كاريزما طاغية لقائد عظيم، كانت ل''عبد الناصر'' إبان فترة حكمه، واستمرت بعد رحيله بسنوات، لتضع كل من يأتي بعده في مأزق بسبب شعبيته الجارفة، وتجعله أول قائد تلوح صورته في أيدى البسطاء، في وجه تجبر أي سلطان، لكن الزعيم الخالد إذا عاد إلى صفوف الجماهير مصوتًا في الانتخابات الرئاسية، ليس من السهل لمن يعطى صوته، فالبيت الناصري منقسم بين أبنائه، بين أثنين من المرشحين حتى الآن، كلاهما يأخذ من ثوب الناصرية، المرشح ''عبد الفتاح السيسي'' والمرشح ''حمدين صباحي''. ''القائد الحقيقي'' هو ما اختاره ''أحمد حسن'' الأمين العام للحزب العربي الناصري سببًا لمناصرة ''السيسي''، بعد إعلان الحزب لتأييده في الانتخابات، واضعًا أسباب لعدم دعم ''صباحي'' :''حمدين موجود طول الوقت''، بحسب رأيه، قائلًا إن مصر في حاجة لقائد يقطع قرارات هامة في مستقبل الشعب المصري، في ظل الظروف الضخمة التي تواجه البلاد، والتحديات التي تواجه مصر في المنطقة''. ويثمن أمين الحزب الناصري اختيار ''السيسي''، لما لديه من القدرة على الإدارة التي أعطته إياها البدلة العسكرية، ويقول إن الحزب الناصري يرى في مشروع ''السيسي'' استكمال لتجربة ''عبد الناصر''، ويقول :''لو عاد عبد الناصر للحياة، اعتقد إنه سيعطي صوته للسيسي''، بحسب رأيه. ''اختلاف وجهات نظر وليس انقسام'' .. هكذا يقول ''محمد سامي'' الأمين العام لحزب الكرامة الداعم ل''حمدين صباحي'' في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفًا إن السبب في ذلك هو أن ''صباحي'' عضو مؤسس في حزب الكرامة ذي التوجه الناصري. ''البرنامج الرئاسي'' هو ما طرحه ''سامي'' أمين الحزب كنقطة قوة لدى ''صباحى''، وإنه المرشح الوحيد الذي أعلن عن وجهة نظره في برنامج رئاسي حتى الآن، ويقول إن ''السيسي'' قائد مصري أصيل، وترشح اثنين أصحاب وجهات نظر ناصرية ليس نهاية العالم، وليس خيانة للناصرية، ويقول ''المرشحان أقرب للقرار الوطني، وتذكر الجمهور بالزعيم الراحل، حتى وإن اختلفت بعض من وجهات النظر''. ''لكن الاختلاف بين الناصريين لم يكن سوي اختلاف إخوة، فبحسب الكاتب الصحفي ''عبد الله السناوي'' ف''السيسي'' و ''صباحي'' مثل ''الحسن والحسين''، مشيرًا إلى إنه بسؤاله ل''صباحي'' عما يري لمن الأفضل في مصر، قال إنه يتمنى أن يكون ''السيسي'' وكل المصريين أفضل لمصر. ويثمن ''السناوي'' المنافسة بين كلا المرشحين، مضيفًا إنها ستكون أفضل من سابقتها التي كانت بين الفلول والإخوان، في إشارة للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة بين ''أحمد شفيق'' و ''محمد مرسي''، وأن هناك دلالات موضوعية لدى كل المرشحين لتبني حقوق الفقراء، ف ''صباحي'' منحاز للعدالة الاجتماعية، و''السيسي'' مرشح ليكون رجل دولة، بعد موقفه في ''30 يونيو''. ويضيف ''السناوي'' أن مصر في المرحلة الحالية ليست في حاجة لاستنساخ ''عبد الناصر'' جديد، ولكن في حاجة لاستلهام روح المشروع الناصري، وليس التجربة بكل حذافيرها؛ بسبب تغير المشهد السياسي الآن، خاصًة حالة حقوق الإنسان والحريات، وهي التحدي الذي يواجه كلًا من المرشحين. أما ''تامر هنداوي'' أحد المسؤولين في حملة ''صباحي'' يقول إن أغلب القيادات الناصرية تؤيد ''صباحي'' في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحسب رأيه، ويتابع أن وجود أكثر من مرشح من نفس المشروع الناصري هو اختلاف في وجهات نظر، لان الانتخابات الرئاسية ليست محلًا للاختلافات الأيديولوجية، كما يقول.