تم افتتاح سبيل وكتاب السلطان العثماني مصطفى الثالث ، واللذين بناهما بحي السيدة زينب بالقاهرة في القرن الثامن عشر، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه للحفاظ على طابعه المعماري، بتمويل من السفارة الهولندية في القاهرة . حضر الاحتفالية الدكتور مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وسوزان بلانكهارت سفيرة هولندابالقاهرة، والدكتورة كيم ديسترمات مديرة المعهد الهولندي - الفلمنكي في القاهرة، ومسئولو قسم النشر بالجامعة الأمريكية . وقالت سوزان بلانكهارت إن سفارة هولندا دعمت مشروع ترميم السبيل والكتاب، نظرا لأن التراث المصري والهولندي لهم جذور عميقة في هذا المبنى الأثري؛ حيث يحوي 2000 بلاطة خزفية من جنوبهولندا تشتمل على صور ومناظر من الحياة اليومية في تلك البلد إبان القرن الثامن عشر . وأضافت أن السبيل والكتاب ربما يكونان الأثر الوحيد في مصر الذي له علاقة بهولندا، مما يجعله أثرا فريدا من التراث المشترك..منوهة بأن ترميم المبنى يمكن أن يسهم في تنمية حي السيدة زينب من خلال جذب السائحين ، وبالتالي زيادة دخل المنطقة ، كما أنه يمكن أن يعمل على زيادة وعي السكان بتراثهم الثقافي . وأشارت بلانكهارت إلى أنه في إطار تدعيم التبادل العملي بين مصر وهولندا، فإن المشروع احتوى على مكون تدريبي وبحثي ضم 20 طالبا مصريا وهولنديا في مجال العمارة وتاريخ الفن وحفظ التراث والدراسات العربية . ولفتت إلى أن هؤلاء الطلبة لم يحصلوا على تدريب وحسب ، بل اتيحت لهم الفرصة للحوار والعمل معا في جو من التعاون بين الثقافات ، وهو ما يمثله المبنى أيضا, إذ أنه يعمل على تعزيز العلاقات والروابط بين الثقافات . وأكدت بلانكهارت أن السبيل والكتاب يعدان بمثابة رمز للعلاقات الودية المستمرة بين مصر وهولندا والتي تمتد لمئات من السنوات من الصداقة والتعاون والتجارة, معربة عن أملها في أن تستمر تلك العلاقات لمئات من السنوات القادمة . وكان المبنى على مدار التاريخ بمثابة مؤسسة خيرية توفر الماء العذب والتعليم ، إضافة إلى كونه مقرا لإحدى المؤسسات الخيرية التي مازالت تعمل إلى اليوم ، ويهدف ترميم المبنى الأثري إلى الحفاظ عليه من أجل الأجيال القادمة ، وإتاحته للجمهور، وللإسهام في دعم العمل الذي تقوم به المؤسسة الخيرية التي تتخذ منه مقرا .