تحقيق- مكافحة الجريمة أولوية جديدة تواجه شرطة بنغازي

بنغازي (ليبيا) (رويترز) - قبل بضعة اشهر كان عبد الله شويطر العقيد بشرطة بنغازي يقضي وقته في التعامل مع أوامر باسكات منتقدي الزعيم الليبي معمر القذافي اما هذه الايام فهو منشغل بالقيام بوظيفته الحقيقية وهي ملاحقة اللصوص والمحتالين والبحث عن السيارات المسروقة.
وقال انه فيما سبق كانت الشرطة تعمل لخدمة النظام السياسي واحتل الامن المرتبة الثانية لكن الشرطة الان تقوم بما يجب أن تقوم به وهو مساعدة الناس والحفاظ على أمنهم وأمانهم. وتابع أن الشرطة الان تحترم الناس وتحاول أن تظهر اهتمامها بهم.
ووصف شويطر عمله الجديد تحت الاسقف المحترقة لمركز الشرطة الذي يعمل به وهو مبنى تهدمت بعض حوائطه وخرجت بعض نوافذه من أماكنها بعد أن أشعل محتجون النار في مبان حكومية حين اندلعت الانتفاضة في ليبيا.
وبعد نحو ثلاثة اشهر من قيام المعارضة المسلحة بانتفاضة على حكم القذافي تحاول شرطة بنغازي او ما تبقى منها أن تعيد تقديم نفسها بوصفها قوة جديرة بالثقة املا في طمأنة السكان الذين يخشون من انهيار الامن تحت حكم المعارضة.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان الحفاظ على القانون والنظام أساسي حتى لا يفقد الليبيون في الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة الايمان بادارتهم مع استمرار الصراع واستنزافه للحماس الثوري الذي وحد ابناء بنغازي في البداية.
واندمج معظم أفراد قوة الشرطة بين السكان او مكثوا في منازلهم حين بدأت الانتفاضة ودعت حكومة المعارضة رجال الشرطة الى العودة لصفوفها.
ويمكن الان مشاهدة شبان في زي رسمي اسود عليه شارة الامن الوطني الجديدة ايذانا بطي صفحة الماضي وهم يقودون سيارات بيضاء صغيرة في أنحاء المدينة او يساعدون في توجيه حركة المرور عند التقاطعات.
وقال شويطر بينما دخل رجل للابلاغ عن ضياع بطاقة هاتفه المحمول ان الناس يريدون الامن لهذا يريدون رجال الشرطة.
ويشير شويطر (26 عاما) مفتخرا الى أن مكتبه وجهاز التلفزيون والمقاعد السوداء التي يستعملها تبرع بها سكان بنغازي.
وقال ان الشرطة تعرف أن الناس تثق بها لانهم يجيئون اليها وقت الحاجة.
وبالنسبة لمدينة اختفت منها قوات الامن بين عشية وضحاها وحل محلها أفراد المعارضة المسلحة فان بنغازي تعتبر امنة. انها ليست مثل بغداد.
وتقول الشرطة ومسؤولون ان البلاغات عن الجرائم انخفضت في بنغازي منذ الانتفاضة. ويقول شويطر ان الشكاوى على سبيل المثال تراجعت من 40 الى 15 في اليوم وقال مسؤولون انه لم ترد بلاغات عن حوادث كبيرة مثل السطو على البنوك او الخطف على الرغم من الفراغ الامني.
كما يحاول المدنيون المساعدة فكونوا لجانا شعبية لحماية أحيائهم ويشاركون في توجيه حركة المرور.
لكن سيارة ملغومة انفجرت في وقت متأخر يوم الثلاثاء قرب مقر المجلس الوطني الانتقالي المعارض وأفادت تقارير بمهاجمة عصابات مسلحة منازل ومنشات تجارية للمطالبة بالمال.
كما تهز الانفجارات بنغازي يوميا وتشهد اطلاق نيران متكررا ينحى باللائمة فيه على خلافات عائلية او احتفالات مناهضة للقذافي يقول سكان انها تذكي الاعتقاد بين النساء والاطفال والمسنين بتزايد عدم الاستقرار الامني.
وحين شعر المجلس الوطني الانتقالي المعارض بهذه المخاوف علق لافتات في أنحاء بنغازي محذرا الشبان المتحمسين من اطلاق النيران في الهواء دون داع.
وتظهر احدى اللافتات رجلا يعاتب شابين يحمل أحدهما بندقية كلاشنيكوف والاخر يحمل رشاشا ويطلب منهما الا يطلقا النيران لانهما يخيفان والدته.
وكتب على لافتة أخرى أن عائلات بنغازي ونساءها واطفالها خائفون ويشعرون بمزيد من عدم الاستقرار الامني مع كل عيار ناري يتم اطلاقه وتطلب منهم عدم نشر الذعر بين بعضهم البعض.
وتحث لافتات أخرى المواطنين الليبيين على اعادة الاسلحة التي سرقت من مخازف السلاح ومراكز الشرطة بعد أن بدأت الانتفاضة.
ويعترف مسؤولون من المعارضة المسلحة بأن قوة الشرطة تعاني نقصا في العربات. وكان عليها ضم 15 مركزا للشرطة في خمسة مراكز امنة بعد أن أجبرت عصابة مسلحة الشرطة في أحد مراكزها على تسليم مشتبه به محتجز.
وفي مبنى أمني علق عليه علم ليبيا قبل حكم القذافي قضت مجموعة من نخبة رجال الشرطة في بنغازي وقتها في انتظار استدعائهم للتعامل مع حالة طارئة.
وحين سئل عبد القادر العربي قائد المجموعة ان كان يحاول انهاء الخلافات العائلية بدت الدهشة على الاغلبية وقال ان الشرطة لا تستطيع أن تفعل شيئا اذا كانت العائلات تتشاجر.
وأضاف أن العائلات تطلب منهم الرحيل ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم.
ويبدو الملل اكبر مشكلة. وقال العربي ان لا أحد يستدعي الشرطة وأضاف أنه ربما سيذهب رجال الشرطة للمساعدة في تنظيم المرور.