"عليه العوض في بحيرة قارون"، عبارة دالة قالها عوبس صالح ، الذى يعمل بمهنة الصيد منذ سنوات فى بحيرة قارون، فقد أدى تلوث مياه البحيرة إلى نفوق الأسماك بها فى بعض الأحيان ، وتكرار إصابة الأسماك بأمراض جديدة كان آخرها الطفيل الذى أدى لنفوقها بشكل غير مسبوق. ويشتكى صيادون يعملون في بحيرة قارون، من انتشار طفيل يمتص دماء الأسماك، ويتكاثر في خياشيمها، مما يؤدي إلي ضعفها ثم نفوقها، وحذروا من تأثير الطفيل علي الثروة السمكية بالبحيرة والمزارع السمكية. وأكد علي عبد الحفيظ، نقيب الصيادين بالفيوم، أن الطفيل ظهر مؤخرًا وانتشر بين الأسماك من أنواع البلطي والبوري، يؤدي إلى ضعف في السمكة، ثم نفوقها. يقول عويس ، الصياد الذى تجاوز الخمسين من العمر، "أنا صياد منذ سنين طويلة ، وكنت شاهدا على الخير والرزق الذى كانت تعطيه البحيرة للصيادين، سمك كتير بأنواع مختلفة، لكن اليوم ونتيجة للإهمال، قضى التلوث علي الثروة السمكية بالبحيرة." ويتابع عويس، "كما ان شركة الملاحات " إميسال " استولت علي 1700 فدان من البحيرة" ويقول صالح، لدى 5أبناء يعملوا بمهنة الصيد سافروا جميعهم إلى محافظة البحر الأحمر، ليعملوا بالصيد هناك، لأن بقائهم بالفيوم وبالصيد فى بحيرة قارون "معناه عيشة ضنك " ويضيف" أحيانا بروح اشتغل معاهم ومعى رخصة صيد، لأن في الغردقة النظام حاجة تانية خالص ، فيه اهتمام كبير من المسئولين ، وأحصل كل سنة علي 3آلاف جنيه للرخصة التى معى، عكس ما يحدث هنا أدفع فلوس فقط ، وأولادي فى الغردقة من سنة 97 مفيش سنة حد قال مفيش فلوس." أما عبالله موسى صياد، فيقول، مياه البحيرة تلوثت من مياه الصرف الصحى ومياه الصرف زراعي، وجميع القري السياحية والفنادق الموجودة على ضفاف البحيرة ،تقوم بصرف مياهها على البحيرة ولا أحد من المسئولين يهتم ، ومنذ سنة نتابع ظاهرة جديدة فى البحيرة فقد أصبح قندىل البحر، موجودا بكثرة فى مياهها ، وهو يؤثر على السمك بشكل سلبى، كما أن الدود الذى يعيش فى مياه البحيرة بسبب تلوث مياهها ويدخل في خياشيم السمك ويقضى عليه. ويتذكر زق أنور، الصياد العجوز كما يناديه الصيادين، والده الصياد ويقول : طلعت لقيت أبويا شغال في البحيرة، كانت كل أنواع السمك موجودة " قروص ، و تعبان، وبوري حر ، وبورى أصيل، ودينيس " كله انقرض الآن بسبب التلوث الذى حول البحيرة لبركة مياه للماء "الوسخ" وعدم اهتمام المسئولين وخاصة هيئة الثروة السمكية، التى تتغافل عما تفعله شركة الملاحات ،لأسباب يعلمها الجميع، حيث استولت الشركة علي 3 آلاف فدان وليس 1700 كما يقولون، غير الصرف الزراعي الذى يؤثر بنسبة كبيرة لأن السماد المتبقي فى مياه الصرف الزراعى يؤثر علي حجم السمك ويمنع عنه الأكسجين ويتسبب في نفوقه ، لذلك لازم الصياد يكون معاه على مركبه تلاجة صغيرة ، لان السمك لا يتحمل أكثر من ساعة خارج المياه، وما زاد المشكلة حجما أن ردم أجزاء من جانب البحيرة بغرض عمل الكافيتريات ، وكما يقولوا لحماية الطريق من التآكل ، كل هذا أثر علي عمق البحيرة. ويرد المهندس صلاح نادى، مدير منطقة الثروة السمكية بالفيوم، على ما يثيره الصيادين فيقول : شكلنا فريق بحث لدراسة الطفيل الذى ظهر الأسبوع الماضى، على أجزاء من جسم الأسماك داخل البحيرة ونبحث كيفية علاجه. وأعتقد أن سبب ظهور هذا الطفيل، هو زيادة معدلات التلوث داخل البحيرة ، ما يؤدى إلى زيادة نسبة الأمونيا، خاصة مع افتقاد البحيرة لمحطات معالجة ثلاثية داخلها . ويشير نادى، إلى أن هذه الظاهرة وقتيه حدثت فى هذا التوقيت لارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض كميات المياه المنصرفة على البحيرة، كما أن المرات التي عثر فيهاعلى أسماك تطفو فوق سطح مياه البحيرة ، كان سببه أن أصاحب المزارع، والأقفاص السمكية يستخدمون أعلاف ذات نسب عالية من البروتين ما أدى إلي ارتفاع نسب الأمونيا والنترات والنيرتيت بمياه البحيرة مما أدي إلي نفوق الأسماك. ويرى مدير منطقة الثروة السمكية بالفيوم ، أن الحل فى زيادة المقننات المائية من مياه