شاهد.. تجهيز لجان امتحانات الترم الثاني بمدارس القاهرة لاستقبال الطلاب غداً    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    سعر الريال السعودي بالبنوك اليوم الثلاثاء 7-5-2024    فرصة للمخالفين في البناء.. بدء تلقي طلبات التصالح اليوم بالمحافظات    سعر الدولار بالجنيه اليوم الثلاثاء 7-5-2024 .. الآن في البنوك والسوق السوداء بعد الإجازة    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في قنا    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 7 - 5 - 2024 في الأسواق    سعر كيلو العدس، أسعار العدس اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    جيش الاحتلال يعلن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    ماذا نعرف عن مدينة رفح التي تهدد إسرائيل باجتياحها عسكرياً؟    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    الجيش الإسرائيلي: تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان في منطقة العمليات العسكرية شرقي رفح    صباحك أوروبي.. صراع أرسنال وسيتي.. مصير جواو فيليكس.. وثقة ميلان    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الاتحاد السكندري بالدوري    ميدو: الزمالك رفض التعاقد مع علي معلول    5 محافظات تشهد سقوط أمطار متفاوتة الشدة | عاجل    اليوم، عرض عصام صاصا على الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات    حالة الطرق اليوم، كثافات متحركة بمحور صفط اللبن وشارعي شبرا مصر ورمسيس    الزراعة: 35 ألف زائر توافدوا على حدائق الحيوان والأسماك في شم النسيم    بعد قليل.. بدء محاكمة المتهم بإنهاء حياة طفلة مدينة نصر    غدًا.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل والشهادة الإعدادية بالوادي الجديد    7 نصائح لعلاقة ودية بعد الانفصال مثل ياسمين والعوضي.. «ابتعدي عن فخ المشاكل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    هل يجوز أداء سنة الظهر القبلية أربع ركعات متصلة.. مجدي عاشور يوضح    صدق أو لاتصدق.. الكبد يستعد للطعام عندما تراه العين أو يشمه الأنف    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 7 مايو 2024    «القاهرة الإخبارية» تعرض لقطات لفض شرطة الاحتلال بالقوة المظاهرات في تل أبيب    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ياسمين عبدالعزيز: «بنتي كيوت ورقيقة.. ومش عايزة أولادي يطلعوا زيي»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    البيت الأبيض: لا ندعم أي عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف المدنيين الفلسطينيين برفح    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    الفرح تحول ل مأتم.. أول صورة ل شاب لقى مصرعه في حادث مروري خلال زفة عروسين بقنا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    "أنا مش بحبه أنا بعشقه".. ياسمين عبد العزيز تدخل في نوبة بكاء    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
نشر في مصراوي يوم 28 - 09 - 2013

أكد نبيل فهمي وزير الخارجية، أن الشعبَ المصري الذي نجح في فرض إرادته، قادر علي القضاءِ علي الإرهاب في إطارِ سيادة القانون.
جاء ذلك في كلمته أمام الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي ألقاها السبت.
وفيما يلي نص الكلمة:
السيد الرئيس..
يطيبُ لي في البداية... أَنْ أتوجه إليكم، ولبلدِكم الصديق أنتيجوا وباربودا... بالتهنئةِ علي توليكم رئاسةَ الجمعيةِ العامةِ في دورتِها الثامنةِ والستين... كما أنتَهزُ هذهِ الفرصة، لتوجيهِ التحيةِ للرئاسةِ الصربية علي جهودِها خلالَ الدورةِ السابقة...
ولا يَفُوتُني أَنْ أُجدِدَ دعمَنا للسكرتيرِ العام في سعيِه لتحقيقِ مقاصدِ ومبادئِ الميثاق... وأَنْ أؤكدَ تأييدَ مصر لاختيارِ أجندةِ التنميةِ فيما بعد 2015، كموضوعٍ رئيسي لهذهِ الدورة... لِمَا يُمَثلُهُ تَحقيقُ التنميةِ بمفهومِها الشامل، مِن أولويةٍ رئيسيةٍ للأممِ المتحدة، ولجميعِ الشعوب.
