قد تعتبره '' تركيبة جديدة ''، فهو شاب من أسرة ميسورة الحال بمدينة المنصورة، كان يعمل كاتبا قبل الثورة ولكن لا علاقة له بالسياسة، ثم وبعد أحداث '' محمد محمود'' وبعد وقوفه في الصفوف الأمامية للمتظاهرين ورؤيته لمشاهد كثيرة، فقد أصبحت دائرة اهتماماته تتسع لأكثر من الكتابة الحرة فقط. ''محمد بلال''.. شاب يساري ووالده عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، طالما اتخذ من فكرة اختلاف فكره عن فكر والده طريقا للسخرية، بسبب التناقض بين التيارين بشدة . '' قبل الثورة كنت مهندس عادي جدا.. وكان صادر ليه كتاب رومانسي ساخر.. ومليش دعوة بالسياسة''.. هكذا قال ''بلال'' الذي تغيرت حياته وبشكل خاص بعد أحداث محمد محمود . ''أحداث محمد محمود غيرت فينه كلنا ''.. هكذا يؤكد '' بلال'' فبعد الأحداث أصبح هدفه هو واثنين آخرين من أصدقائه منصبا على توثيق جرائم ضباط الشرطة المصرية، سواء من خلال عمل صفحات على ''فيس بوك'' ترصد انتهاكات الشرطة أو من خلال الكتابة عن الشرطة عموما ومحاولة إرسال مقترحاتهم عن هيكلة جهاز الشرطة لرئاسة الجمهورية والجهات المعنية بذلك . وليس ذلك فقط؛ حيث أنهم '' بنعمل كتاب دلوقتي عن انتهاكات الشرطة عموما وهيتنشر قريبا، وفيه حاجات كتير عن الشرطة وحاجات عن التكوين النفسي للظباط وتحليل شخصياتهم عموما ''، لعل الإصابات التى حدثت ل ''بلال'' في محمد محمود ولزملاؤه كانت دافعا أساسيا لعمل هذا الكتاب. ويركز ''بلال'' وزملاؤه في الكتاب على أكثر من قضية خاصة بالشرطة مثل إعادة الهيكلة للجاهز بالكامل ومحاسبة المخطئين تبعا لدرجات الخطأ، ويعتقد '' بلال أن'' الفلوس اللي بتتصرف على الشرطة المصرية أكتر من ميزانية الصرف على الشرطة في شيكاغو، مع إن معدلات الجريمة في شيكاغو أعلى كتير''. يرى ''بلال'' أنه بدلا من عمل أكاديمية للشرطة لمدة أربع سنين كاملة، يمكن أن يتم عمل معاهد للشرطة لتعليم المدنيين الأصول الأساسية للشرطة مما سيوفر فرص عمل كثيرة للشباب ويمكن الاستعانة بشباب كلية التربية الرياضية والحقوق وإعطائهم التدريب اللازم . ومن الأشياء التي يعتقد فيها ''بلال'' وطرحها مع زملائه في كتابهم، كانت فكرة '' إن الشرطة أصلا مش قايمة حتى بواجبها الأمني، يعني مثلا الكمائن اللي بتتعمل عشان المخدرات فيه منها أماكنها معروفة، فالناس أول ما هتقرب هترمي أي حاجة معاها، زي كمين منطقة المظلات مثلا ''، موضحا أن '' الشرطة لازم تشتغل أكتر شوية ''، ويجب أن تعرف أن وظيفتها الأساسية هي تقليل معدلات الجريمة وليس تتبع المواطنين بدون داعي في كل مكان . ويرى ''بلال'' أنه كلما تمت عملية هيكلة جهاز الشرطة أسرع كلما كان ذلك أفضل للشرطة نفسها، لأن الضابط ''المحترم'' سيستفيد، كما أن ''الناس المتضررة واللي أتأذت من ظلم ظباط الشرطة مفيش حاجة هتبرد نارها غير إن اللي غلط يأخذ جزاؤه ''.