جامعة الأزهر تستقبل وفدا من روسيا لبحث التبادل العلمي والطلابي    التربية الإيجابية أساس بناء الإنسان    حكمة.. يقظة.. وتدريب مستمر    أسعار العملات اليوم الأربعاء 5-6-2024 أمام الجنيه المصرى    محافظ الجيزة: استقرار ضخ المياه بصورتها الطبيعية لمناطق حدائق الأهرام    وزارة النقل: لم نلغ مشروع مد المترو لقليوب وندرس إنشاء ترام بالساحل الشمالى    مشروعك أمان    إي اف چي هيرميس تنهي صفقة طرح «فقيه للرعاية الصحية» ب764 مليون دولار    جامعة الجلالة تعقد ورشة عمل حول "استثمار الإمكانيات التكنولوجية لتقليل الفاتورة الاستيرادية"    «معيط»: مصر تتخطى المتوسط العالمي في مجال الشفافية المالية وإتاحة البيانات    جامعة باليرمو الإيطالية تقرر مقاطعة نظيراتها الإسرائيلية    نتنياهو: ملتزمون بإعادة المختطفين مهما كلفنا ذلك من تضحيات    مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى.. و"الاحتلال" يشدد إجراءاته فى القدس    محمد سراج يكشف.. أسباب عدم الإعلان عن تصميم الاستاد.. سعة الملعب.. والعائق الأكبر    "تصفيات كأس العالم".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    الكشف عن موعد افتتاح الملعب الجديد للمصري البورسعيدي    حمادة طلبة: الزمالك يحتاج صفقات سوبر.. وأرفض محاسبة جوميز بالقطعة    صالح جمعة: كهربا أراد مغادرة الأهلي في يناير.. وإمام عاشور الأفضل    سموحة يفوز على «شبابه».. ويواجه بروكسي استعدادًا لمواجهة بيراميدز (صور)    برشلونة يوافق على بقاء الثنائي المُعار    معاينة موقع اشتعال حريق بقطعة أرض فى شارع الهرم بالجيزة    صدمة وبكاء لطلاب الثانوية الأزهرية من امتحان الجبر والهندسة الفراغية.. فيديو    بالمستند.. ننشر عدد الأسئلة وتوزيع الدرجات لمواد امتحانات الثانوية العامة 2024    تجديد حبس مسجل خطر ضبط بحوزته آر بى جى فى أطفيح بالجيزة 15 يوما    "معلومات الوزراء" يسلط الضوء على مخاطر المعلومات الخاطئة والمضللة    «تموين المنيا» تحرر 106 محاضر متنوعة في حملات على المخابز والأسواق    ل رجل برج الجوزاء.. كيف يمكن أن تكون جوزائيًا وناجحًا؟    هالة خليل وفريق "كايروتا" فى معكم منى الشاذلى.. الجمعة    300 عرض مسرحي تقدموا للمشاركة بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    عمر هلال: كتبت فوي فوي فوي فى 3 سنوات والفيلم كوميديا سوداء تعبر عن الواقع    تعرف على فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة والأيام التي يُحرم فيها الصيام    ما هو السن الشرعي للأضحية وهل يجوز بالتضحية بالتي لم تبلغ السن المحدد؟    دار الإفتاء توضح أحكام ذبح الأضحية شرعا وشروطها    وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ب9 محافظات    صحة الوادى الجديد: تنفيذ قافلة طبية مجانية بقرى الفرافرة ضمن مبادرة حياة كريمة    الرعاية الصحية: التأمين الصحى الشامل مبنى على نموذج صحة الأسرة    الصحة تثمن تقرير "الصحة العالمية" حول نجاح مصر فى القضاء على فيروس c    خبير دولي: جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية لم تنقطع لحظة واحدة    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    بعد مغرب غد الخميس.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذى الحجة لعام 1445    النائب طارق عبد العزيز ل"قصواء الخلالي": الرئيس السيسى ركز على مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى    محمد ممدوح وأسماء جلال «جوكر» أفلام عيد الأضحى    البرلمان العربي يثمن مصادقة البرلمان السلوفيني على قرار الاعتراف بدولة فلسطين    "لوموند": الهند تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي بعد الانتخابات التشريعية    صحيفة تسلط الضوء على الانقسام بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الأصول الروسية    مجلس النواب الأمريكى يوافق على تشريع جديد يعاقب المحكمة الجنائية الدولية    أسعار البيض اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    مصطفى الفقي: وزير التموين من أكفأ الوزراء في حكومة مدبولي    انطلاق فعاليات الاجتماع الفني لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية في مصر بفيينا    5 نصائح من «الصحة» ل«الحجاج».. اتبعوها للوقاية من العدوى    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    عربية بورش وظهور لافت ل طليقة شاكوش، مشاهد جديدة من احتفال حمو بيكا بعيد ميلاد زوجته    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج السرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك.. الشيطان يعظ – (بروفايل)
نشر في مصراوي يوم 04 - 05 - 2015