السيد الرئيس،
السادة الحضور الكرام،
اسمحوا لي، أَنْ أخرُجَ عن العرفِ السائدِ في افتتاحِ دوراتِ الجمعيةِ العامة، وأَنْ أَستَهِلَ بياني بنقلِ رسالةٍ أحمِلُها إليكُم ولشعوبِكُم ... ليسَ فقط مِن رئيسِ الدولة المصرية، المستشار عدلي منصور، بل مِن الشعبِ المصري، الذى وضعَ أساسَ الحضارةِ الإنسانية، وأَلّْهَمَ شعوبَ العالمِ حديثاً.
إِن لمصر مكانةً متميزةً في تاريخِ وحاضرِ البشرية... مكانةٌ ودورٌ وتأثيرٌ، تنطلقُ في المقامِ الأولِ من رصيدِها الثقافي والحضاري... وما كان ليَتَسِقَ معَ كلِ ذلك، وفي مطلعِ قرنٍ جديد، أَنْ تَظَلَ إرادةُ شعبِ مصرَ مُقيدة، أو أَنْ يُسلَبَ مِن شبابِها حَقُهم في صياغةِ مستقبلِهم... لذا، كان من الطبيعي بأبناءِ مصرَ، أَنْ يخرجوا في الخامسِ والعشرينَ مِن يناير عام 2011... ليُعْلِنُوا عزْمَهُم علي بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ حديثة... تحَقِقُ لأبنائِها الحريةَ، والكرامةَ، والعدالةَ الاجتماعية.
تلكَ هي معالمُ الوِجهةِ التي اختارها ملايينُ المصريين... وهى نفسُ الوِجهةِ التي صَمَمَوا عليها... في الثلاثينَ مِن يونيو الماضي... مؤكدين للعالمِ أنْ إرادةَ الشعوبِ لا تَنكسر... وهى قادرةٌ علي منحِ السُلْطَة... وأيضاً علي نَزعِها مِمَن يسيئونَ استغلالَها...
ولَدَى المصريينَ رؤية مستقبلية طَموحة... وتتطلبُ عَملاً منهجياً وفي إطارٍ زمنىٍ منطقي ... رؤيةٌ سيُكْتَبُ لها النجاحُ بالانفتاح علي كلِ التياراتِ السياسية السلمية... وعلي التَعدُديةِ التي تَسْتَوعِبُ ثَراءَ كُلِ مُكَوناتِ المُجْتَمع... وعلي المُواطنةِ التي يَضْمَنُها حُكْمُ القانونِ والمساواةُ أمامَ العدالة ... رؤيةٌ تَتْسِقُ في مبادئِها وممارساتِها مع القواعدِ الأساسيةِ التي تَحْكُمُ الحياة الديمقراطيةِ في مُخْتَلفِ أنحاءِ العالم... وأهمها سلمية الحوار، ونبذ العنف، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان.
وإيماناً بِحَقِ الشعبِ المصري في أَنْ يَرى تلكَ الرؤيةَ واقعاً ملموساً... فَقَدْ تَضمَنتْ خريطةُ المستقبل، التي تَسيرُ مصرُ عليها مُنْذُ الثالثِ مِنْ يُوليو الماضي، مَنْهَجاً وطنياً واضحاً لبِنَاءِ مُؤَسساتِ الدولةِ الديمقراطية، في إطارٍ زمنىٍ مُحَدَّدْ... معَ دعوةِ جميعِ أبناءِ الوطنِ للمشاركةِ في العمليةِ السياسيةِ بِكلِ مراحلِها... طالما التزموا بنبذ العنف والإرهاب، والتحريض علِيهما.
