطنين هناك، يقول عبدالله علاء (26عاما عامل نظافة): أريد رئيسا يحس بنا، ويرفع مرتباتنا ويجعلنا نعيش حياة كريمة، ويوفر لنا مسكنا، وأؤكد لكم أنني اخترت حمدين صباحي في الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة، وسأكتب اسمه في ورقة الانتخاب في جولة الإعادة .
وتؤكد راندا صبحي (23عاما مدرسة) أن حمدين صباحي هو الذي من حقه أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، أو علي الأقل يخوض جولة الإعادة، ونحن متأكدون من ذلك ؛ لكن تم تزوير الانتخابات إلي أحد الفلول ليخوض جولة الإعادة ومن المحتمل أن يفوز أيضاً بالتزوير، لكن علي أية حال من الصعب إنتاج النظام القديم من جديد مهما كانت قوته، لأننا في عهد الحرية، وللأسف كثير من الناس يختار المرشح لشخصيته وليس لأفكاره أو انتماءاته، ولا يكلف نفسه حتي أن يقرأ برنامج المرشح الانتخابي .
وفي جولتنا بأحد الأسواق المتنوعة التي يوجد بها ملابس وأدوات منزلية ومكتبات، كنا نتحدث مع البائعين والمارة لمعرفة آرائهم ومن الذي سيختارونه أو يدعمونه في جولة الإعادة، فكان هناك تباين في الاختيار، حيث يقول الشيخ محمود عبدالله إنه سيختار الأصلح لقيادة مصر، والذي يسعي إلي تطبيق دين الله ومحاسبة كل مسئول يقصر في أداء عمله وواجبه، وهو الدكتور محمد مرسي، مشيراً إلي أن أي شخص ينتخب الفلول فهو خائن حسب قوله .
بينما تفضل أم محمد 53سنة بائعة شاي الفريق أحمد شفيق معتبرة أنه هو الشخص الذي يستطيع أن يحافظ علي مصر ويرجع الأمن في أسرع وقت، وأنه عمل وزيراً ورئيساً للوزراء لذلك فهو علي دراية بمخابئ البلد وله خبرة سياسية طويلة، مؤكدة أنه سوف ينجح في الإعادة .
بينما يقول أحمد صابر 24 سنة من أهالي بورسعيد: أنا دائماً في ميدان التحرير، وأشارك في أغلب المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، حتي أنني عدت الليلة الماضية من ميدان التحرير، لم أر أيا من مرشحي الإعادة نزل إلي الميدان وشاركنا في المظاهرات وشجعنا، لكن رأيت حمدين صباحي ود.عبدالمنعم أبوالفتوح وبعض المرشحين الآخرين، وهم من أكثر الناس تواجداً معنا في الميدان، لذلك سأختار حمدين صباحي وأنا أعرف أنه خرج من سباق الانتخابات لكني مقتنع به، وأري أنه هو خير من يمثل مصر ويكون رئيساً لها .
وفي أحد (الكافيهات) التقينا بعبده القهوجي ليسألنا عن المشاريب التي نريدها ؛ وجدناه يقول دون أن نسأله عن شيء (خسارتك يا صباحي، كان زمانك بتعيد وكنت بقيت الرئيس) فسألناه بدهشة لماذا ؟!، فأجاب مسرعاً "شكلكم فلول" فيه حد مش عاجبه الصباحي أو يعترض عليه، يكفي وقوفه مع الغلابة وخروجه إلي الميادين مع المتظاهرين ،لم نتحدث معه أو نرد عليه، ثم تدخل شخص آخر ممكن كانوا ممن يجلسون بجوارنا في الكافيه في الحوار قائلاً "شكلكم مش من بورسعيد، لا تتعجبوا من ذلك فأغلب بورسعيد أعطت صباحي في الجولة الأولي وهناك من يطالب بأن يخوض الإعادة رغم خروجه وأنهم سيعطونه أصواتهم حباً فيه وفي وطنيته".
خرجنا من المقهي متجهين إلي السيارة لنعود إلي القاهرة، وأثناء تحركنا وجدنا مجموعة من الشباب يتحدثون عن مواقف وطنية وثورية لصباحي ويحثون الناس علي كتابة اسمه في ورقة الانتخاب، ومن لا يفعل ذلك من الأفضل ألا يذهب للإدلاء بصوته، معتبرين من يخالف ذلك لا يريد مصلحة مصر.
