قالت جريدة ''نيويرك تايمز'' الأمريكية إنه بعد أربعة عشر شهرا من بدء الانتفاضات العربية أو ما يُعرف ب ''الربيع العربي'' التوتر الحاصل جراء البرنامج النووي باتت القيادة الفلسطينية تشعر ب ''اليتم''. وأشارت الجريدة في تقرير لمراسلها في رام الله، نشرته يوم الأربعاء، إلى انهيار محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتراجع الدعم الخارجي للفلسطينيين. وقال التقرير ''إن السلطة الفلسطينية انتحت جانبا ومرتبكة وقلقة من احتمالية عودة أعضائها إلى العنف''. ونقل التقرير عن رئيس الحكومة لدى السلطة الفلسطينية سلام فياض قوله ''إن التحدي الأكبر الذي نواجهه بجانب الاحتلال هو تهميش (القضية الفلسطينية)، الذي هو نتاج الربيع العربي؛ حيث أصبح الناس مشغولين بشؤونهم الداخلية، كما أن الولاياتالمتحدة على أعتاب انتخابات الرئاسة ولديها الأزمة الاقتصادية، وأوربا لديها ما يقلقها.. لهذا بقينا على الجانب''. ولفتت الجريدة في تقريرها إلى أنه على مدى عقود بقى الفلسطينيين محور سياسات الشرق الأوسط، وكان صراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي يجسد الحرية العقيدة العربية منذ حركة الاستقلال عن القوى الاستعمارية، وأشار أيضا إلى تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بداية توليه منصبه أن دولة لفلسطينيين في غزة والضفة الغربية مفتاح لإحراز تقدم في المنطقة. ودللت الجريدة على انحسار الاهتمام بالقضية الفلسطينية بهيمنة الملف النووي الإيراني وليس ملف السلام أو الاحتلال، على المحادثات التي أجراها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع أوباما خلال زيارته الأخيرة لواشنطون. وقالت الجريدة إن الربيع العربي ربما زاد الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وحرر المصريين وغيرهم حتى يعبروا عن عدائهم للإسرائيليين؛ موضحة أن هذا الاهتمام وإظهار العداء صعب الأمور بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي تتفاوض مع إسرائيل. وانتقل الحديث عن حماس وقالت الجريدة إن حماس، التي حصلت على إعجاب شعبي جراء الربيع العربي، تواجه أيضا صعوبات، في إشارة إلى إغلاق مكتبها السياسي في دمشق بعد الثورة السورية، وتناقص المساعدات التي تأتيها من إيران، مع الوضع في الاعتبار انقساماتها المزايدة. وأوضحت الجريدة أن نتيجة هذا جاءت في مسلسل الانقسامات التي جرت في صفوف الحركة الفلسطينية، وخسارة رعاة الدولة وشلل للذين يحاولون بناء دولة فلسطينية بجوار إسرائيل، وأيضا الحرج الذي تواجهه الجهود الساعية للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية.