من جهته، أكد الدكتور رنك روبورخ، المدير العام بوزارة التعليم والثقافة والعلوم في هولندا، أن القاهرة كانت مركزا للدراسة والتعلم في المنطقة منذ العصور القديمة، وأن جامعة الأزهر التي تعد من أقدم الجامعات في العالم موجودة بها، مشيرا إلى أن تأسيس المعهد الهولندي-الفلمنكي فيها كان أمرا طبيعيا. وأوضح أن المعهد استقبل منذ افتتاحه الكثير من الطلاب والباحثين المهتمين بمصر، وأنه من الأهمية أن يولي التعليم العالي اهتماما بالبعد الدولي للعملية التعليمية من خلال تشجيع الطلاب على الدراسة والتدريب في الخارج. وفي كلمته بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس المعهد الهولندي-الفلمنكي بالقاهرة، قال الدكتور جلال الجميعي، وكيل أول وزارة التعليم العالي للشئون الثقافية والبعثات، إن المعهد يعد من أهم المؤسسات العلمية والثقافية الأجنبية العاملة في مصر. وأضاف أن مصر مهتمة بالتنمية العلمية والثقافية، وهو ما يتطلب التعاون وتبادل الخبرات والمعارف، لافتا إلى أن هولندا لديها خبرات في تطبيقات التكنولوجيا والزراعة، وأن وزارة التعليم العالي ستعمل على دعم التبادل الطلابي بين مصروهولندا. وتضمن الاحتفال عقد ندوة لمناقشة القيمة المضافة للمؤسسات الثقافية والأكاديمية الأجنبية تحدث فيها خيليس بلوخ، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الهولندية، عن التعاون الأكاديمي في الفترات الانتقالية. وأكد بلوخ أن تأسيس المعهد الهولندي-الفلمنكي بالقاهرة في إطار السعي لتشجيع تدويل البحث العلمي والنشاط التعليمي في مجال الدراسات العربية والإسلامية والآثار كان قرارا حكيما، وأن المعهد أسهم خلال الأعوام الأربعين الماضية في زيادة التعاون العلمي والثقافي بين هولندا ومصر ومنطقة الفلاندرز ببلجيكا. ونوه بأن تلك الاحتفالية تأتي عقب التحولات التي يشهدها العالم العربي والتي كان لها تأثير مباشر على أوروبا والولايات المتحدة، مستشهدا بحركة "احتلوا وول ستريت"، والتي بدأت في سبتمبر الماضي مستلهمة تجربة الثورات العربية. واختتم بلوخ كلمته قائلا إن الربيع العربي طرح العديد من الأسئلة التي تتطلب أكثر من أي وقت مضى تعزيز التعاون العلمي والاستفادة من البحث العلمي الذي يمكنه أن يسهم في فهم المستجدات والإجابة على الكثير من الأسئلة المطروحة.