واتِسَاقاً معَ تلكَ الخريطة، يتواصلُ العملُ بالفعلِ علي عِدَةِ مسارات... أثمرَتْ حتى الآن عن ترسيخِ العدالةِ والحرية والديمقراطية كأساسٍ للحكمِ... علي أَنْ يَلي ذلكَ انتخابُ مجلسِ النوابِ... ثمَ إجراءُ الانتخاباتِ الرئاسية، بحيثُ تَنْتَهى المرحلةُ الانتقاليةُ في الربيعِ القادمِ.
السيدات والسادة الحضور،
إِنَّ عَزْمَنا الصادقَ علي استكمالِ تنفيذِ خريطةِ المستقبلِ... يتطلبُ أَنْ نَضعَ نُصْبَ أعينِنَا الحفاظَ علي الأمنِ وإنفاذ القانون... والتصدي لمُحَاولاتِ الترويعِ والترهيبِ التي تَهْدِفُ إلي إعاقةِ مسار تنفيذِها.
ولقد تَعَرَضت بعضُ الأنحاء في مصرَ مؤخراً إلي هجماتٍ إرهابيةٍ يائسةٍ وبائسةٍ....لم تُفرٍق في ضحاياها بين رجلٍ وامرأة، شيخٍ وطفلِ، مسلمٍ وغير مسلم من أبناءِ الوطن...إرهابٌ، كَشَف عن وجههِ القبيح... يهدِفُ إلي تقويضِ العمليةِ الديمقراطيةِ وتدميرِ اقتصادِنا.
وأؤكدُ أمامَكم، بكل وضوحٍ وثقةٍ، أن الشعبَ المصريَ العظيمَ، الذي نجحَ في فرض إرادته، مصّر وقادر علي القضاءِ علي الإرهاب في إطارِ سيادة القانون ...
وأَثِقُ في أَنَّ المجتمعَ الدولي بِأَسرِهِ، سيَقِفُ بحزمٍ إلي جانبِ الشعبِ المصري في معركتِه لدحرِ العنفِ والداعين إليه... ولنْ يَتَقَبّلَ مُحاولاتِ تبريرِه أو التسامحِ معَهُ...وفي ذلك الإطار، أود أن أتقدم بخالص التعازي لدولتي وشعبي كينيا وباكستان علي ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين تعرضتا لهما مؤخراً.
السيد الرئيس،
لا تَكتمِلُ رسالة الشعبِ المصري، وفي طليعتِهِ شبابُ مصر المشارك معي في تمثيل بلدنا العريق في اجتماعنا هذا، دون أَنْ أنقلَ إليكم أيضا، تطلعَ مصرَ إلي تعزيزِ ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ المعاصرة... وإلي مدِ جسورِ التعاونِ بينَ الشعبِ المصري وكافةِ شعوب العالم ... علي أساسِ استقلالِ القرار، والاحترامِ المُتبادل، وعدمِ التدخلِ في الشؤونِ الداخليةِ للدول... ووفقَ علاقاتِ تقومُ علي النديةِ، وتكون ركيزتها رؤية مستقبلية بناءة وحضارية.
فسياسةُ مصرَ الخارجية، أصبحت تعكسُ الإرادة الشعبية... وتُصاغُ علي نحوٍ يتَسِقُ مع مصالحِها الوطنية وأمنِها القومي... بعيداً عن أية اعتبارات أخرى...
ولا غُلُوَ في تقريرِ أَنَّنَا نُدْرِكُ، بمسئوليةٍ تامة... ارتباطَ أَمنِ مصرَ القومي بقضايا وأَمنِ أُمَتِها العربية... كما تَلْتَزِمُ مصرُ بِحُكمِ الموقعِ، والتاريخِ، والانتماء... بمواصلةِ الدفاعِ عن مصالحِ قارتِها الأفريقية... وبالتصدي لقضايا العالمِ الإسلامي، ونشر قيم الاعتدال، وسماحة الإسلام، وتعزيز الحوار بين الأديان السماوية... وبتبنِي التحدياتِ التي تُواجِهُ دولَ الجنوب في عالمٍ تَخْتَلُ فيه موازينُ القوى.
