هاجم مستوطنون اسرائيليون متطرفون غاضبون بالحجارة الثلاثاء فلسطينيين في الضفة الغربية غداة صدامات مع الشرطة التي ارادت تفكيك كوخ في مستوطنة عشوائية، حسب مصدر امني فلسطيني. وكانت صدامات اندلعت الاثنين عندما حضر موظفون من الادارة العسكرية الاسرائيلية لتفكيك مبان غير شرعية في مستوطنة حفات جلعاد العشوائية قرب نابلس شمال الضفة الغربية. وقد استقبلهم سكان المستوطنة بالحجارة، حسبما ذكر الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية لوكالة فرانس برس، بينما توعد المستوطنون بعد ذلك بالانتقام من الفلسطينيين. وينتهج المستوطنون الاكثر تطرفا سياسة انتقامية ضد اهداف فلسطينية في كثير من الاحيان، في كل مرة تقوم فيها السلطات الاسرائيلية باتخاذ اجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وقال المصدر الامني الفلسطيني ان مجموعة من المستوطنين رشقت بالحجارة آليات فلسطينية قرب مستوطنة بيت هاغاي قرب الخليل. وحطم متطرفون يهود آخرون واجهة محل لتاجر في الحي العربي في الخليل، حسبما ذكر شهود. وقالت الاذاعة العامة ان آليات فلسطينية عدة تضررت ليل الاثنين الثلاثاء على ايدي مستوطنين يهود حطموا زجاجها الامامي في المدينة. وجرح طفل فلسطيني في السادسة عندما قلب مستوطنة سيارة كان بداخلها، حسبما ذكرت عائلة الطفل التي قالت ان الحادث وقع عرضا. وتشهد الخليل توترا دائما بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب وجود 600 مستوطن يهودي داخل المدينة الفلسطينية، الى جانب 6500 مستوطن آخرين في كريات اربع القريبة. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، اكد مستوطنون ان "حوادث متفرقة ضد الفلسطينيين وقعت صباح اليوم الثلاثاء" في الضفة الغربية. وكان روزنفيلد صرح لفرانس برس ان الشرطة التي قدمت الى حفات جلعاد لحماية الموظفين اعتقلت ثمانية مستوطنين بينهم خمسة يحملون سكاكين وادوات حادة لتمزيق اطارات آليات قوات الامن. وتحدثت مصادر امنية اسرائيلية لوسائل الاعلام عن اسلحة غير شرعية عثر عليها في المستوطنة. من جهته، صرح رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية غرشون ميسكا ان "الجيش يطلق علينا النار مثل القذافي"، في اشارة الى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اطلقت قواته النار على المحتجين في بلده. واكد مستوطنون لفرانس برس ان خمسة منهم اصيبوا برصاص مطاطي اطلقته الشرطة التي نفت استخدام هذا النوع من الرصاص الذي تلجأ اليه عادة لتفريق التظاهرات الفلسطينية. وقد دعا المستوطنون في بيان اليوم الى تظاهرة حاشدة الخميس اطلقوا عليها اسم "يوم الغضب" للاحتجاج على قمع الشرطة. وتقيم في مستوطنة حفات غلعاد العشوائية نحو عشرين عائلة من المستوطنين وفيها مدرسة دينية يهودية. وقد اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان تأييده لهدم حفات جلعاد وقال انه على "الحكومة ان تبسط سلطتها على مواطنيها". واضاف "لن نسمح للمواطنين باخذ القانون بايديهم ولا نريد ان تسيطر علينا الفوضى (...) واعتقد ان اعمال الشغب لا تضر فقط بسلطة القانون بل تسيء ايضا للاستيطان في شمال الضفة الغربية". وبعد الصدامات في المستوطنة العشوائية، احرق ناشطون من اليمين المتطرف اطارات سيارات في القدس وحاولوا عرقلة حركة المرور على الطريق الرئيسي للمدينة للتضامن مع مستوطني هافات جلعاد. وقال روزنفيلد لفرانس برس ان "نحو خمسين شخصا حاولوا قطع الطريق الدائري الرئيسي عند مدخل القدس". من جهته، ذكر موقع يديعوت احرونوت ان مستوطنين قاموا ليل الاثنين الثلاثاء باغلاق طرق ومداخل قرى فلسطينية عدة في الضفة الغربية. وقال مراسل فرانس برس ان "مستوطنين اغلقوا مدخل مدينة نابلس وسدوا الطرق حول المنطقة باكملها ومنعوا دخول السيارات الى المدينة". وعند مدخل قرية حوارة جنوب مدينة نابلس القت مجموعة من المستوطنين زجاجة حارقة مساء الاثنين على منزل فلسطيني مما ادى الى احتراقه جزئيا. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان "طفلين فلسطينيين نقلا الى المستشفى اثر اصابتهما بحالة اختناق". الا ان الوضع هادىء صباح الثلاثاء في منطقة نابلس، حسبما ذكر صحافي من فرانس برس، بينما قال روزنفيلد ان الشرطة اعتقلت 29 شخصا من المتورطين في هذه الاعمال منذ مساء الاثنين. من جهتها، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية اليوم ان مفتش الشرطة العام الجنرال دودي كوهين قرر تعيين ضابط للتحقيق في اعمال العنف التي وقعت امس خلال هدم المنازل في مستوطنة حفات غلعاد العشوائية. ونقلت عن الجنرال كوهين الذي عقد اجتماعا اليوم في القدس لتقييم الاوضاع الامنية "نحن في هذا الوقت بالذات بحاجة الى التحلي بالمسؤولية والحزم لمنع التصعيد ومنع تدهور الاوضاع في هذه الفترة الحرجة مهما كلف الامر". واكد ان "الشرطة مستعدة لمواجهة اي سيناريو محتمل". وتقول حركة السلام الان المعارضة للاستيطان انه لا يزال هناك اكثر من مئة مستوطنة عشوائية اقيمت بدون الحصول على اذن مسبق من السلطات الاسرائيلية في الضفة الغربية بالرغم من الالتزام الرسمي الاسرائيلي بتفكيكها. وتعتبر الاسرة الدولية جميع المستوطنات غير شرعية.