بالأمس القريب كان الفرح والأمل يغمر أهالي بورسعيد وشبابها بعد موافقة لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب في اجتماعها علي مشروع قانون عودة المنطقة الحرة ببورسعيد وإلغاء قرار رئيس الجمهورية المخلوع مبارك بإلغائها، وما لبث أن عاد الحزن والأسي علي أوجه أصحاب المحلات وأهالي بورسعيد بصفة عامة لاكتشافهم أن القرار مجرد حبر علي ورق ولا وجود للمنطقة الحرة.
لتظل المنطقة الحرة ببورسعيد هي المشكلة التي تؤرق الشارع البورسعيدي لأهميتها التي ترسخت منذ ربع قرن وأصبحت تشكل لقمة العيش لدي كثير من البورسعيدية فهي العصر الذهبي بالنسبة لهم حيث يعمل الجميع كخلية نحل والزوار لا ينقطعون عن المدينة ليل نهار في رحلات مستمرة من كافة محافظات مصر للتسوق إلي أن جاء قرار إلغاء المنطقة الحرة علي يد الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء عام 2002 كنوع من العقاب عندما " أبوالعربي " موكب الرئيس المخلوع حسني مبارك أثناء سيره بشارع 23 يوليو ولقي حتفه في الحال برصاص القناصة وعرفت بعد ذلك بحادثة "أبو العربي " عام 1999 وبعد الثورة جاء قرار بعودة المنطقة الحرة ليبعث في محافظة البورسعيد الحياة من جديد ولكن الأهالي يظنون أن القرار مجرد حبر علي ورق لاينفذ منه شيء ولا وجود للمنطقة الحرة، ومن خلال جولة قامت بها آخر ساعة بين أصحاب المحلات والتجار تعرفنا علي تطبيق القرار بأرض الواقع ومن المستفيد من وضعه في الدرج، وبالحي الأفرنجي التقينا بصلاح متولي 23سنة يعمل بأحد محلات الملابس الذي قال: لا وجود للمنطقة الحرة الجميع علم بعودة القرار ولكنه مجرد حبر علي ورق فلا ينسي أحد ذلك اليوم الذي صدر فيه قانون رقم 5 إلي 200٪ من قيمتها فوصل سعر البنطلون في ذلك الوقت إلي 300 جنيه الأمر الذي أدي الي إعادة البضائع مرة أخري الي التجار .
ويضيف: المستفيد الوحيد من قرار عودة المنطقة الحرة والإعفاء الجمركي هم التجار الكبار الذين يقومون بشحن بضائعهم علي الحاويات الضخمة ويعفون من الضريبة الجمركية ولا يستفيد أهالي بورسعيد أو تجارها من هذا القرار لأنه بكل بساطة لا وجود للمنطقة الحرة في بورسعيد علي الخريطة سوي في معارض السيارات فقط.
ويقاطعه مؤمن عبدالواحد صاحب محل ملابس بالحي الأفرنجي، قائلا قرار عودة المنطقة الحرة لم يطبق بعد والمستفيد الوحيد منه هو شاحنات التجار التي تحمل من الميناء مباشرة دون أن تعود أي إفادة علي أهالي بورسعيد فسعر البنطلون الجينز حتي الآن يصل إلي 300 جنيه وأكثر وحركة البيع وقفة، فمن الذي يشتري بهذا السعر نريد تطبيقا فعليا لقرار العودة وتنظيفا للمدينة التي تشهد مهملات في كل حي بها فلم تعد منطقة نفتخر أمام العالم فهي واجهة مصر نحن لانريد قرارت تكتب وتوضع في الأدراج بل نريد فعلاً علي أرض الواقع.
ويترحم دسوقي محمد بائع علي العصر الذهبي للمنطقة الحرة بورسعيد كانت خلية نحل الجميع يعمل من الصغير إلي الكبير لا أحد تخلو يده من الأموال والمكاسب، فبمجرد أن تقول لأحد أنك بورسعيدي يقف أمامك مندهشاً وكأنك قادم كوكب آخر كل ذلك قبل قرار إلغاء المنطقة الحرة وبعد عودة القرار لم يتغير شيء لأنه حفظ في الإدراج ولم ينفذ أي مسئول القرار. كما أن بورسعيد تحتضر فلم يعد بها أسماك ولا تجارة ولا منطقة سياحية في ظل العشوائيات والحشرات التي ملأت بورسعيد من فئران لبراغيث لها روائح كريهة فمن الذي سيأتي إلي مدينة تعاني من كل أشكال التلوث نحن بلد بلا محافظ !