ومِن هُنا، اسمحوا لي أَنْ أَعرِضَ بإيجازٍ ملامحَ رؤية مصرَ، لعددٍ من القضايا... التي تحظى بأولويةٍ متقدمةٍ في اهتماماتِ سياستِنا الخارجية:
السادة الحضور،
بلغَتِ المأساةُ في سوريا حَدَ استخدامِ الأسلحةِ الكيميائية... والتي نُدينُ بشدة اللجوءَ إليها... ومن ثم نؤيد الاتفاقَ الذي تَمَ التوصل إليهِ بين روسيا والولايات المتحدة وكذلك قرار مجلس الأمن رقم 2118 ...ونحرص علي ضرورةِ معالجةِ السياقِ الأوسعِ للأزمة السورية.
وبجانبِ تلك المأساةِ الإنسانيةِ اقترَبَتْ الدولةُ السوريةُ ذاتها من حافةِ التفكك... الأمرُ الذي يستلزمُ التوصلَ إلي تسويةٍ سياسيةٍ عاجلة... تحققُ للسوريينَ الحريةَ والكرامةَ والديمقراطيةَ التي يَصْبُونَ إليها، وتصونُ وحدةَ كيان الدولة... وهو ما نأملُ في أَنْ يتَحقَقَ من خلالِ عقدِ مؤتمرِ جنيف الثاني... وصولاً، إلي إنشاءِ سلطةٍ انتقاليةٍ تضعُ حَداً للاحترابِ الأهلي... وللتدخلاتِ الخارجيةِ، التي طالما حذرنا من تداعياتِها.
السيد الرئيس،
تظلُ قضيةُ فلسطينَ مصدرَ التوترِ الرئيسي في منطقتَنا، التي مازالت تُعانى من تداعياتِ استمرارِ احتلالِ إسرائيل للأراضي العربية... وتكثيفِ الأنشطةِ الاستيطانية حتى كادَ الأملُ في إمكانيةِ تحقيقِ حلِ الدولتين يتلاشى دونَ رجعة...
وإزاءَ هذه الصورةِ القاتمة، فإنَّ الجهودَ التي بَذلَتْها الولاياتُ المتحدة، لدعمِ استئنافِ المفاوضاتِ الفلسطينيةِ الإسرائيلية تستحقُ مِنا الترحيب والتقدير... كما أَنَّ حِرصَ الطرفينِ -حتى الآن- علي الالتزامِ بالانخراطِ في عمليةٍ تفاوضيةٍ مُحددةٍ، بإطارٍ زمنى، يمثلُ تطوراً هاماً... الأمرُ الذي يدعُونا للعملِ علي أَنْ تُؤَدِى المفاوضات الجارية إلي تسويةٍ نهائيةٍ لهذه المشكلةِ، والتي تَعُودُ جذورُها إلي القرنِ الماضي.
وسوفَ تستمرُ مصرُ في دعمِ حقِ الشعبِ الفلسطيني في تقريرِ المصير... وإقامةِ دولتهِ المستقلةِ ذاتِ السيادة، وعاصمتُها القدسُ الشرقية، علي كاملِ أراضي الضِفةِ الغربيةِ وغزة... وفقَ مبادرةِ السلامِ العربية، وتأسيساً علي المرجعياتِ ذاتِ الصلة...
ولا يفوتني هنا، أن أؤكد علي حقيقة أن عدم الوفاء باحتياجات سكان قطاع غزة هو أمر لم يعد مقبولاً سياسياً أو أخلاقياً... لِذا، نطالب إسرائيل والمجتمع الدولي بتحمل مسئولياتهما بما يضمن وصول المواد الأساسية للشعب الفلسطيني في القطاع... ونؤكد، استعدادنا التعاون مع السلطة الفلسطينية، وكافة الأطراف المعنية، للتوصل إلي ترتيبات مناسبة، لتوفير هذه الاحتياجات بطرق مشروعة وشفافة.