رصاصة تخترق جسد الرئيس، فيفارق الحياة، فيما تدُب روحًا أخرى في جسدٍ آخر، متفوهًا بقسمٍ أقسم عليه سابقيه عام 1981 ''أقسم بالله العظيم أن أحافظ مُخلصًا على النظام الجمهوري.. وأن أحترم الدستور والقانون.. وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن احافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه''.
ماذا فعل مبارك كي يُحاكم، كى يظل حبيسًا كأبناء شعبه، ظلّ حرًا فيما كان شعبه حبيسًا، وصار شعبه حُرًا وقتما أصبح سجينًا، برأته ساحات القضاء، وكيف تُبرأ ساحات القضاء سجينًا هو أساس المُلك !.
الجبال تحلف بحياته، ورضخت لأوامره، يتذكر ذلك جيدًا، كان يومًا من أيام شهر رمضان من عام 2006، وتحديدًا يوم 6 سبتمبر، شرخٌ في جبل الدويقة، أعقبة انهيار، لم يصرخ أحد، فلم يكن هناك وقتًا للصُراخ، احتبست الأنفاس، دُقت الرؤوس، سحل الصخر الأجساد، ارتقت الأرواح، ولم يأتى الرئيس مبارك ليُلقي نظرة أخيرة، هو لا يُحبُ نظرات الوداع.
حوكم في قضايا عِدة، قالت عنه محكمة جنايات القاهرة فى قضية القصور الرئاسية "الله منّ على مبارك وبوأه حكم مصر وأقسم على احترام الدستور والقانون وبات نائبا عن شعبه فى إدارة شؤونه وقائما على أمواله، لكنه لم يكبح جماح نفسه وأولاده وغيرهم عن المال العام، واستباح منه دون وجه حق، وكان عليه أن يعدل بالمساواة بين أبعد الناس وأقربهم فى قضاء الحقوق، ولكنه لم يفعل ولم يسر على نهج السلف الصالح مثل عمر بن الخطاب الذى سوى بين أبنائه وسائر المسلمين"، هذا علاوة على قضايا تصدير الغاز، قتل المتظاهرين والكسب غير المشروع، نقوه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. كيف تنظر في عيني أم مكلومة تدمع عيناها دمًا على وليدها المقتول؟، كيف تنظر في عيناها وهي تعرف جيدًا أنك قاتلُ رضيعها.

نصح كثيرًا وصار واعظًا، فكيف يتهمونه بالفساد وخراب الذمم، نصح الرئيس العراقي صدام حسين قبل أعوام بضرورة الرحيل لأنه أفسد، طالب العمال بالصبر على علاوتهم، والفلاحين بالتجلد على بوار أرضهم، والمصريين بتكبد مشقة الأغذية المسرطنة، والطلاب بالجد في مناهج مُغيبة، ونصح الشعب بضرورة اجراء انتخابات رئاسية، ولكنهم لم يثقوا في كلماته، لم يثقوا في خطاباته، اعتقدوا لبُرهة أنه شيطانٌ يعظ.

كان مبارك مُحصنًا من وراء جُدران تحميه، وحاشية تُحيطه، وبدلة واقية تقيه شر الحاقدين والقاتلين، وسيارة تُقلُه، لم يفعل كسائر الرعية، يتنقل في المواصلات العامة، يقف في طابور ''العيش''، يُقاتل من أجل ''أنبوبة'' بوتاجاز، كعوبه قدميه لم تذبل من أجل الجري وراء موافقة وزير الصحة على علاج أحدًا من ذويه على نفقة الدولة، إنه لم يركب حتى القطار.

وقت الفرح دومًا يتحول بفعل حُكمه إلى حُزن، منذ فبراير من عام 1992، وحتى نهاية حُكمه اجتزت القطارات أرواح أكثر من 600 مواطنًا.

أن تكون مُسافرًا عبر القطار، تحسب كل دقيقة مُتبقة في رحلتك لرؤية أهلك في الصعيد، تحتضن بين ذراعيك ابنتك، وتغفو زوجتك، وتُصارع أنت النوم لحمايتهما، ويُخاطبك الأهل تليفونيًا وتُطمئنهم، ثم بعد دقائق قليلة يستلموك جُثة مُتفحمة، والجاني صار طليقًا.. إذن فأنت أحد شهداء حادث قطار الصعيد من ضمن أكثر من 400 ضحية، تعرفوا عليك من تحليل ال DNA.
هل تستطيع السباحة؟، وحتى إن كنت تستطيع فماذا ستفعل وأنت في عرض البحر عوامٌ، وأنت تشاهد والدتك تلفظ أنفاسها الأخيرة، تتشبثُ يداها بالماء، فتفشل فينقشع وجهها من أعلى السطح إلى قاعه، هذا مصيرك قريبًا، حاول وجازف وصارع الموج، اشرب من ماء البحر كثيرًا حتى يمتلئ جوفك، فُقدت السيطرة على أناملك، إلى متى ستستمر الأقدام فى الرفس، أملا في النجاة، وكم رأسًا ستنقشع وتختفى من على ظهر البحر، وكم روحًا ستفيئ إلى بارئها، رويدًا رويدًا سينقشع رأسك أيضًا وأنت تُصارع، متذكرًا أولادك وزوجتك، تدعو لهم بالستر والنجاة، حتى وإن لم يُنجيك، أتبكى والدتك، أم تبكي حال أسرتك التي صارت وحيدة، ينقشع رأسك ويُغطيه الماء، يبدو أنك أحد الضحايا ال 440 الذين ابتلعتهم المياه، وملأت جوفهم، في حوادث العبارات العديدة 25 مايو 1983، 15 ديسمبر 1991، 17 أكتوبر 2005 و 3 فبراير 2006.
اليوم 4 مايو ذكرى ميلاد الرئيس الأسبق حسني مبارك، اشتهر بأنه صاحب الضربة الجوية، وعُرف كرئيس لكل المصريين، واحتفل به أنصاره امام مستشفى المعادي العسكري، داعين له بموفور الصحة والسعادة، وخرج هو ملوحًا لهم يداه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.