قال المقاتلون المعارضون في ليبيا انهم سيطروا على مطار مصراتة يوم الاربعاء بعد قتال عنيف مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي واستولوا على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة في نصر كبير في المدينة المحاصرة. ويقاتل المعارضون الليبيون الذين رفضوا دعوة من الاممالمتحدة لوقف اطلاق النار من أجل انهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. لكن الحرب وصلت الى طريق مسدود حيث تسيطر الحكومة على العاصمة طرابلس وعلى غرب البلاد كله تقريبا بينما يسيطر المعارضون على بنغازي وبلدات أخرى في شرق ليبيا المنتج للنفط. ومصراتة هي المدينة الرئيسية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في غرب ليبيا وحاصرتها قوات القذافي ثمانية اسابيع مما أدى الى نشوب قتال شديد سقط خلاله مئات القتلى. وقال محمد جابر المتحدث باسم المعارضة في اتصال هاتفي من مصراتة وهي مدينة ساحلية تبعد 190 كيلومترا الى الشرق من طرابلس ان المطار "حرر" وان المعارضة استولت على كميات كبيرة من الاسلحة بينها دبابات لا تزال تعمل. واضاف ان مقاتلي المعارضة يعملون على تحرير القاعدة الجوية القريبة من المطار التي لا تزال تحت سيطرة القذافي. وقال معارض اخر يدعى هشام كان في المطار ان المطار كان القاعدة الرئيسية لقوات القذافي في المدينة. وأضاف ان أي امدادات الان لهجمات قوات القذافي على مصراتة في المستقبل سواء كانت أسلحة أو ذخيرة يجب ان تأتي من خارج المدينة وان هذا يعني انها ستتعرض لضربات جوية من حلف شمال الاطلسي. وقال هشام ان المعارضين دخلوا المطار بعد سلسلة من عمليات القصف المنسقة مع حلف الاطلسي لاخراج بطاريات المدفعية والعربات الاخرى من المعركة. وقال ان "الثوار" لم يصدقوا كميات ونوعية الاسلحة التي عثروا عليها هناك. ولا يمكن التحقق من روايات المعارضين من مصادر مستقلة. وتساعد دول غربية بقيادة حلف الاطلسي المعارضين بحملة من الضربات الجوية وتقول انها لن تتوقف الى ان يتنحى القذافي عن السلطة. وقالت الولاياتالمتحدة يوم الاربعاء انها سلمت شحنة اولى من الاطعمة الى المعارضين في اطار صفقة مساعدات قيمتها 25 مليون دولار. وقال السناتور الامريكي جون كيري انه يصوغ تشريعا يجيز تحويل الاموال السائلة المتاحة من ارصدة الزعيم الليبي معمر القذافي المجمدة الى المعارضة الليبية. ولم يذكر كيري المبلغ الذي قد يتم تحويله. وزار وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي المعارضين في بنغازي لاظهار تأييده وتسليم مساعدات طبية. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء الى "وقف فوري يمكن التحقق منه لاطلاق النار" في ليبيا لكن المعارضين الذين يقاتلون في غرب ليبيا رفضوا الفكرة. وقال عبد الرحمن المتحدث باسم المعارضة في اتصال تليفوني من بلدة الزنتان في منطقة الجبل الغربي ان المعارضة لا تثق في القذافي وان الوقت ليس وقت وقف اطلاق النار لان القذافي لم يحترمه قط. وقال ان قوات القذافي تقصف المدنيين فور حديث نظامه عن استعداده للالتزام بوقف اطلاق النار مضيفا أن القوات أطلقت ما بين 20 و25 صاروخ جراد على المعارضين اليوم الاربعاء فقتلت شخصا وأصابت ثلاثة اخرين. وأصدرت حكومة القذافي عدة اعلانات لوقف اطلاق النار لكنها واصلت الهجمات على مصراتة ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة منها منطقة الجبل الغربي قرب الحدود مع تونس. وتقول الحكومة ان المعارضين مجرمون مسلحون أو أعضاء في تنظيم القاعدة وان معظم الليبيين يؤيدون القذافي. كما تصف تدخل حلف شمال الاطلسي بأنه عدوان استعماري من قوى غربية تسعى لنهب ثروة البلاد النفطية. وترتبط الانتفاضة ضد حكم القذافي بانتفاضات أخرى هذا العام ضد حكومات عربية. ولكن المحللين يقولون ان الانقسامات بين زعماء المعارضة تحد من تحديهم للقذافي وقد تحد من ثقة القوى الغربية في التعويل عليهم كبديل موثوق فيه للقذافي. وقال بان في مؤتمر صحفي بعد أن تحدث مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي ان المحمودي "ألمح حتى الى أن الحكومة الليبية مستعدة لوقف اطلاق نار فوري مع تشكيل فريق مراقبة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي." واضاف "ولكن يجب أن تكون هناك نهاية للقتال في مصراتة ومناطق أخرى أولا وقبل أي شيء. ومن ثم سنكون قادرين على تقديم مساعدات انسانية ويمكننا أن نواصل بالتوازي مع ذلك حوارنا السياسي." وقال الاتحاد الاوروبي انه يعتزم فتح مكتب في مدينة بنغازي لتسهيل وصول المساعدات في مجال الرعاية الصحية والتعليمية ومساعدة المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة في تأمين الحدود. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي "لنكن واضحين.. يجب على القذافي التنحي عن السلطة.. يجب ان ينهي نظامه." وحذر القذافي الزعماء الاوروبيين من أنهم اذا قوضوا حكمه فانه لن يصبح في مقدور ليبيا كبح مد المهاجرين الذي يحاولون الوصول الى أوروبا. وسبب وصول أعداد كبيرة من المهاجرين الفارين من ليبيا عبر المتوسط توترات بالفعل خصوصا في ايطاليا. من جاي ديزموند (شارك في التغطية سهبل كرم في الرباط وسامي عبودي في القاهرة وبربارا لويس وستيفاني نيبهاي في جنيف ومريك قرعوني في بيروت وديفيد برونستروم في بروكسل)