وتابع وزير الخارجية نبيل فهمي في كلمة مصر أمام الدورة العادية الثامنة والستين، للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك
سيادة الرئيس
لعلكم تتفقون معنا في الرأي، بأن بناء شرق أوسط جديد لن يتأتى بدون ضمانِ الحقِ في الأمنِ المتساوي... والتخلصِ من التهديداتِ التى يُمَثلُها وجودُ الأسلحةِ النوويةِ وأسلحةِ الدمارِ الشاملِ الأخرى في منطقتِنا... بما يهدد مصداقية نظام منع الإنتشار بل ومصداقية الأمم المتحدة ذاتها.
لذلك... وبدافع الحرص علي هذه المصداقية... أعلنُ أمامكمُ اليوم، من هذهِ المنصةِ، المبادرة التالية:
أولاً: دعوة كافةَ دولِ الشرقِ الأوسطِ، وكذلك الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن... لإيداعِ خطاباتٍ رسميةٍ لدى السكرتيرِ العام للأممِ المتحدة، بتأييدِها لإعلانِ الشرقِ الأوسطِ منطقةً خاليةً من أسلحةِ الدمارِ الشامل... النوويةِ والكيميائيةِ والبيولوجية.
ثانياً: قيام دولَ المنطقةِ غير الموقعةِ أو المُصادِقةِ علي أي من المعاهداتِ الدوليةِ الخاصةِ بأسلحة الدمار الشامل أن تلتزم، قبلَ نهايةِ العامِ الجاري... بالتوقيعِ والتصديقِ علي المعاهداتِ ذاتِ الصلةِ بشكلٍ متزامن... وأَنْ تُودِعَ هذه الدولُ ما يؤكدُ قيامَها بذلك لدى مجلسِ الأمن... وأدعو السكرتيرَ العامَ للأممِ المتحدة، لتنسيقِ اتخاذِ كافةِ هذهِ الخطوات بشكلٍ متزامن... كشرطٍ أساسىٍ لنجاحِها... وهوَ ما يَعنى تحديداً:
أ‌- انضمامَ إسرائيلَ إلي معاهدةِ منعِ الانتشارِ النووى كدولةٍ غيرِ نووية... وتصديقَها علي اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية... وتوقيعَها وتصديقَها علي اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية؛
ب‌- تصديقَ سوريا علي اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية... واستكمالَ الخطواتِ التى تعهدَت بها بشأنِ اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية؛
ج -تصديقُ مصرَ علي معاهدةِ اتفاقية الأسلحة البيولوجية... والتوقيعُ والتصديقُ علي اتفاقية الأسلحةِ الكيمائية، وذلك مقابل استكمال كافة دول الشرق الأوسط إجراءات الانضمام للمعاهدات الدولية، لحظر أسلحة الدمار الشامل والمعاهدات والترتيبات المتصلة بها.
ثالثاً: مواصلةُ الجهودِ الدوليةِ لضمان سرعةِ انعقاد المؤتمر المؤجل عام 2012 لإخلاءِ الشرقِ الأوسطِ من أسلحةِ الدمارِ الشامل... ليتم عقده قبل نهاية هذا العام... وكحدٍ أقصى في ربيع عام 2014.
السيد الرئيس،
إِنَّ جذورَ مصرَ ضاربةٌ في قارتِها الإفريقية، وهى تفخرُ بما شهدُته القارةُ من تغييراتٍ إيجابيةٍ عديدة، وتطورها نحو مزيدٍ من الديمقراطيةِ والتنمية...غير أن أفريقيا مازالت بحاجةٍ لتضافرِ الجهودِ الوطنيةِ والإقليميةِ والدوليةِ، لمساعدَتِها علي مواجهة التحديات والنزاعات المتعددة.
