أقامت السفارة الهولندية مؤخراً العديد من الفعاليات والأحداث الثقافية المهمة، أولها: افتتاح المعهد الهولندى الفلمنكى بالقاهرة بعد أعمال التجديد التى استمرت عامين بمنحة من وزارة التعليم الهولندية. ثانياً: تمت إقامة احتفالية كبيرة حضرها علماء وباحثون من مصر وهولندا وبلجيكا بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس المعهد الفلمنكى. ثالثاً: تم الاحتفال بافتتاح سبيل وكُتّاب السلطان العثمانى مصطفى الثالث بعد الانتهاء من أعمال ترميمه بتمويل من الحكومة الهولندية، وعلى هامش الاحتفالية تم تقديم كتاب بعنوان (نافورة السلطان) لانيسكادرو فولسكا رئيسة فريق المرممين المصريين والأجانب الذين نفذوا المشروع. وعن هذه الفعاليات والأحداث المهمة تقول السيدة سوزان بلانكهارت سفيرة هولندا بالقاهرة فى تصريحات خاصة: إن المعهد الهولندى الفلمنكى يموله ويشرف على إدارته ثمانى جامعات هولندية وبلجيكية وهو مهتم بالدراسات العربية والآثار والتاريخ واللغات القديمة والعلوم الاجتماعية والحفاظ على التراث والثقافة وغيرها. كما أنه يوفر لرواده مكتبة ضخمة تضم 13 ألف كتاب حول مصر والشرق الأوسط منذ العصور القديمة وحتى الآن، وعن سبيل وكّتاب السلطان مصطفى العثمانى قالت بلانكهارت إن سفارة هولندا دعمت مشروع ترميم السبيل والكّتاب نظراً لأن التراث المصرى والهولندى متجذران فى هذا المبنى الأثرى، حيث يحوى بداخله 2000 بلاطة خزفية تم استقدامها من جنوبهولندا تشتمل على صور ومناظر من الحياة اليومية فى هذا البلد إبان القرن الثامن عشر. وأضافت أن السبيل والكّتاب ربما يكونان الأثر الوحيد فى مصر الذى له علاقة بهولندا، مما يجعله أثرا فريدا من التراث المشترك. ونوهت إلى أن ترميم المبنى من الممكن أن يسهم فى تنمية حى السيدة زينب من خلال جذب السائحين، كما أنه سيعمل على زيادة وعى سكانها بتراثهم الثقافى، وأشارت بلانكهارت إلى أنه فى إطار تدعيم التبادل العلمى بين مصر وهولندا فإن المشروع احتوى على مكون تدريبى وبحثى ضم 20 طالبا مصريا وهولنديا فى مجال العمار وتاريخ الفن وحفظ التراث والدراسات العربية. لافتة إلى أن هؤلاء الطلاب لم يحصلوا على التدريب فقط، بل أتيحت لهم الفرصة للحوار والعمل معا فى مناخ من التعاون مما يعمل على تعزيز العلاقات والروابط بين الثقافات. وعن الكتاب الذى تم تقديمه فى هذه الاحتفالية قالت بلانكهارت إن هذا الكتاب يكشف لنا من خلال صفحاته عن قصة السبيل والكتّاب ولماذا قام السلطان مصطفى الثالث ببنائهما فى منطقة السيدة زينب ونبذه عن حياة السلطان العثمانى، كما أنه يوضح كيفية وصول البلاطات الخزفية الهولندية عن طريق تركيا إلى هذا المبنى الأثرى. والكتاب قامت بتأليفه انيسكادرو فولسكا وهى بولندية الأصل ورئيسة فريق المرممين وقام بطباعته وتسويقه قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.