عاش حياته مرفوع الرأس، لم لا.. وهو أحد خير أجناد الأرض ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في فترة حرب أكتوبر، حتى بعد أن غيبه النظام السابق، وطارده بمحو اسمه ونسب أمجاده لغيره، أبى التاريخ ألا يرد لهذا البطل كرامته وتقدير الشعب له. حتى جاء رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، أمس الأربعاء، وأصدر قرارا جمهوريا بمنح اسم الفريق الراحل ''سعد الدين الشاذلي'' قلادة النيل العظمى تقديرا لدوره الكبير في حرب أكتوبر 1973، وتسلمها أسرة الفريق الراحل ''أرملته و كريماته الثلاث''. ''الفريق سعد الشاذلي'' وصف أنه ''العقل المدبر'' للهجوم على خط ''بارليف'' الإسرائيلي في حرب أكتوبر، كما أنه مؤسس وقائد أول فرقة ''مظلات'' في مصر، و قائد لواء مشاة بحرب اليمن، و قائد قوات خاصة ''صاعقة و مظلات''. في حرب أكتوبر، أراد وضع خطة للهجوم على إسرائيل، واقتحام القناة أسماها ''المآذن العالية''، اعتمدت على عدم قدرة اسرائيل على تحمل خسائر بشرية كبيرة نظرا لقلة عدد أفرادها، فضلا عن اعتماد إسرائيل في حروبها السابقة على ''الحروب الخاطفة'' لنفس السبب الأول. لذلك أراد اقتحام القناة ''عرضيا'' وليس باستخدام ''العمق'' حتى لا يمكن إسرائيل من الهجوم من الأجناب، وبذلك تطول نسبيا فترة الحرب وهو ما لا تتحمله إسرائيل، وهو ما تسبب في ''الثغرة'' حين جاءت الأوامر ''بالانسحاب'' وعارضها الشاذلي وقتها. أما سبب التسمية ''المآذن العالية'' فهو تفكيره في وسيلة للاتصال بين قادة الألوية والفرق في الحرب، وكيفية ''رسالة الاتصال'' بينهم، فوجد أن نداء ''الله أكبر'' هو أقصر رسالة تؤدي الغرض، وعلى الفور أمر بتوزيع ''ميكروفونات'' على قادة الفرق، وكانت الرسالة المتداولة بينهم ''الله أكبر'' تفيد التقدم وتحقيق الهدف، وظل نداء ''الله أكبر'' ترنيمة وابتهال جنود مصر لاسترداد أرض سيناء المباركة.