العدوان على غزة: هل يؤدي الدعم الدولي لإنجاح المبادرة المصرية؟

مساء الاثنين الماضي 14 يوليو الجاري أطلقت مصر مبادرة لوقت إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تبدأ في التاسعة صباح اليوم التالي، وأعلنت العديد من الدول العربية والأجنبية دعمها للمبادرة رغم رفض الفصائل الفلسطينية – عدا حركة فتح والسلطة الفلسطينية – للمبادرة. للاطلاع على بنود المبادرة أضغط هنا
وقابلت حركة حماس المبادرة المصرية بالرفض وقالت إنها لا تلبي الحد الأدنى من مطالب المقاومة حتى أن كتائب القسام الجناح العسكري وصفتها بأنها ''لا تساوي الحبر الذي كتبت به''.
كما رفضت حركة الجهاد الإسلامي المبادرة المصرية، واعتبرت أنها ''لا تلبي شروط المقاومة''.
وقالت الحركة في بيان رسمي أنها ''أبلغت الجانب المصري موقف الحركة بعدم قبول هذه المبادرة التي لا تلبي حاجات شعبنا وشروط المقاومة التي لم تستشر فيها'' .
وأضافت ''هذه المبادرة غير ملزمة لنا، وسرايا القدس ستواصل عملياتها، جنباً إلى جنب مع كل الفصائل والأجنحة العسكرية، دفاعاً عن شعبنا في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي''.
في المقابل أعلنت إسرائيل قبولها للمبادرة المصرية، بعد لحظات من إعلان حماس رفضها، وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس ''ستدفع ثمنا باهضا'' جراء رفضها المبادرة.
وأدى القتال الذي دخل يومه الثامن أودى بحياة 204 فلسطينيا حتى كتابة هذه السطور وإصابة نحو 1500 آخرين، فيما قتل إسرائيلي واحد فقط.
دعم عربي ودولي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي إن المبادرة تحظى بدعم عربي من المجلس الوزاري الطارئ، متوقعا دعمها من المجتمع الدولي لتجنيب الفلسطينيين مزيدا من إراقة الدماء.
وأعلن مجلس الجامعة العربية دعمه للمبادرة المصرية خلال دورته غير العادية التي انعقدت في القاهرة مساء الاثنين، ووجه المجلس الشكر لمصر على جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي وثمن قرارها فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى وتقديم العلاج لهم.
كما أعلنت الإمارات دعمها الكامل للمبادرة المصرية، وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات في اتصال مع نظيره المصري سامح شكري أنه تم التشاور حول سبل تنفيذ المبادرة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
دوليا، دعمت الولايات المتحدة المبادرة المصرية، وطالبت إسرائيل بعد غزو غزة بريا.
وقال وزير الخارجية جون كيري في اتصال مع شكري أن الولايات المتحدة تعتبر المبادرة المصرية فرصة حقيقية يجب دعمها لوقف العنف واستعادة التهدئة.
وأعرب كيري عن حرص الولايات المتحدة علي أن تعطي كافة الأطراف المعنية دعمها الكامل للمبادرة المصرية.
كما أعربت فرنسا عن تطلها لقبول المبادرة وسرعة تنفيذها لحقن دماء المدنيين.
وقال بيان لوزارة الخارجية أن شكري قدم لنظيره الفرنسي خلال اتصال هاتفي شرحاً مفصلاً لأهم بنود المبادرة، فضلاً عن الجهود والاتصالات التي تقوم بها مصر في سبيل التوصل إلى تسوية عاجلة تحقن دماء المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين.
وعلى نفس المنوال أعلنت ألمانيا واليونان وسنغافورة دعمهم للمبادرة المصرية.
وحسب الخارجية المصرية، فإن المبادرة تقضي ببدء سريان وقف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
وتضمنت المبادرة استقبال القاهرة لوفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار.
''تحسين الوضع التفاوضي''
وقال مصدر في حركة حماس إن الحركة تواجه ضغطا دوليا شديدا لوقف إطلاق الصواريخ والقبول بالمبادرة المصرية، كاشفا أن الحركة تسعى لتحسين الوضع التفاوضي خاصة فيما يخص رفع الحصار المفروض على القطاع من قبل الإسرائيليين ومؤخرا المصريين بعد هدم الأنفاق مع إسرائيل عند القدوم إلى القاهرة.
وأشار المصدر في اتصال هاتفي مع مصراوي من قطاع غزة في نفس الوقت إلى أن المبادرة بصيغتها الحالية قد تحقق بعض المكاسب لحماس والفلسطينيين في أن معا؛ إذا جلس الطرفان على طاولة المفاوضات.
وأضاف المصدر في اتصال هاتفي مع مصراوي أن الاتصالات جارية عبر وسيط مع المخابرات المصرية ووسطاء آخري للتوصل إلى اتفاق يلزم إسرائيل برفع الحصار والإفراج عن الأسرى الذي اعتقلتهم إسرائيل منذ اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة.
كما نفى مصدر في الخارجية المصرية ما رددته حركة حماس بان المبادرة طرحت دون استشارة الفصائل الفلسطينية، مؤكدا أن جميع الفصائل كانت على علم بالمبادرة، وإن أشار إلى أن حركة حماس لن تجرى اتصالات مباشرة معها إنما جرت الاتصالات عبر وسيط.
وتقول حركتا حماس والجهاد الإسلامي إنهما لم يستشارا في المبادرة لذا هي غير ملزمة لهما.