افتتحت ''سوزان بلانكهارت''؛ سفيرة هولندا في مصر، و''برونو نيف دو ميفيغني''؛ سفير بلجيكا، السبت، المعهد الهولندي - الفلمنكي بالقاهرة، بعد تجديده بمنحة من وزارة التعليم الهولندية، بمناسبة احتفاله بمرور 40 عاما على تأسيسه. شارك في الاحتفالية مسئولون وعلماء وباحثون من مصر وهولنداوبلجيكا، وأثنت السفيرة الهولندية في كلمتها على العمل الذي قام به المعهد في مصر خلال الأربعين عاما الماضية، مشيرة إلى أن الكثير من الطلاب الهولنديين والبلجيكيين من منطقة ''الفلاندرز'' جاؤوا إلى المعهد لتعلم اللغة العربية والحضارة المصرية القديمة والعديد من الموضوعات الأخرى. ولفتت إلى التعاون بين المعهد والسفارة الهولندية في مصر في الكثير من الأنشطة؛ كان آخرها ترميم السبيل والكتّاب اللذين بناهما السلطان مصطفى الثالث في حي السيدة زينب في القاهرة. من جانبها، قالت الدكتورة ''كيم ديسترمات''؛ مديرة المعهد الهولندي - الفلمنكي بالقاهرة، إن العاملين بالمعهد يكرسون جهودهم منذ تأسيسه عام 1971 لتعزيز التعاون الأكاديمي والتبادل العلمي بين مصر وهولندا ومنطقة ''الفلاندرز'' ببلجيكا. وأشارت إلى أن المعهد يموله ويشرف على إدارته ثماني جامعات هولندية وبلجيكية، مشيرة إلي أن المعهد مهتم بالدراسات العربية والآثار والتاريخ واللغات القديمة والعلوم الاجتماعية والحفاظ على التراث والثقافة وغيرها، لافتة إلى أنه يوفر لرواده مكتبة ضخمة تضم 13 ألف كتاب حول مصر والشرق الأوسط منذ العصور القديمة وحتى الآن. ونوّهت ''ديسترمات'' إلى أن المعهد لا يحتفل فقط بمرور 40 عاما على تأسيسه، وإنما أيضا بتجديد وتحديث المبنى ومرافقه لخدمة رواده من المصريين والهولنديين والبلجيكيين، وذلك من خلال منحة من وزارة التعليم والثقافة والعلوم في هولندا. وفي سياق متصل، أكد الدكتور ''رنك روبورخ''؛ المدير العام بوزارة التعليم والثقافة والعلوم في هولندا، أن القاهرة كانت مركزا للدراسة والتعلم في المنطقة منذ العصور القديمة؛ فجامعة الأزهر التي تعد من أقدم الجامعات في العالم موجودة بها، مشيرا إلى أن تأسيس المعهد الهولندي - الفلمنكي فيها كان أمرا طبيعيا. وأوضح أن المعهد استقبل منذ افتتاحه الكثير من الطلاب والباحثين المهتمين بمصر، مضيفا أنه من الأهمية أن يولي التعليم العالي اهتماما بالبعد الدولي للعملية التعليمية من خلال تشجيع الطلاب على الدراسة والتدريب في الخارج. وفي كلمته بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس المعهد، قال الدكتور جلال الجميعي؛ وكيل أول وزارة التعليم العالي للشئون الثقافية والبعثات، إن المعهد يعد من أهم المؤسسات العلمية والثقافية الأجنبية العاملة في مصر. وأضاف أن مصر مهتمة بالتنمية العلمية والثقافية، وهو ما يتطلب التعاون وتبادل الخبرات والمعارف، لافتا إلى أن هولندا لديها خبرات في تطبيقات التكنولوجيا والزراعة، وهو ما يمكن لمصر أن تتعاون معها في هذا الإطار. وأعلن أن وزارة التعليم العالي ستعمل على دعم التبادل الطلابي بين مصر وهولندا. عقب ذلك، عُقدت ندوة لمناقشة القيمة المضافة للمؤسسات الثقافية والأكاديمية الأجنبية تحدث فيها ''خيليس بلوخ''؛ مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الهولندية، عن التعاون الأكاديمي في الفترات الانتقالية. وأكد ''بلوخ'' أن تأسيس المعهد يأتي في إطار السعي لتشجيع تدويل البحث العلمي والنشاط التعليمي في مجال الدراسات العربية والإسلامية والآثار كان قرارا حكيما، مضيفًا أن المعهد أسهم خلال الأربعين عاما الماضية في زيادة التعاون العلمي والثقافي بين هولندا ومصر ومنطقة الفلاندرز ببلجيكا. ونوّه إلى أن تلك الاحتفالية تأتي عقب التحولات التي يشهدها العالم العربي والتي كان لها تأثيرا مباشرا على أوروبا والولايات المتحدة، مستشهدا بحركة "احتلوا وول ستريت"، والتي بدأت في سبتمبر الماضي مستلهمة تجربة الثورات العربية. واختتم ''بلوخ'' كلمته قائلاً: ''إن الربيع العربي طرح العديد من الأسئلة التي تتطلب أكثر من أي وقت مضى تعزيز التعاون العلمي والاستفادة من البحث العلمي الذي يمكنه أن يسهم في فهم المستجدات والإجابة على الكثير من الأسئلة المطروحة''. اقرأ ايضا: عرب نت: الربيع العربي يوفر الفرص أمام رواد الأعمال في المجال الرقمي