سرد أهالي قرية عرب شركس، بمحافظة القليوبية تفاصيل 12ساعة مرت عليهم وكأن عقارب الساعة قد توقفت من شدة الفزع والرعب التي عاشوها خلال قيام قوات الأمن والصاعقة بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية، بالقبض على ما وصفوه أحد أخطر العناصر الإرهابية التابعة لأنصار بيت المقدس، والتي قتل خلالها ضابطين بالقوات المسلحة، وأصيب ضابط شرطة، ومقتل 6 من العناصر التي وصفها بالإرهابية، والقبض على 7 منهم. ''ورشة النجارة'' روى أحد أهالي القرية ويدعى (عبد النبي ربيع) 39 سنة، مقاول معماري، فهو يقيم على بُعد أمتار من وكر ''الإرهابيين''، حيث أكد بأن الجناة أقاموا في القرية منذ حوالي 45 يومًا بعد استئجار مخزن قاموا بتحويله لورشة نجارة لتكون ستارًا لهم حتى لا يشك بهم أهالى المنطقة، وتابع: أن الأهالي لم يختطلوا نهائيًا بالمتهمين ولايعرفون أي شيء عن هويتهم لأنهم غرباء عن المكان، وأن ذلك المخزن قام الجناة باستئجاره من أحد أهالي القرية الذي ليس له أي علاقة بهم. وتابع: أن أحد ''الإرهابيين'' كان يخرج من باب صغير بالمخزن يوميًا في كل صباح ليُحضر الطعام الذي يكفيهم لذلك اليوم، وعندما كان يمر ذلك الشخص على الأهالي لا يقوم بإلقاء التحية عليهم حتى لا يلفتوا الانتباه لهم، وفي يوم الاقتحام قال (ربيع) في الساعة الثالثة فجرًا توجه لسريره ليخلد إلى النوم ولكنه سمع صوت طلقات نارية ولكنه لم يندهش من ذلك حيث قال لنفسه أن الشرطة تقوم بمطاردة بعض مروجي المخدرات. وأكد ربيع أنه عندما راحت عيناه في النوم استيقظ على هزة أرضية كادت أن تخلع جدران المنزل الذي يقيم فيه، فقام مفزوعًا ويردد عبارة ''الحرب قامت'' وخرج (ربيع) من منزله ظنًا منه أنه الوحيد المُستيقظ بالقرية ولكنه وجد الكثير من الأهالي منتشرة بكل الشوارع والأطفال تبكي والنساء تصرخ، حيث اكتشف أن ذلك المخزن يقيم فيه ''خلية إرهابية خطيرة'' ويستغلونه لتصنيع وتخزين المفرقعات والعبوات والأحزمة الناسفة والعربات المفخخة. التحريات وكان أيضًا من الأهالي حارسًا للأمن بالقرية ويدعى (محمد سيد إبراهيم) 45 سنة، وقال أنه قبل اقتحام الشرطة للمكان بعدة أيام وأثناء جلوسه أمام منزله فوجئ بعدد من الأشخاص يطلبون منه مساعدتهم ببعض المعلومات عن ذلك المخزن وعن عدد الأفراده المقيمين به والذين يترددون عليه، ولكن حارس الأمن ظل صامتًا حتى أجابه أحد هؤلاء الأشخاص عن السؤال الذي يريد أن يطرحه عليهم، وهو ''من أنتم؟'' حيث أخبروه أنهم تابعين للشرطة وتلك المعلومات سرية للغاية، ومن هُنا اطمئن قلب حارس الأمن وتنفس الصعداء وبدء يسرد لهم كل المعلومات عن هؤلاء الأشخاص الموجودين بالمخزن بكل تفصيلاته. مصابون في منازلهم قال طارق أبو عميره، 52 سنة، محام، ممن يقيمون على مقربة من ''وكر الإرهابيين''، أنه أثناء وقوفه على مسافة بعيدة مستترًا بأحد المنازل متابعًا لاقتحام القوات للوكر فوجئ بسماع صُراخ من بعض الأهالي بمنزل يبعد عن ''وكر الإرهابيين'' بمسافة لا تقل عن (150) مترًا، فترك موقعه الذي يحتمي به وتوجه مُسرعًا لمكان الصراخ واقتحم المنزل وظل يعدوا حتى وصل للطابق الثاني بشقة يملئها الأهالي وإذا بربة منزل مستلقية على الأرض وغارقة في دمائها بعدما أصيبت بطلق ناري من بسلاح آلي، حيث اخترقت الطلقة ''باب البلكونة'' لتصيب