واتساقاً مع هذا الموقفِ المصري، أودُ الإشارةَ إلي أَنَّنَا بصددِ إنشاءِ وكالةٍ مصريةٍ للمشاركةِ من أجلِ التنمية... وأَنَّنَا سنعملُ علي توجيهِ معظم مواردِ هذه الوكالة إلي الدولِ الأفريقيةِ الشقيقة، بما يتيحُ الاستفادةَ من الإمكانيات والرصيدِ المُتراكمِ للخبراتِ الفنيةِ المصرية.
السيد الرئيس،
إِنَّ الحديثَ عن ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ الراهنةِ، وسيادةِ القانونِ علي المستوى الدولي... لا يستقيمُ دونَ تحقيقِ الإصلاحِ الشاملِ والجوهري لمنظومةِ الأممِ المتحدة... حتى تكون أكثرَ قدرةً وقابليةً علي مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب.
إِنَّ السبيلَ المنطقي والسليم، لتحقيقِ هذا الإصلاح المنشود، هو إصلاحُ وتوسيعُ مجلسِ الأمن... ومن ثَمَ، تٌجدِدُ مصرُ دعوتَها لإنهاءِ احتكارِ الدولِ دائمةِ العضويةِ لعمليةِ صنعِ القرارِ داخلَ المجلس... ولتصحيحِ الظلمِ التاريخي الواقعِ علي إفريقيا، جراءَ عدمَ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ الدائمة، فضلاً عن ضعفِ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ غير الدائمة... فلن تتخلي إفريقيا عن مطالبتِها بالحصولِ علي التمثيلِ الدائمِ الذى تستحقُه، وفقَ ما هو محددٌ بتوافقِ أوزولويني، وفي إعلانِ سرت.
السيد الرئيس،
اسمحوا لي أَنْ أكرر عليكم في الختامِ، أولويات عَملِنا ضمن منظومةِ الأممِ المتحدة والتي تشمل: تعزيزُ منظومةِ حقوقِ الإنسانِ الوطنية والدولية... معالجةُ مشكلةِ غيابِ الديمقراطيةِ في إدارةِ العلاقاتِ الدولية...الإسراع بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية...تحقيق نزع السلاح النووي...مكافحة الفساد بما في ذلك استعادةَ الأموالِ المُهربة والمَنْهوبة لرموز نظم أسقطتها شعوبنا.
وأؤكد مرة أخرى، عزمنا مواصلةُ العملِ من أجلِ احترام حقوق الإنسان وتمكينِ المرأةِ علي المستويينِ الوطني والدولي... وإفساحُ المجالِ أمامَ الشباب للمساهمةِ بفاعليةٍ في صياغةِ رؤيتِنا للعالمِ ولمستقبلِ أوطاننا... ولا يفوتني، أَنْ أُرحبَ في هذا الصدد باختيارِ السكرتيرِ العام ممثلاً خاصاً لقضايا الشباب ينتمي إلي العالمِ العربي.
كما أود التشديد علي أهمية تضافر الجهودِ الدوليةِ لمواجهةِ خطر الإرهاب، وتطويرُ دورِ الأممِ المتحدةِ في تنسيقِ جهودِ مكافحتِه ومعالجةِ جذوره.
السيد الرئيس،
في النهاية، كلي أملٌ أَنْ تكونَ رسالة شعب مصر ورئيسها قد وصلَت للجميع... وفي أَنْ يتَحولَ ما عَبَرتُ عنه من تطلعاتٍ، وآمالٍ، إلي حقائقَ ترتضيها شعوبُنا من أجلِ الرقىِ والسلامِ، والتنمية ... وأَنْ نَعودَ في العامِ القادمِ لنَجنِي ثمارَ ما تحققَ من إنجازات''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراكاضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.