ويوضح هشام محمد صاحب محل أجهزة كهربائية بالحي التجاري، أن المنطقة الحرة قبل قرار الإلغاء كانت هي الفرخة التي تبيض الذهب لأهلها الذي نعترف أن بعضهم في بداية السبعينيات وبفضل الثراء والمكاسب من التجارة كان ينفق ببذخ علي ملذاته بشارع الهرم، وبعد ذلك ظلت الحكومة علي قرارها من إلغاء المنطقة الحرة واستغل المرشحون في مجلس الشعب أثناء حكم المخلوع الموقف كرشوة انتخابية حتي عام 2012 وثورة 25 يناير وعودة قرار المنطقة الحرة والإعفاء الجمركي ولكن ظل الوضع كما هو عليه ولم ينفذ القرار علي أرض الواقع ولم يستفد منه أحد سوي أصحاب الشاحنات من خارج المحافظة والتجار الكبار يقومون بتحميل البضائع من علي الميناء مباشرة الي خارج المدينة ويدفعون رسوما في الميناء تقدر ب 50 جنيها فقط.
ويقول عبدالمجيد بائع بالشارع التجاري، أنا أعمل علي فرشة صغيرة بالشارع التجاري لأن مرتبي من العمل بحي بور فؤاد لايكفيني أنا وأسرتي المكونة من 7 أفراد علي مرتب 500 جنيه فكيف أعيش بها في ظل غلاء الأسعار؟، لابد من تطبيق قرار عودة المنطقة الحرة إلي بورسعيد فهو لا يعود بالاستفادة فقط علي البورسعيدية بل علي شعب مصر فلا أحد يستفيد من الوضع الحالي سوي التجار الكبار خارج المحافظة الذين يستلمون بضائعهم من الميناء دون ضريبة برسوم الشحن وتقدر 50 جنيهاً فقط .
رصدت آخر ساعة حركة شحن الحاويات الكبيرة بالميناء وخروجها دون دفع أي رسوم بالاقتراب من بوابة الميناء وصرح مصدر رفض ذكر اسمه، بأن السيارات التي تأتي إلي الميناء تقوم بشحن بضائع تقدر بمليارات وتخرج من بورسعيد دون جمارك وهي المستفيد الوحيد من قرار عودة المنطقة الحرة والإعفاء الجمركي وأصحابها يعدون من حيتان السوق في القاهرة .
وأثناء عودتنا قمنا بتصوير الحاويات الكبيرة محملة بالبضائع دون جمارك وسيارات الملاكي التي يتم تهريبها من الجمارك دون رقابة من أحد .
وعن آراء خبراء الاقتصاد في قرار عودة المنطقة الحرة الذي حفظ في الدرج، يقول حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق، إن قرار عودة المنطقة الحرة لبورسعيد جاء كنوع من إدخال البهجة علي أهالي بورسعيد بعد أزمة مباراة الأهالي والمصري ومجزرة الألتراس وعزلة الأهالي كما أن الأغلبية الإسلامية يرغبون في حشد الأصوات لصالح مرشحهم في جولة الإعادة لهذا السبب تم اتخاذ القرار ووضع في الدرج ولكن إذا تم تفعيله.
ويشير إلي أن المناطق الحرة تعتبر من المناطق الجذابة للاستثمار وتخصص للتصدير وتعد مصدرا رئيسيا للعملات الأجنبية في كل بلاد العالم .
ويتفق معه في الرأي الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي الذي يؤكد ضرورة تفعيل القرار بأسرع وقت لإنعاش اقتصاد مصر فهي بحاجة إلي عملات أجنبية ورفع مستوي معيشة أهلها ولكن مع وضع ضمانات لازمة ورقابة عليها حتي لا تستخدم في التهريب وتوظيفها في التصدير للخارج وليس الداخل وعودة الشركات العالمية لإنشاء فروعها .
آخر ساعة قامت بجولة لترصد معاناة أهالي منطقة القابوطي التي يوجد بها المصنع، والمشاكل التي يعاني منها الصيادون بعد أن قضي المصنع علي مصدر رزقهم الوحيد ودمر الثروة السمكية ولوث بحيرة المنزلة وأصاب الناس بالأمراض.