تلك السيدة أثناء حملها لإحدى أطفالها وتحنو عليه لتهدئته من بكاء الخوف من صوت الأعيرة النارية المستمر. وتابع طارق قائلًا: لقد قُمت بحمل السيدة المصابة وتدعى (هبة عثمان سالم) 30 سنة، وضعتها داخل سيارتي الملاكي وتوجهت بها لأقرب مستشفى لتلقى العلاج، وبعد مرور عدة ساعات من خضوع المصابة للعلاج عادت لمنزلها. صلاة الفجر الأخيرة قال هشام أبو عميره، 55 سنة، أستاذ بالاقتصاد بجامعة عين شمس، أنه خرج من منزله فجر يوم الاقتحام متوجهًا لصلاة الفجر وأثناء سيره فوجئ بالقوات تنتشر بالعزبة فقام بالاستفسار، فعلم بشأن تواجد الشرطة، وتابع قائلًا بكيت حُزنًا بعد الانتهاء من صلاة الفجر التي كنت إمامًا لها وكان يقف بأحد صفوفها العميد ماجد أحمد إبراهيم صالح، والعقيد ماجد أحمد كمال شاكر، خبيرا المفرقعات بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللذين قتلا أثناء مشاركتهما بالحملة. استعدادات أمنية سرية استعدت مديرية أمن القليوبية لمواجهة الأحداث التي تمر بها البلاد لمواجهة أية أعمال عنف قد تقع بالمحافظة ونشر وزيادة عدد الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة بمختلف الطرق لتمشيط وتأمين المحافظة لمواجهة تلك الأحداث، وكان يتم متابعة كل شيء من داخل غرفة العمليات بالمديرية وتم رفع درجة الاستعداد لمواجهة خلية إرهابية خطيرة. أنصار بيت المقدس تمكنت القوات من تحديد هوية أعضاء الخلية وتبين أنهم جنود تابعين لأنصار بيت المقدس، وأنهم وراء العديد من الحوادث الإرهابية منها التعدي على حافلة للقوات المسلحة بمنطقة المطرية، ونقطة الشرطة العسكرية بمسطرد التي راح ضحيتها (6) من جنود الشرطة العسكرية بالقوات المسلحة، وتفجير مديرية أمن القاهرة، ومقتل اللواء محمد السعيد، كما تم تحديد موقع ''الخلية الإرهابية'' بمنطقة عزبة شركس بالقناطر الخيرية، ومن خلال المراقبة تم التأكد من وجود جميع أعضاء الخلية بالوكر الذي تم التأكد أنه يحوي أسلحة ومتفجرات خطيرة. ساعة الصفر في سرية تامة تحركت قوات الأمن والصاعقة بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية في الساعة الخامسة من فجر الأربعاء لاقتحام المخزن، وأثناء اقتحام القوات لمكان اختباء المتهمين قاموا بفتح النيران على القوات ومحاولة تفجير المكان بواسطة أحزمة ناسفة ولكن تم التعامل معهم، وأسفرت المواجهات عن إصابة الرائد محمود عبد الهادي، من قوات العمليات الخاصة بالأمن المركزي، وتم تصفية (6) من ''الخلية الإرهابية'' وضبط (7) منهم، وتمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعول الأحزمة الناسفة والمتفجرات. وبتمشيط المكان عُثر على، (25) برميل لمادة ال''تي إن تي'' و(3) بنادق آلية و''طبنجة'' 9 مم، و (4) أحزمة ناسفة، و(5) عبوات ناسفة كانت مُعدة للتفجير وكميات كبيرة من الذخيرة الحية، كما عُثر على (5) براميل ممتلئة بمادة ال''سي 4'' شديدة الانفجار، و2 برميل'' بداخلهما مادة'' تي إن تي''، و(1) براميل تحوي مادة نترات الأمونيا، و (2) عبوة اسطوانية كبيرة الحجم مملوءة بمادة '' تي إن تي'' موصلة بمفجر ومُعدة للتفجير، ومجموعة كبيرة من الماسكات والهواتف المحمولة مُجهزة بدوائر تفجير، كما تم العثور على السيارة التي شاركت في تفجير مديرية أمن القاهرة ومقتل جنود كمين مسطرد.