أقام المعهد الهولندي الفلمنكي للآثار الشرقية بالقاهرة مؤخراً احتفالية كبري بمناسبة مرور أربعين عاماً علي إنشائه في مصر وفي نفس الوقت بمناسبة تجديد مقر المعهد الكائن في 1 شارع د. محمود عزمي الزمالك.. وهو من المعاهد العريقة التي لعبت دورا مهما في استكشاف ودراسة وحماية الآثار المصرية. في اليوم الأول من الاحتفالية أقيمت ندوة عن "التعليم العالي والبحث العلمي". حضرها ممثلون عن وزارة التعليم العالي الهولندية والمصرية والسفير الهولندي وسفير بلجيكا بالقاهرة ومجموعة كبيرة من العلماء الهولنديين والمصريين، وحضرها أيضاً المدراء السابقون للمعهد في السنوات الأخيرة. وفي اليوم الثاني وأقام المعهد يوما مفتوحا للزائرين للإطلاع علي المعهد ومكوناته وخاصةً المكتبة وما تحويها من كتب قيمة تصل تقريباً إلي 1300 مجلد في تخصصات الآثار المصرية والعربية وعلم البرديات بالاضافة إلي اللغة العربية (باللغة العربية واللغات الغربية المختلفة)، والمكتبة بحق أنيقة الشكل منظمة. وتعتبر مكتبة المعهد واحدة من المكتبات الأكاديمية المهمة الموجودة في مصر والهدف الرئيس للمكتبة هو مساعدة الباحثين وكذا في تدريس برامج المعهد في حقل علم المصريات والدراسات العربية. وفي الندوة التي أقيمت بالمعهد عن "التعليم العالي والبحث العلمي"، اتفق معظم المتحدثين سواء المصريين أو الهولنديين علي أنه لا غني عن التعاون الدولي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي من أجل بناء مستقبل أفضل في مصر والعالم. ومن هذا المنطلق لعبت المعاهد العلمية الأجنبية في مصر دوراً مثمراً في خلق هذا التعاون. وقد أكد الدكتورRoborgh المدير العام للتعليم العالي والعلوم التابعة لوزارة الهولندية للتربية والثقافة والعلوم) علي الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة الهولندية لتدويل التعليم العالي وسلط الضوء علي مساهمة المعاهد الهولندية في الخارج لهذه الغاية من خلال تسهيل حركة الطلاب والباحثين. ومن جانبه أشارالدكتور جلال الجميعي (النائب الأول لوزير الخارجية للشئون الثقافية والبعثات من وزارة التعليم العالي المصرية في مصر) إلي أهمية التحول العميق في المجتمع المصري وخطر العزلة، مشددا علي أهمية العلاقات الدولية لاسيما في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وقد دعا المعهد الهولندي الفلمنكي للآثار الشرقية للعب دور وساطة في إنشاء شبكة للبحوث والتدريب المهني في التخصصات والمجالات التي تتوافق مع التحديات الرئيسية للمستقبل، خاصة في مجالات التكنولوجيا التطبيقية والزراعة والقطاعات التي لدي هولندا سمعة مرموقة فيها. وأشارالأستاذ الدكتور عبدالحليم نور الدين أستاذ المصريات وعميد كلية الآثار والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إلي أهمية البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر والحاجة للتعاون بين علماء الآثار المصرية والأجنبية في المستقبل. وأضاف الدكتور نور الدين أنه يجب علي المعهد الهولندي أن يعتمد علي الذين درسوا في هولندا لأنهم يستطيعون أن يلعبوا دوراً كبيراً في بناء جسور للتعاون للثقافة بين مصر. وقد تحدث أيضاً كل من الأستاذ الدكتورSteenbergen (جامعة جنت بلجيكا) وقد أكد دور المعاهد الأجنبية في مصر ولاسيما في إطار مصر ديمقراطية جديدة، و الدكتور عماد هلال (دار الوثائق القومية) والدكتور هشام الليثي (وزارة الدولة لشئون الآثار). فمنذ عام 1971 ويلعب المعهد الهولندي الفلمنكي للآثار الشرقية بالقاهرة دوراً كبيراً في تعميق العلاقات الأكاديمية بين هولندا والفلاندرز (الشمال الناطق بالهولندية في بلجيكا) ومصر. ومن المعروف أن تمويل المعهد يأتي من ثماني جامعات هولندية وفلاندرز (علي رأسهم جامعة ليدن) مع تمويل إضافي من قبل الحكومات الهولندية والفلمنكية. عن طريق برامج دراسية لطلاب البكالوريوس والماجستير ومشاريع البحوث والمؤتمرات الدولية حول علم الآثار وعلم المصريات والدراسات العربية والإسلامية وعلم البردي والتاريخ والدراسات الاجتماعية والحفاظ علي والتراث. وقد بني المعهد الهولندي الفلمنكي للآثار الشرقية بالقاهرة سمعة أكاديمية مرموقة من خلال استضافة الآف من الطلاب من الهولنديين والفلاندرز والباحثين في اللغات القديمة والثقافات في مصر هذا بالاضافة إلي دراسي علم المصريات والآثار الشرقية بشكل عام. وقد نجح المعهد في إقامة صلات قوية وطيبة مع كل من الباحثين والطلاب الهولنيين والفلمنكين وكذا مع نظرائهم المصريين. ويقدم المعهد دورات تعليم اللغة الهولندية للطلاب المصريين، وينظم الكثير من الأنشطة التي تسلط الضوء علي الثقافات الهولندية والفلمنكية وبناء جسور مشتركة بين البلدان الثلاثة (مصر وهولنداوبلجيكا). وقد تم ترميم المبني والمرافق التابعة للمعهد من جامعة ليدن والتي تمتلك المبني ووزارة التربية والثقافة والعلوم الهولندية في الفترة من 2009 إلي 2011 . وقد قامت السيدة الدكتورة كيم دوسترمات مديرة المعهد وفريق عمل المعهد بمجهود كبير في العمل علي تجديد المعهد، وكذا من الأنشطة المتميزة في الفترة الأخيرة. من خلال تجديد المكتبة وتزويدها بكثير من الكتب والمراجع، والكورسات لمرحلتي الليسانس والماحستير، وكورسات اللغة الهولندية وإقامة المؤتمرات الدولية وورش العمل والمعارض المختلفة وسلسة من المحاضرات العامة الأسبوعية، والتعاون العلمي بين المؤسسات الدولية والمصرية.