وتكشف تسريب مواد كيماوية ومياه صرف صحي مليئة بالمواد السامة يلقيها مصنع الموت بقناة الاتصال التي تربط بحيرة المنزلة بقناة السويس ، فهي كارثة بيئية حقيقية بطلها "مصنع سنمار" الذي يقع بالقرب من قرية القابوطي وعلي مشارف بحيرة المنزلة التي فقدت الرقابة البيئية ؛ مما أدي إلي نفوق الأسماك وإصابة المواطنين بالفشل الكلوي والسرطان وأمراض الكبد، كما حذر مؤخراً د.أكرم الشاعر رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب من استمرار عمل مصنع سنمار الذي ينتج الكلور والصودا الكاوية والإيثيلين في مكانه الذي لا يبعد سوي 100 متر عن قرية القابوطي ببورسعيد، مؤكداً أنه يتسبب في ضرر بيئي كبير وأنه ينتج مواد أخري مسرطنة تصيب العمال بالمصنع بالتحجر الرئوي وذلك بعد أن توسع المستثمر الهندي في المصنع، كما أنه في أحد الاجتماعات للجنة الصحة بمجلس الشعب قال د.أكرم: " الوضع صعب جداً، الدنيا ممكن تنقلب في بورسعيد في أي لحظة والناس ممكن تقفل المصنع بالعافية وإحنا بنقولهم إن المصنع هيتقفل ".
وأشار رئيس لجنة الصحة إلي أن مادة ال"بي سي إم " التي ينتجها المصنع أثقل من الهواء وفي حال انتشارها ستعمل علي منع وصول الهواء إلي أهالي القرية الموجودة بالقرب من المصنع مما سيؤدي إلي وفاتهم ، محذراً من وجود مصنع من مادة الإيثيلين سريعة الاشتعال وشديدة الانفجار وهو بالقرب من منطقة سكنية مؤكداً أن مخلفات المصنع تدفن في بحيرة المنزلة ، مما أدي إلي التأثير السلبي علي الثروة السمكية الموجودة في البحيرة ، كما كشف الشاعر عن أن المصنع يعمل بخطوط إنتاج متهالكة تم شراء أحدها من ألمانيا منذ عهد هتلر والآخر من إيطاليا منذ عام1970.
كما ذكر أن موافقات المصنع صدرت لمستثمر مصري في عام 2002 وحصل المسثمر المصري علي 25 فداناً في سيناء لعمل ملاحة لتوفير احتياجات المصنع من الملح، وحصل علي مياه معالجة صالحة للشرب ثم باع المصنع لمستثمر هندي، وانتقلت ملكية المصنع والملاحة الموجودة في سيناء إلي المستثمر الهندي علي الرغم من أن القانون يمنع تملك الأجانب للأراضي في سيناء .
وأوضح أن المصنع يحصل علي 5 آلاف متر من مياه الشرب يومياً بمبلغ 85 قرشأ للمتر علي الرغم من أن المصانع الأخري تحصل علي المياه من البحر وتتكلف 12جنيها لمعالجة المتر الواحد، في حين أن أهالي قري جنوب بورسعيد لايجدون مياهاً صالحة للشرب ويصابون بالفشل الكلوي.
وطالب الشاعر مسئولي وزارتي الصحة والبيئة بإحضار جميع الموافقات التي صدرت للمصنع حتي يتقدم ببلاغ للنائب العام ، مشدداً علي ضرورة نقل المصنع ووقف حصوله علي مياه الشرب لاستخدامها في الصناعة.
رغم كل ذلك إلا أن تقرير لجنة تقصي الحقائق المشكلة بقرار من اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد بشأن فحص أعمال مصنع "تي سي إي سنمار" أشار إلي أن ما أثير حول المصنع يعتبر شائعة ؛ حيث سلمت اللجنة تقريراً لمحافظ بورسعيد يتضمن 33ورقة تقريرية و237 مستنداً داعماً يؤكد أن ما أثير حول المصنع شائعة.
القابوطي علي أرض الواقع هي منطقة مليئة بأكوام القمامة والطرق المتهالكة وأشار لنا أحد المارة إلي مصنع سنمار، فاقتربنا من المصنع لنجد أفراد أمن علي أبوابه، بينما قناة صغيرة ممتلئة بمياه عكرة تصب من ماسورة صرف كبيرة تخرج من مصنع سنمار وتلقي مخلفات المصنع السائلة بالمياه التي عرفنا أنها تصب في بحيرة المنزلة، قمنا بالتقاط عدة صور بسرعة حتي لا يرانا أحد من المصنع، وتحركنا بالسيارة إلي مدخل القابوطي، التي يوجد بها بيوت قديمة جداً ومتهالكة، كما يوجد بها عمارات وأبراج حديثة البناء، عندما وقفنا بالسيارة أخذ ينظر إلينا أهالي المنطقة بدهشة محاولين معرفة هويتنا، نزلنا من السيارة حتي لا نزيد حيرتهم وعرفناهم بأنفسنا، فرحبوا بنا وأخذ كل منهم يشكو همومه وتضرره من المصنع .
