تستقر في باطن بحيرتي قارون والريان بالفيوم العديد من الكنوز ولكن الآن تختفي شيئا فشيئا وتنهار كليا, نهاتان البحيرتان مهددتان خلال سنوات قليلة بالتحول إلي ملاحات بحسب وصف عدد من خبراء الثروة السمكية والجيولوجيا, وتظل نسبة الملوحة في ارتفاع مستمر بسبب الصرف الزراعي الذي يصب في البحيرة, حيث لايوجد مصدر آخر للصرف الزراعي في الوقت الذي تتكون فيه بحيرة قارون من نظام مائي مغلق يعتمد علي البخر فقط للتخلص من منسوب المياه المرتفع وتبقي الملوحة في قاع البحيرة تهدد الثروة السمكية. وبحيرتا قارون والريان تقعان علي مساحة100 ألف فدان من المسطحات المائية والسعة القصوي لبحيرة قارون210 آلاف طن سنويا من الأسماك, في حين ان ما يتم استخراجه سنويا5 اطنان فقط. فيما أكدت دراسات المركز القومي للبحوث تحت رعاية اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن مظاهر التلوث ببحيرة قارون ان ارتفاع نسبة الملوحة في هذه البحيرة يعتبر العامل الاساسي لتدهور بيئتها, حيث وصلت إلي40 جراما في اللتر الواحد, هذا بالاضافة إلي تلوثها من المبيدات الزراعية والصرف الصحي. وأوضح الدكتور سميح عبدالقادر منصور استاذ علم السموم البيئية ورئيس قسم كيمياء مبيدات الآفات بالمركز القومي للبحوث ومدير المشروع القومي الذي اجري علي بحيرة قارون ان البحيرة كانت في اوائل التسعينيات(1905) درجة الملوحة بها لاتتجاوز4 جرامات في كل لتر 4000 جزء في المليون ولكنها وصلت الآن إلي40 جراما في اللتر 40 ألف جزء في المليون, كما كشفت دراسة للدكتور ديهوم الباسل, الاستاذ بكلية علوم الفيوم عن ان بحيرة قارون صارت تنتج املاحا بملايين الدولارات ولاتنتج سمكا, وارجعت الدراسة هذا الحال إلي عدة ازمات تعانيها بحيرة قارون علي رأسها زيادة معدل البخر من المسطحات المائية والتي بلغت مايقرب من10 آلاف فدان خلال34 عاما فقط وكذلك ارتفاع نسبة الملوحة في البحيرة إلي نحو38% مما ادي إلي تدهور الثروة السمكية ونمو حيوانات بحيرة ليس لها قيمة اقتصادية بالبحيرة وانتقد مصطفي محمود رئيس مجلس إدارة جمعية صيادي الاسماك ببحيرة قارون تصرفات بعض الصيادين غير المسئولة, حيث يقومون بالصيد بطرق مخالفة في أوقات اغلاق البحيرة, مما تسبب في تدمير الثروة السمكية بالبحيرة, وذلك علي الرغم من الاجتماعات العديدة والدورية التي يتم عقدها للصيادين لتوعيتهم بالطرق السليمة والعلمية للصيد والأوقات التي تضمن تكاثر الاسماك وزيادة الانتاج. اضاف سيد عبدالحميد منصور احد الصيادين ببحيرة قارون ان السبب في تدمير الثروة السمكية هو الهبلة في اشارة إلي الشباك المخالفة ذات الفتحات الصغيرة التي تقوم بتجريف البحيرة والتقاط الزريعة قبل نموها وفي وقت اغلاق الصيد بالبحيرة, الأمر الذي وقد تقدم المهندس أحمد علي احمد محافظ الفيوم, بمذكرة للسيد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية, بمشروع المصرف القاطع ضمن المشروعات العاجلة والتي ينقصها تمويل قدره33 مليونا من اجمالي100 مليون جنيه التكلفة الاجمالية للمشروع حيث تم توفير67 مليون جنيه, ويعمل المشروع علي اقامة مصرف كبير علي الجانب الآخر لبحيرة قارون تحويل93 مليون متر مكعب سنويا من مياه بحيرة قارون لبحيرات وادي الريان وتتلخص عملية انقاذ بحيرة قارون في توفير الاعتمادات المالية لمشروع المصرف القاطع التي تصل إلي33 مليون جنيه وذلك من أجل تحويل93 مليون متر مكعب سنويا من مياه بحيرة قارون لبحيرة الريان وبالتالي يقل منسوب البحيرة والملوحة وتحل مشكلة الري للمنطقة الغربية حيث سيتم توفير مياه ري لزراعة50 الف فدان جديدة بالمناطق النائية بمركز يوسف الصديق, واعادة احياء مشروع احد كبار المستثمرين العرب لانشاء7 مصانع جديدة لانتاج ملح الطعام وكبريتات الصوديوم واملاح الماغنسيوم والصودا باجمالي استثمارات700 مليون دولار.