أطلقت جمعية "كل الناس" للتنمية الشاملة بأسيوط بالتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية، اليوم الخميس مبادرة "إيدي في ايدك"، ببيت العائلة المصرية، لرفع الوعي بقيم التسامح والمواطنة وقبول الآخر، والعمل علي نبذ العنف ونشر ثقافة الحوار، فضلاً عن تكوين لجنة للحكماء تعني بإدارة أزمات الفتنة الطائفية وحوادث الثآر والعنف. افتتح وقائع المبادرة الشيخ سيد عبد العزيز، الأمين العام لبيت العائلة المصرية، والدكتورة سحر محمد عبد الحميد، مستشار محافظ أسيوط، والدكتور ماجد عزمي، رئيس مجلس إدارة جمعية كل الناس، وجوزيف يوسف، ممثلاً عن الهيئة القبطية الإنجيلية، وبحضور نشطاء المجتمع المدني. أشار الشيخ سيد عبد العزيز، إلي حرص بيت العائلة علي تحقيق معني ومضمون التعايش وقبول الآخر، والذي ينطلق من احترام الثوابت والإيمان بحق الاختلاف والتنوع ضارباً في ذلك العديد من الأدلة في الكتاب والسنة ومنها وثيقة المدينة التي وقعها الرسول مع اليهود، وكذلك وقائع التاريخ الحديث والتي خرج فيها الشيخ الباجوري شيخ الأزهر ليرفض فكرة المحتل نحو تهجير المسيحيين من مصر وهكذا كان الإيمان بحق الانتماء لمصر وحرية الانتماء لأي أفكار أو عقائد لأن حب الوطن واحد. أوضحت الدكتورة سحر عبد الحميد، كيفية حرص الدولة علي غرز مفاهيم الانتماء للوطن، وتعزيز المواطنة عبر آليات ثقافية مختلفة ستعمل عليها الأجهزة المعنية خلال الفترة المقبلة، بالتعاون بين المجتمع الأهلي والثقافي والأكاديمي، وبرعاية الجهات الحكومية التنفيذية المؤمنة بضرورة التخلص من أفكار التعصب الموجودة بالفعل لدي البعض. بينما قال الدكتور ماجد عزمي، رئيس مجلس إدارة جمعية كل الناس، إن الآثار الاجتماعية لأي ظاهرة لا تختفي باختفاء الظاهرة، بل تحتاج لسنوات حتي يمكن إزالتها وفي ذلك إشارته للتطرف والتعصب، مضيفاً أن المنطلق التاريخي اليوم ينطلق من خلال أجهزة الدولة وعبر بيت العائلة التابع للحكومة المصرية وفي ذلك إيمان رسمي بأهمية دعم المجتمع المدني للقيام بدوره الثقافي تجاه الانغلاق والتعصب وغرز قيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف. أوضح عادل توفيق، مدير الجمعية، أن المبادرة تمولها الهيئة القبطية الانجيلية وتستهدف رفع وعي أكثر من ثلاثة آلاف شاب وفتاة من عمر 18 إلي 35 سنة، وذلك من سكان حي شرق بأسيوط وقرية صنبو بديروط، بناءً علي دراسات واقعية كشفت عن حجم مشاكل الفتن الطائفية والأرهاب الذي عانت منه صنبو في التسعينيات، وشهدت العشرات من حالات القتل والتصفية الجسدية وما زالت آثاره لها مناحي أخري ضمن إطار التعصب وهي العنف ضد المرأة أو الثأر. يشار إلى أن المبادرة تستهدف الشراكة مع عدد جهات رسمية لتحقيق أهدافها وفي مقدمتها بيت العائلة بجانب جامعة أسيوط والمحليات، إضافة إلى التربية والتعليم والهيئة العامة لقصور الثقافة وجهاز شؤون البيئة بجانب المجتمع المدني.