حركة احياء للمسرح السودان بعد سنوات الحرب

في مسرح في الهواء الطلق في العاصمة السودانية الخرطوم تجري الاستعدادات لأمسية فنية.
الموسم المسرحي هنا بدأ قبل أسابيع ويقضي المخرجون والممثلون ومصممو الديكور والازياء معظم ساعات اليوم في الاستعداد للعرض المسرحي في المساء.
ويتاح بعض الوقت بين التدريبات والاستعدادات لتبادل الحديث حول أكواب الشاي في حديقة المسرح الوطني بالعاصمة.
قال المخرج المسرحي محمد نعيم سعد "أكثر الفترات كانت ازدهارا في المسرح في السودان كانت في السبعينات. المسرح أنشيء في أواخر الستينات وبعد ذلك كانت المواسم المسرحية في رعاية الدولة فكانت المواسم ممتلئة والمسرح كان مزدهر جدا."
وسهدت السنوات العشر الماضية عودة للاهتمام بالمسرح في السودان وخاصة في أعقاب اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 لانهاء الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. ويقول النقاد ان السودانيين عادوا في تلك الفترة يهتمون بالهوية الوطنية وصورة بلدهم في عيون العالم.
المسرح من وسائل الترفيه العامة القليلة المتاحة في السودان. ويبدأ الجمهور يتوافد على المسرح الوطني قرب نهاية فترة الظهيرة لحضور أحد عروض مهرجان البقعة المسرحي.
وقال علي مهدي مدير المهرجان "لبينا أشواق المسرحيين السودانيين ليلتقوا في فضاء البقعة المتصل والحر والديمقراطي الذي لا.. ما فيه شروط للمشاركة في البقعة غير الرهان على قيمة العمل الفني."
وفي الخرطوم ثلاث فرق مسرحية محترفة على الاقل وعدد أكبر من فرق الهواء في المدارس والمراكز الثقافية.
وقال الممثل المسرحي السوداني محمد عبد الله "فيه ناس تتخيل أن السودان معزول عن بقية الناس. السودان دولة بتاعة حروب. دارفور.. انفصال الجنوب.. صراع ابيي.. بيفتكروا أن السودان عايش في بؤرة صراعات قبلية. احنا بننفي ذلك."
شمل مهرجان البقعة عرضا لمسرحية من تأليف واخراج الفنانة السودانية هدى مأمون. وأدت هدى مأمون أيضا دور البطولة في المسرحية حيث جسدت شخصية امرأة مجنونة يطاردها شبح.
وقالت الفنانة في أعقاب العرض المسرحي "المسرحية في مجملها عبارة عن ميلودراما لامرأة مجنونة تحكي معاناتها وكل المشاكل التي أوصلتها الى مرحلة الجنون وتدعو الى حاجات كثيرة للنظر الى المرأة بصورة أعمق."
وحصلت هدى مأمون على جائزة المهرجان لافضل اخراج وأفضل ممثلة.