الصرف الزراعي لزيادة منسوب المياه بالبحيرة وبحيرات الريان، والعمل علي خفض نسبة الملوحة. وقال مصدر بديوان عام المحافظة ، لم يرد أن يذكر أسمه إنه بالنسبة للطفيل الذى ظهر فى الأسبوع الماضى ، فقد تم تشكيل لجنة ضمت كلا الدكتور ديهوم الباسل، أستاذ علم الحيوان بكلية العلوم بجامعه الفيوم، والدكتور عطاالله عبدالتواب، رئيس محطة بحوث الأسماك بشكشوك،لأخذ عينات من الطفيل لتحليله، والتوصل إلى طرق مكافحته. وأضاف، أن مشكلة تلوث مياه البحيرة فالمحافظة توليها اهتماما خاصا، و نقوم بتنفيذ التوصيات التى أوصت بها اللجنة التى شكلها رئيس الوزراء إبراهيم محلب، عندما كان وزيرا للسكان ، وقد كلفت تلك اللجنة بإعداد تقرير فني عن بحيرة قارون، والوقوف على أسباب التلوث فيها، وكانت تتكون من جهاز شؤون البيئة، والمركز القومي للبحوث، و جهاز تنظيم مياه الشرب والصرف الصحي، وجهاز حماية المستهلك. وأشار إلى أن اللجنة اجتمعت مع الدكتور حازم عطية الله ، محافظ الفيوم وعرضت دراسة عن مدى تلوث المياه في بحيرة قارون، والمشكلات التى يسببها تلوث مياه البحيرة ، ووضعت الدراسة حلولا لهذه المشاكل، التى تمثلت فى التلوث العضوي والكيماوي، وارتفاع المنسوب وزيادة الملوحة، و اختلاط مياه البحيرة بمياه الصرف غير المعالجة، ووجود تلوث من الصرف الزراعي بما يحويه من مخلفات وأسمدة. وأوصت الدراسة بضرورة إحكام الرقابة على الأنشطة الصناعية والسياحية والزراعية التي تتخلص من مخلفاتها مباشرة في المصارف الزراعية، و الإسراع في تنفيذ برامج لرفع الكفاءة محطات معالجة الصرف الصحي بالمحافظة. ويقول محمد عبد الستار، مدير إدارة البيئة بالمحافظة ، إن المحافظ أصدر قرارا رقم 426 سنه2013 بتشكيل لجنه تضم مسئولون من البيئة ، و السياحة، والصحة ، ومن محمية قارون. وكانت مهمة هذه اللجنة المحافظة على بحيرة قارون ، ومتابعة الفنادق والقرى السياحية التى توجد على ساحل البحيرة، والتى يبلغ عددها 28 منشأة سياحية، وتبين للجنة أن 5 فقط من هذه المنشآت لديها محطات معالجة، و 14 لديها خزانات كسح، و 9 منشآت تقوم بصرف مخلفاتها بشكل مباشر على البحيرة، وتم إنذار المنشآت المخالفة والتنبيه بضرورة رفع المخالفات، وتم إعادة المعاينة على الطبيعة بمعرفة اللجنة وتبين إزالة المخالفات، بعد المدة التى تم تحديدها فى الإنذار، وتم تحرير محضرين لعدد 2 منشأة لم تزل المخالفات وتم إحالة المحضرين، إلى النيابة العامة وجارى متابعة باقى المنشآت بمعرفه اللجنة حتى لا تقوم بالصرف المباشر على البحيرة، ويضيف عبد الستار ، كما تم التنبيه على الوحدات المحلية الموجودة بدائرة الساحل الجنوبى للبحيرة، بضرورة أن تتفق مع شركة المياه والصرف الصحى، بأن تتخلص المنشآت التى تستخدم خزانات لمخلفات الصرف الصحى ، فى مطابق الصرف الصحى التابعة لشركة المياه والصرف الصحى، أما بالنسبة للصرف الزراعى فقد ناقشت اللجنة هذا الموضوع وأخذ مركز البحوث الزراعية، عينة من التربة كى يصنع بكتيريا تنهى على التلوث فى البحيرة، وهذه العينة من طبيعة الأرض نفسها، وهذه البكتريا سوف توضع فى المياه قبل أن تصب فى البحيرة ، وجارى تنفيذ تلك التجربة. ويشير مدير البيئة بالمحافظة ، إلى أنه تم عمل محطات رفع على بعض المصارف التى تروى الأرض الزراعية فى الأماكن التى بها نسب تلوث عالية ، حيث ترفع هذه المحطات 6 متر مكعب /ثانية، وهو ما يساعد فى عدم ارتفاع مياه البحيرة، كما نعمل على رفع كفاءة محطات المعالجة التى تصب الصب النهائى فى المصارف التى تنتهى إلى بحيرة قارون ، ونقوم بمتابعة الصرف الذى يتم بطريقة مباشرة على البحيرة، ونخطط لإنشاء شركه أملاح بالساحل الشمالى للبحيرة حتى يتم التخلص من النسب العالية لملوحة مياه البحيرة، إضافة إلى قيام شركة إميسال للأملاح بعمل دراسة لتوسيع مصنع الفاكيوم، وذلك لإنتاج ملح عالى النقاء وتم الموافقة على المشروع من وزاره البيئة، ويهدف فى الأساس للتخلص أيضا من زيادة نسب الأملاح فى مياه البحيرة . التحقيق منشور في العدد ال 83 من جريدة الفيومية