تخوض قوات الأمن الأفغانية قتالا شرسا ضد مقاتلي حركة طالبان داخل شوارع مدينة قندهار ، ثاني أكبر مدن أفغانستان ، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وأسفرت المعارك حتى الآن عن سقوط اثنين من رجال الأمن وثلاثة مدنيين وإصابة 47 مدنيا ، فيما تقول الشرطة إن 14 من عناصر طالبان قتلوا ومن بينهم عدد من الباكستانيين. وقد نفت طالبان أن يكون هجومها على قندها انتقاما من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، وقالت إن الهجوم كان مخططا له منذ وقت طويل. وحتى صباح اليوم الأحد كان دوي الرصاص مسموعا بقوة داخل قندهار ، حيث سعت قوات الأمن الافغانية المدعومة بقوات من حلف شمال الأطلسي إلى القضاء على ما تبقى من جيوب مقاومة يتحصن فيها مسلحو طالبان ، وأبرزها مبنى لشرطة المرور وفندق استطاعوا احتلاله في بداية هجومهم. وقد لاحت بعض البوادر التي تشير إلى أن مسلحي طالبان ربما كانوا في طريقهم للانسحاب من المدينة بسبب مقاومة قوات الأمن المدعومة من النيتو وربما لإنهم قد حققوا هدفهم من الهجوم وهو التأكيد على قدرتهم على التحرك الهجومي وقتما يشاؤون. وقال الجنرال عبد الرازق مدير شرطة الحدود في قندهار إن مبنى الفندق معقد ولذلك سيستغرق بعض الوقت قبل أن نتمكن من السيطرة عليه.. ولكن سرعان ما سنطرد الأعداء من قندهار . كما اعترف قائد أفغاني آخر بأن طالبان تبدي صلابة شديدة في القتال. وتحولت قندهار إلى مدينة أشباح حيث خلت شوارعها من مظاهر الحياة . ويقول بلال سرواري مراسل بي بي سي في العاصمة الافغانية كابول إن هذا هو أخطر هجوم يشنه على مسلحو طالبان على مدينة قندهار منذ خروجهم من المدينة عام 2001 . ويذكر أن مدينة قندهار شهدت مولد حركة طالبان وكانت المعقل الحصين للحركة . وصرح الميجور جنرال جيمس لاستر المتحدث باسم قوة الحماية والمساندة الدولية في أفغانسان إيساف بأن هجوم قندهار كان مبهرا ولكن أمكن دحره . وكان يوم أمس السبت قد شهد اقتحاما عنيفا من جانب مسلحي طالبان لمدينة قندهار ، ونشوب قتال شرس مع قوات الأمن من شارع إلى شارع داخل المدينة . واستخدمت في القتال القنابل الصاروخية التي استهدفت المباني والمنشآت الحكومية ، كما وقعت ست هجمات انتحارية على الأقل. واعلنت حركة طالبان انها تقف وراء ثلاث هجمات استهدف مواقع حكومية منها مقر حاكم قندهار ومكتب للاستخبارات الأفغانية ومركز للشرطة. وقد جرح في القتال 23 شخصا بينهم ثلاثة من رجال الشرطة كما انتشر الذعر في شوارع المدينة، بينما اوردت تقارير ان طائرات هليكوبتر قتالية امريكية تحلق في سماء المدينة. وأوضحت التقارير أن الانفجار الأول وقع بالقرب من مجمع الحاكم في وسط المدينة وتبعه انفجار ثان بعد دقائق في غرب المدينة. واعقب ذلك تبادل اطلاق نار كثيف بين المسلحين وقوات الامن في المدينة استخدم فيه الجانبان المدافع الرشاشة وقاذفات الار بي جي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان قولهم إن مسلحين أطلقوا النيران بغزارة من داخل مركز تسوق على مجمع الحاكم المحاط بحراسة مشددة. وقال شاهد عيان إنه رأى عمودا من الدخان الأسود يتصاعد قرب مقر الحاكم. وذكر مسؤول بالصحة في قندهار إن ثلاثة رجال شرطة وثمانية مدنيين أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى. وتحدثت تقارير أخرى عن وقوع سبعة هجمات انتحارية استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والثقيلة من قبل رجال الشرطة والمسلحين. وتأتي الهجمات تزامنا بعد أسبوع واحد من إعلان حركة طالبان بدء هجوم الربيع وهو ما يتصف عادة بتصعيد هجماتها على قوات الناتو المنتشرة على الاراضي الأفغانية. وفي وقت لاحق، قال ناطق باسم المخابرات الافغانية لبي بي سي إن الهجوم على مقر حاكم قندهار قد انتهى، وانه اسفر عن مقتل اثنين من مقاتلي طالبان. واضاف الناطق: الا انهم (طالبان) ما زالوا يهاجمون مكتبي من مواضع اتخذوها في فندق مجاور، ولا يزال القتال عنيفا فهم يستخدمون الرشاشات الثقيلة وقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية وبنادق كلاشنكوف. واضاف المسؤول الامني الافغاني ان مقاتلي طالبان قد يستغلون فترة الظلام لشن المزيد من الهجمات. وأكد: لقد خططوا لهذا الهجوم منذ مدة، وكانت نيتهم السيطرة على مكاتب الحكومة وأخذ كبار المسؤولين رهائن. وقال مراسل بي بي سي في العاصمة الافغانية كابول بلال سرواري إن الهجوم شهد سبعة تفجيرات عنيفة على الاقل شلت الحياة في قندهار. ونقل المراسل عن احد اصحاب المتاجر في حي تشاوكي في قندهار قوله: إنس البشر، فحتى الطيور هربت من المدينة. وتقول التقارير إن مدرستين ومكتبا لادارة المرور كانت ضمن الاهداف التي هوجمت. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي إن مقاتلي طلبان شنوا هذا الهجوم على المدنيين لاخفاء هزيمتهم المتمثلة بمقتل اسامة بن لادن. ولكن يوسف احمدي الناطق باسم طالبان فند هذه المزاعم واكد ان هجوم قندهار خطط له منذ مدة كجزء من هجوم الربيع ، وليس له علاقة بمقتل بن لادن. وفي تطور جديد ، ذكرت الانباء الواردة من شمال شرق أفغانستان أن مدينة بارون عاصمة إقليم نورستان الأفغاني قد قطعت علن العالم الخارجي بعد أن استولى مسلحو طالبان على الطريق الوحيدة التي تربط بين المدينة وباقي أرجاء أفغانستان. ويعاني سكان بارون من صعوبات بالغة في الحصول على المياه والسلع الضرورية ، وهم يخشون من تردي الموقف بصورة أكبر إذا واصلت طالبان حصارها للمدينة. يذكر أن رئيس شرطة قندهار قتل الشهر الماضي في هجوم نفذه انتحاري تخفى في زي الشرطة.