بدأ أبوعيد52 سنة (من أهالي القابوطي) كلامه عن المصنع فقال: حّول بيوتنا وحياتنا إلي جحيم وأفسد بيئتنا وأهدر الثروة السمكية وحاصر المدينة من جميع الاتجاهات بالتلوث الهوائي، ونحن نريد حلا من الدولة، والحل الوحيد الذي نراه هو غلق هذا المصنع ونقله بعيداً عن هذه المنطقة، التي يموت منها كل يوم ضحية جديدة من ضحايا أمراض السرطان والفشل الكلوي ".
ويقول الشحات إبراهيم 68سنة من سكان المنطقة الموجودة علي القناة المطلة علي المصنع مباشرة: المصنع بالليل يعمل أصوات غريبة ومخيفة، تجعلنا لا ننام، والأطفال طول الليل يبكون خائفين من هذه الأصوات التي تصدرها الماكينات بالمصنع، وفي الصباح من كل يوم نجد دخانا كثيرا يغطي القرية وكأنة ضباب، ورائحتةهلا نطيقها فهذه غازات سامة ومسرطنة، وكما رأيت الماسورة التي تصب مياه الصرف ومخلفات المصنع في قناة الاتصال التي تصب في بحيرة المنزلة وفي قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط مما سيدمر مصر كلها وليس بلدتنا فقط، ومياه الشرب تنقطع كثيراً، والمياه التي نشربها نفسها لسنا مطمئنين إليها، لكن نعمل إيه، عايشين وخلاص، وأيضاً توجد مواسير أخري تم دفنها تحت الأرض وتصب في البحيرة وذلك عندما علموا بأن هناك لجنة ستأتي لمعاينة المصنع والصرف الخاص به .
ويقول محمد عبده (45سنة موظف): البلدة مليئة بالمشاكل وسبب كل المشاكل مصنع سنمار، فهو كارثة تم وضعها هنا للقضاء علينا، لكن إحنا من زمان بنتكلم في الموضوع ده وعملنا مظاهرات أمام المصنع، وجاء كثير من الصحفيين إلينا ولكن لم يفعلوا شيئا والوضع كما هو، بل ازداد سوءا، وصاحب المصنع بدأ ينشئ في المنطقة الثانية والثالثة للمصنع وليس هناك مسئول يحاول أن ينقذنا ويوقف هذا الرجل، ولا ندري لماذا؟! ألسنا مصريين ولنا حقوق في هذا البلد أم لا؟!، والمصنع يقوم بإنتاج مادة خطيرة وسريعة الاشتعال والانفجار، فقد نفاجأ بأي بلطجي يأخذ 50جنيهاً ليقوم بتصويب رصاصة علي أي من خزانات المصنع فيقوم بتفجيره مما يدمر محافظة بورسعيد بأكملها، هل تنتظر الحكومة هذه الكارثة حتي تتحرك ؟!.
ويوضح أحمد أحمد إبراهيم 53 سنة (عامل) : أن هذا المصنع ينتج الكيماويات وبه مواد كيماوية ويلقي مخلفاته في البحيرة، وبذلك فهو يضر المجري الملاحي لقناة السويس، ولا ننام من الأصوات التي تصدر عنه ليلاً، هذا غير الأمراض التي أصابتنا جميعاً، وأخطر الأمراض من سرطانات وفشل كلوي والفيروس الكبدي، وإحنا عملنا المستحيل لإيقاف هذا المصنع لدرجة أننا أرسلنا استغاثات للحكومة والوزراء لدرجة أننا أرسلنا إلي رئيس الجمهورية، ولم يتم الرد علينا بأي شيء، حتي إن هناك مجموعة من جماعة الإخوان المسلمين اجتمعوا بنا واستمعوا إلينا، وأكدوا علي ضرورة وقف هذا المصنع ونقله من هذه المنطقة، وبعدما انتخبنا أعضاء مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة ونجحوا لم يسألوا فينا، لدرجة أن أحد النواب جاء إلينا وأكد لنا أن المصنع ليس به أي ضرر وهي حجة واضحة قالوها لنا بعدما ضمنوا النجاح في مجلس الشعب، وأي لجنة جاءت وقالت إن المصنع لايضر الناس.. هم يكذبون، والناس المسئولة في الدولة وفي بورسعيد عن هذا الموضوع ناس كاذبون ،وهذا المصنع سوف يدمر بورسعيد.
ويشير محمد أحمد العربي 27سنة (حاصل علي دبلوم ) إلي أن الماء الذي يخرج من ماسورة الصرف التي تخرج من المصنع لونها أخضر، وشكلها غريب كما أن هناك حماراً شرب من القناة مات فوراً وأصبح هيكلاً عظمياً، كما أن كلبا جاء أحد أرجله في هذه المياه قامت بسلخها فوراً والكلب أخذ يتقلب من شدة الألم وسخونة المادة الموجودة في المياه، كيف تأتي لجنة وتقول المصنع غير ضار، إلا إذا كانوا أخذوا فلوساً ليغيروا النتائج والتقارير، وما يثار حول أن صاحب المصنع هندي غير صحيح، لأن صاحبه يهودي والهندي هو مجرد شكل أو مدير للمكان وليس هو صاحبه.
