تقود المملكة العربية السعودية، تحالفا عسكريا يضم دولا عربية وخليجية لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد جماعة أنصار الله الحوثية والتي تسيطر على العاصمة صنعاء، وبدأت في الاتجاه جنوبا نحو مدن عدن وتعز. وطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من الدول العربية والخليجية، التدخل العسكري في بلاده لردع تقدم الحوثيين، وهو ما استجاب له السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت وقالوا في بيان لهم "قررت دولنا الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". وأكد القادة العرب، في ختام أعمال القمة العربية بشرم الشيخ، ترحيبهم وتأييدهم الكاملين للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن المشكل من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وعدد من الدول العربية بدعوة من الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى وذلك استنادا إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية وعلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وانطلاقا من مسئولياته في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها الوطنية وحفظ سيادتها واستقلالها. وتشكل القوات السعودية النواة الأبرز في قوات التحالف العربي لدعم شرعية الرئيس اليمني، وفيما يلي نبذة عن نشأتها وحجمها وقوتها. نشأة القوات العسكرية السعودية نشأت القوات العسكرية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن اّل سعود، إذ شكَّل قوة صغيرة مكونة من 60 رجلاً، وتوجه بهم من الكويت نحو الرياض لاستعادتها. ومن ثَمّ تغيّر مسار الجيش السعودي ليمر بمراحل عديدة ويصبح قوة عسكرية لا يمكن الاستهانة بها - بحسب تقرير مرسل من المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة. في عام 1929م، أمر الملك المؤسس، بتشكيل أول نواة لوحدات الجيش السعودي النظامي من ثلاثة قطاعات سميت أفواج المشاة والمدفعية والرشاشات – الفوج الذي يعادل كتيبة بوقتنا الراهن تعدادها من 659 إلى 962 فرداً، وكان قطاع الرشاش يتكون من أربع سرايا، وثمان قطع رشاش. وكانت أول معركة دولية خاضتها القوات السعودية بجانب أشقائها العرب، معركة 1948م في فلسطين، حيث أمر الملك عبد العزيز آل سعود، حينها بإرسال فرقة سعودية للجهاد في فلسطين خلال 24 ساعة، وتوجهت الدفعة الأولى بالطائرات، فيما تم إرسال بقية السرايا بالبواخر. وفي عام 1956م، وقفت السعودية بجانب مصر ضد العدوان الثلاثي، وصدر أمر للجيش السعودي من الملك السعود بن عبد العزيز آل سعود بسرعة التحرك بجانب قوات الأردن للدفاع عن مصر ضد العدوان. ووضعت السلطات العسكرية السعودية قرابة 20 مقاتلة نفاثة من طراز" فامبير" تحت تصرف القيادة المصرية، وبقيت القوات السعودية مرابطة حتى زال العدوان الآثم. عام 1967م، قامت المملكة بتحريك طائرات مقاتلة إلى قواعد جوية في المدينةالمنورةوتبوك، وأصدر الملك فيصل بن عبد العزيز أوامره إلى ولي العهد -آنذاك- الأمير خالد بن عبدالعزيز آل سعود، بإعلان التعبئة العامة وإلغاء إجازات العسكريين، وقامت المملكة بوضع جميع قواتها في الحدود الشمالية تحت تصرف القيادة الأردنية على إثر قيام إسرائيل بمهاجمة الأردن، وبعدها مهاجمة مصر وسوريا في صبيحة يونيو 1967م، وبعد إعلان انتهاء الحرب قامت القوات الجوية السعودية بإهداء جميع ما تمتلكه من طائرات جديدة من طراز "هوكر هنتر" إلى سلاح الطيران الأردني لتعويضه عن الخسائر. وفي عام 1969م، هاجمت القوات اليمنية مركز "الوديعة" السعودي وسرعان ما تحركت القوات السعودية البرية والجوية واستعادت مركز "الوديعة"، وطردت المعتدين خارج حدود المملكة العربية السعودية. وقبل حرب أكتوبر 1973م، وإنفاذًا لقررات القمة العربية في الخرطوم، والتي أعقبت العدوان الإسرائيلي، تحددت مشاركة المملكة في دعم الصمود وإزالة آثار العدوان بمساهمة مالية مقدارها 50 مليون دولار سنوياً لتعويض مصر عن خسائرها من جراء إغلاق قناة السويس، وكذلك توفير سربين من الطائرات المقاتلة للمشاركة في المواجهة المرتقبة مع العدو الإسرائيلي. وأثناء الغزو العراقي لدولة الكويت، حشدت المملكة بحشد القوات العربية من ضمنهم دولة مصر، على الأراضي السعودية لردع ذلك الغزو، لتقوم بحرب "تحرير الكويت". تشكيلات القوات العسكرية السعودية تنقسم القوات العسكرية السعودية، إلى خمسة أفرع رئيسية هي القوات البرية الملكية السعودية، القوات الجوية الملكية السعودية، القوات البحرية الملكية السعودية، قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وقوة الصواريخ الاستراتيجية الملكية السعودية. حيث تضم قواتها المسلحة 227 ألف جندي، بينهم 75 ألفا في "القوات البرية" و13500 في "القوات البحرية"، و20 ألفا في "سلاح الجو"، و2500 عنصر في قوة "الصواريخ الإستراتيجية"، ومئة ألف رجل في الحرس الوطني. وتملك القوات البرية 600 دبابة ثقيلة بينها 200 دبابة "أبرامز"، و780 مدرعة خفيفة و1423 ناقلة جند. أما القوات الجوية فتملك 313 طائرة مقاتلة لاسيما طائرات "اف 15" و"تورنادو" و"يورفايتر تايفون". التعاون العسكري مع مصر يشهد المجال العسكري بين المملكة ومصر عدة نماذج سنوياً تكشف عن حجم التعاون بينهما، ومن أهمها: -مناورات "تبوك" البرية (3) هي مناورات عسكرية مشتركة تقام بالتبادل بين القوات البرية الملكية السعودية والقوات البرية المصرية، بهدف الحفاظ على تكامل العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات بين الدولتين الشقيقين ورفع معدلات كفاءة العناصر المشاركة وصقل مهارات القادة والضباط والعناصر لكلا الجانبين والقدرة على إدارة وتنفيذ عمليات هجومية ودفاعية مشتركة بين البلدين. -مناورات "مرجان" البحرية (15) وهي مناورات مشتركة بين المملكة ومصر لتأمين النطاق البحري بالبحر الأحمر، وتشارك فيها عدد من الوحدات البحرية السعودية والمصرية وتشمل المدمرات ولنشات الصواريخ وسفن النقل والإمداد وطائرات مكافحة الغواصات، وعناصر القوات الخاصة البحرية لتنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية. -مناورات "فيصل" الجوية (10) هي مناورات عسكرية جوية تكتيكية تجريها القوات الجوية لكل من السعودية ومصر، بهدف تبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية للقوات المشاركة، وتخطيط وإدارة أعمال قتال مشترك بين سلاح الجو الملكي السعودي والقوات الجوية المصرية. -الدراسة بكلية القادة والأركان المصرية يدرس الضباط السعوديون بصفة دورية العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان المصرية، ضمن كوكبة من أشقاءهم من الضباط المصريين والضباط الوافدين من الدول الشقيقة، وهو ما جعلهم يكتسبون المزيد من المعلومات العسكرية والتدريبية. -إهداء مستشفيات ميدانية إلى مصر من المملكة أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في أغسطس 2013م، بإهداء مصر ثلاث مستشفيات ميدانية بكامل أطقمها من أطباء وفنيين ومعدات طبية وقوفاً ودعماً للشعب المصري الشقيق.