بحيرة المنزلة كانت تعلن عن نفسها من قبل كأكبر بحيرة في مصر فهي محمية طبيعية تنفرد بوجود أسماك المياه العذبة والمالحة تمتد بين خمس محافظات مصرية ومصارف للمياه العذبة بالبحر المتوسط وتمدها بالمياه المالحة، لا يقف الخطر الذي يهدد بحيرة المنزلة عند إلقاء مخلفات مياه الصرف الصحي التي تسببت في موت الأسماك وإصابتها بالسرطان وتعرضها إلي التلوث الذي جعلها تتبوأ المركز الأول بين بحيرات العالم الأكثر تلوثاً بل الأمر أصبح أخطر من ذلك فإصابة البحيرة الصيادين والأهالي الذين يعتمدون في طعامهم علي الأسماك بالأمراض المزمنة (البلهارسيا والتليف الكبدي والفشل الكلوي وأخيراً وليس بآخر السرطان) فهي الآن تزخر بأنواع الملوثات السامة، ومن خلال هذه الجولة داخل البحيرة وبين صيادي القابوطي نكشف كيف تحولت البحيرة من محمية طبيعية إلي نقطة سوداء .
عندما اقتربنا من شاطئ البحيرة بمنطقة القابوطي وهو الحي الأقدم في بورسعيد ويطل علي البحيرة في نهايتها عند قناة الاتصال بقناة السويس من الشرق وهو الآن أكثر إهمالا مما يجعل لون المياه أخضر أو أسود داكنا من شدة لتلوث، يتساءل فتحي عبدالتواب الذي يجلس علي الشاطئ، وأين هي بحيرة المنزلة فلم أعد أستطيع أن أحصل علي قوت يومي أنا وأسرتي ويشرح: في الماضي كان الصياد بمجرد أن يرمي الشبكة يحصل علي "الشورا" ويطعم أسرته ويلبي طلباتهم لمدة يومين وكان الجميع يرفع شعار "مفيش حد بينام من غير عشاء " الآن الجميع ينام من غير عشاء، وأنا أذكر جيدا أن هذا الحال ليس وليد اللحظة ولكن البحيرة ازدات سوءا في السنوات الأخيرة وبعد تطوير مصنع سنمار الذي ينتج الكلور والمواد الكيميائية المسرطنة التي تخنق أبناء بورسعيد وأطفالها.
ويضيف: محمد شومان صياد في القابوطي، أحصل علي قوت يومي من بحيرة المنزلة وبعد أن كانت هي مركز الثروات السمكية والرزق للصيادين أصبحت الآن تجلب الأمراض والفقر لأصحابها وذلك بسبب عمل مواسير مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي بالبحيرة بدون معالجة فتقوم محطة الصرف الصحي بتلويث بحيرة المنزلة وطرد 300 لتر في الثانية من مياه الصرف الصناعي والصحي لمناطق مصانع الاستثمار والمنطقة الصناعية في الضواحي ومصنع برسيل وبورتكس والكوكاكولا والبيبسي وورش الحرفيين الجديدة في منطقة مبارك والنور دون معالجة لمياه الصرف الصحي.
ويري الشيخ محمود عبد الستار أحد مواطني القابوطي، أن بداية التلوث في البحيرة يرجع إلي عام 1967 عندما حدثت النكسة وتم إغلاق البواغيز الأمر الذي استغله بعض المنتفعين بإقامة تحاويط علي أجزاء من المسطح المائي للبحيرة ثم حمياتها بتهديد السلاح فأصبحوا مليونيرات من ناتج الحوش في الوقت الذي (باع فيه الصيادون الفقراء حلل الطعام ليأكلوا بثمنه) إن الصيادين بمختلف أعمارهم أصيبوا بتليف الكبد والتهاب الفيروسي والفشل الكلوي جراء التلوث ومياه الصرف الصحي الذي حل محل الاسماك بالبحيرة فكل ذلك نتيجة النزول في البحيرة والصيد فيها وأكل أسماكها وبالرغم من ذلك ليس أمامهم سوي النزول إلي البحيرة والصيد فيها وإلا يموتون جوعاً.
ويتفق معه في الرأي مدكور صلاح والذي يعمل صياداً علي فلوكة، ويقول ما يحدث بالبحيرة لغز كبير يجب أن يحل لأن حزن الأهالي ليس علي البحيرة فقط وإنما علي مصر لأنها حرمت من الخيرات التي كانت تحصل عليها من البحيرة بالإضافة إلي أن البحيرة تحولت إلي مصدر للأمراض والأوبئة بسبب غلق البواغيز والفتحات التي كانت تربطها بالبحر المالح في نفس الوقت الذي يتم إلقاء الصرف الصحي والصناعي لمحافظات القاهرة الكبري وبورسعيد ودمياط والدقهلية مما حولها إلي مستنقع مائي مليء بالرصاص والزرنيخ والمعادن الثقيلة التي تسببت في إصابة الصيادين بالفشل الكلوي والكبد الوبائي.
ويشير عزام مصطفي صياد، أن البحيرة تعد شاطئا سياحيا قبل أن تكون مصدرا للثروة السمكية بسبب اختلاط الماء المالح بها كما أنها تنتج ما لايقل عن 450 ألف طن من الأسماك سنويا بما يعادل ثلث إنتاج مصر من الثروة السمكية وتنتج ما يزيد علي20 نوعا من الأسماك وبسبب وجود البواغيز التي تنقل مياه البحر المالح إليها ويأتي معها كميات كبيرة من الأسماك وبعد غلقها وإهمال التطهير بالبحيرة كل ذلك جعل البحيرة تقتصر علي نوعي سمك فقط هما البلطي والقراميط بالإضافة إلي أنها مصدر الرزق الوحيد ل 250 ألف صياد يعيشون عليها.
وتحكي أم عباس وهي سيدة مسنة، عن ابنها عباس كان يعمل صياداً في البحيرة ثم أصيب بالبلهارسيا فتوقف عن الصيد وتقول أعيش معه في غرفة واحدة وهو الآن طريح الفراش وانفصلت عنه زوجته واصطحبت الأبناء معها نتيجة هذه الظروف ولعدم وجود دخل لهم، كما أن زوجي كان يعمل صياداً بالبحيرة وتوفي أيضاً بتليف كبدي من جراء إصابته بالبلهارسيا قبل نحو عام كما أصيبت ابنتها بتليف الكبد، كل هذه الأمراض والوفيات في أسرة واحدة فما بالنا بأحوال باقي أهالي بورسعيد.
وبعد تفقد أوضاع البحيرة التقينا بشيخ الصيادين إبراهيم نوفل 60 سنة الذي قال إن بحيرة المنزلة محمية طبيعية وثروة سمكية وقناة اتصال تربط السويس والبحر الأبيض، أما الآن فلا نستطيع أن نقول عليها بحيرة بل هي مستنقع صرف صحي تفوح منه الرائحة الكريهة بسبب وجود 260 مصنعا تتخلص من مياه الصرف الصناعي في البحيرة بالإضافة إلي الصرف الصحي لأهالي منطقة القابوطي، ففي عام 2004 جاء مستثمرون إلي بورسعيد وأبدوا رغبتهم في عمل مصانع بمنطقة القابوطي السكنية ففرح شباب المحافظة لتوفير فرص عمل لهم وتم عمل مصنع كيميائي بجانب بحيرة المنزلة وأنشأه رجل أعمال يدعي محمد أبوإسماعيل ثم باع المصنع إلي مستثمر هندي إسرائيلي الجنسية وبدأ الرجل في طرد أبناء بورسعيد وتصريف مياه المصنع بالبحيرة وهي تحتوي علي مواد كيميائية سامة بالإضافة إلي إنشاء خزان لغاز الإيثيلين وسط القابوطي وهو ما قد يتسبب في حدوث انفجار في أي وقت وقالوا إنهم هيعملوا مصنع ببورسعيد وهجر السمك البحيرة التي تعد أغني محمية طبيعية تحتوي علي ثروات سمكية والذي تبقي منه تلوث وأصيب بالسرطان وهو ما أدي إلي إصابة العديد من أبناء بورسعيد بأمراض خطيرة ومزمنة فلم يجد الصيادون أسماكا بالبحيرة. وهذا العام علي وجه التحديد لا يوجد صيد فلم يعد يستطيع الصياد الحصول علي قوت يومه.
ويضيف لقد رفع الصيادون شكاوي عديدة إلي رئاسة الجمهورية في عهد المخلوع ولم يستجيب أحد بل وجه الرئيس المخلوع تحذيراً شديد اللهجة أثناء زيارته إلي بورسعيد وعندما أشرنا إلي المصانع التي تصب في البحيرة وخاصة مصنع سنمار فقال »تحدثوا عن أي شيء في بورسعيد إلا هذا المصنع«، وبعد الثورة نظم الصيادون اعتصاما لإزالة هذه المصانع من جانب البحيرة والمناطق السكنية خاصة أنها مقرر أن يتم إنشاؤها علي بعد 40 كيلوا مترا من المناطق السكنية فهي مخالفة للقانون ثم قام المحافظ أحمد عبدالله بعمل زيارة إلي البحيرة والاستماع إلي مشاكل الصيادين، وأشرنا إلي مواسير الصرف الصحي والصناعي التي تصب بالبحيرة وهي واضحة وضوح الشمس ووعد بحل هذه المشكلة ولكن لا حياة لمن تنادي.
ويشير نوفل إلي أنه يصب في البحيرة 652 مليون متر سنويا من مياه الصرف الصحي وذلك عن طريق مصرف بحر البقر ومصرف فاقوس وبحر جادوس والبحر الصغير والعناترة في دمياط وأولاد حمام ورمسيس ومحطات ضخ السرو والمطرية وفارسكور وتحمل هذه المصارف أيضاً مياه الصرف الصناعي بما يحمله من بقايا المبيدات والأسمدة الكيماوية المستخدمة في الزراعة بالإضافة إلي الصرف الصناعي الذي يصب في البحيرة مخلفات 260 مصنعا وأخطر مصنع فيها هو الذي يدعي سنمار فبه مواد مضرة ومسرطنة والأخطر من هذا أن العاملين بالمصنع يخشون الإفصاح عن أي معلومات أو مستندات تؤكد هذا الحديث وعلي الرغم من أن ذلك الأمر معلوم وهناك مهندس كيميائي لا أستطيع ذكر اسمه أن يعمل بالمصنع " أقسم أن هذا المصنع يحتوي علي مواد خطيرة الهدف منها القضاء علي بورسعيد بل ضرب مصر نفسها ولابد أن يتم هدمه وبعد فترة اختفي ولا أعلم عنه أي شيء كما أن المصنع وإدارته المسئولة لا تتعامل مع أحد إلا المحافظ والقيادات المسئولة العالية، وأطالب بوقف هذا المصنع نهائيا لأنه ضار بالثروة السمكية وبشعب ببورسعيد.
وتؤكد ليلي الخولي مسئولة البيئة في قناة السويس، أن ما يحدث ببحيرة المنزلة أمر في غاية الحزن فمصر تخسر أهم ثرواتها دون أن تشعر فالجميع يعلم أن البحيرة محمية طبيعية وكانت تنفرد بكونها تحتوي علي أكبر ثروة سمكية الآن مياه الصرف الصحي والصناعي جعلتها مستنقعا للأمراض يفوح منه الروائح الكريهة فحتي محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي تجاور البحيرة وتصرف فيها لا تعمل وكذلك محطة الرفع المجاورة لمصنع كابسي للبويات والذي يتخلص أيضا من مخلفاته في البحيرة، فهي تتعرض إلي تدمير فعلي وستكون نتائج الصمت عما يحدث كارثة لاعتماد ثلاث محافظات علي الثروة السمكية المستخرجة من البحيرة ووجود 250 ألف صياد يعتمد علي البحيرة كمصدر رزق .
وتشير د.ليلي إلي أن هناك دراسة توضح خطورة هذه المصادر للتلوث أعدها الدكتور أحمد عبدالعظيم في جامعة قناة السويس وأكد خلالها أن مياه البحيرة تحولت من مياه مالحة إلي مياه عذبة نتيجة الصرف الزراعي والصحي والصناعي بها وأن نسبة الأمونيا في المياه تخطت المقاييس العالمية وكذلك أملاح النترات والفوسفات والمعادن الثقيلة في المياه مثل الزنك والمنجنيز والنحاس والرصاص تخطت الحدود التي حددتها منظمة الصحة العالمية وحذرت الدراسة من خطورة وصول المعادن الثقيلة في الأسماك إلي الحد الخطر علي صحة الإنسان حيث سجل الرصاص نسبة تزيد علي 40 مجم لكل حجم من الأسماك من الوزن الجاف. أما الكاديوم فقد سجل نسبة 0.2 مجم بما يزيد ثلاثة أضعاف عن آخر دراسة تمت من قبل كذلك جاء في الدراسة وجود بكتيريا القولون كدليل علي وجود تلوث برازي للمياه وبينت الدراسة وجود بكتريا الكوليرا والسمونيي والشيجيلا الخاصة بالتسمم الغذائي في القاع كما كشفت عن وجود البكتريا المسببة للالتهاب الكبد الوبائي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.