القدس المحتلة: تعهدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة العليا الاثنين بإزالة عشرات الوحدات السكنية التي بناها مستوطنون على أراض فلسطينية خاصة في الضفة الغربية من دون ترخيص. وتعهدت الحكومة الإسرائيلية بإزالة منازل وأبنية اقيمت في ست مستوطنات عشوائية، أي من دون الحصول على ترخيص من الحكومة الإسرائيلية. ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات والوحدات الاستيطانية المبنية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967 منشآت غير شرعية. وقال مسئول حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته "لقد أرسلنا رد الحكومة إلى المحكمة العليا وفيه تعهد من جانب الحكومة بأن تزيل قبل نهاية العام الحالي الأبنية غير الشرعية والبؤر الاستيطانية المبنية على أراض فلسطينية خاصة". وبموجب هذا التعهد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأجهزة المعنية بإزالة المساكن التي بنيت على أراض فلسطينية خاصة ولكنه دعا بالمقابل إلى تشريع المستوطنات العشوائية التي بنيت على أراض أميرية. وتعليقا على تعهد الحكومة أصدر جاني دايان رئيس المجلس التمثيلي الأبرز للمستوطنين بيانا أعلن فيه أن "هذا الاستفزاز من جانب الحكومة لن يؤدي إلا إلى زيادة غضبنا ولن يساهم بأي تحسين في العلاقات مع جيراننا العرب". والتعهد الذي قطعته الحكومة الإسرائيلية لا يشمل سوى 47 منشأة بعضها لا يعدو كونه منازل متنقلة، ولكن الناشطين المناهضين للاستيطان يعتبرون أن هذه الخطوة يمكن أن تشكل سابقة يمكن البناء عليها لتفكيك عشرات المستوطنات العشوائية المبنية على أملاك فلسطينية خاصة. وبدوره ، حذر رئيس منظمة "اغاثة اسرائيل" الحاخام شالوم دوف وولبو من اندلاع حرب اهلية في اسرائيل اذا ما واصلت حكومتها اخلاء البؤر الاستيطانية غير الشرعية مهددا بمهاجمة جنود الجيش الاسرائيلي. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن الحاخام وولبو في الضفة الغربية قوله "انه يتعين شن مقاومة عنيفة ضد قوات الجيش الاسرائيلي التي تشارك في اخلاء البؤر الاستيطانية" ردا على ممارسات الضرب والتعنيف التي تنفذها بحق المستوطنين. ورجح اندلاع "حرب بين اليهود بسبب اخلاء هذه النقاط الاستيطانية" مؤكدا على "عمق الشرخ الداخلي في اسرائيل بسبب هذا الاجراء". ودعا وولبو المستوطنين في الضفة الغربية من يقيمون في هذه النقاط ومؤيديهم الى استخدام العنف ضد الجنود والضباط الذين يستخدمون وسائل تفريق الحشود خلال عمليات اخلاء هذه النقاط. ورأى "أن اسرائيل تتجه الان نحو الحرب الاهلية" متهما الجيش الاسرائيلي "بمحاربة المستوطنين وكذلك الشعب في اسرائيل". وقال "عندما يأتي يهود او عرب لهدم منازل ويطلق هؤلاء عيارات مطاطية كما حدث أخيرا في النقطة الاستيطانية "حافات جلعاد" في الضفة الغربية، فإنه يتعين علينا الرد على هذا بالمثل واذا ما اراد هؤلاء ضربنا فيتعين علينا ضربهم" مؤكدا ان وحدة الشرطة الخاصة هي من ضربت المستوطنين ضربا مبرحا. واتهم وولبو جنود الجيش الاسرائيلي بممارسة الارهاب مضيفا "ان هؤلاء يرتدون ملابس سوداء ويخفون وجوههم دون ان يضعوا أي علامات او اسماء الامر الذي يجعل من الصعب علينا معرفة فيما اذا كان هؤلاء يهودا او عربا او ارهابيين". واعتبر ان اسرائيل "سوف تنهار وسوف تنتهي الى حال كذلك الذي يحدث الان في ليبيا وفي مناطق اخرى" مستدركا "ليست هناك حاجة لحركة حماس او غيرها من الاعداء حتى يتحقق هذا الانهيار والذي يتحمل مسؤوليته قادة اسرائيل والقضاة فيها". ومن جانبها ، قالت هاجيت أوفران مديرة برنامج مكافحة الاستيطان في حركة السلام الآن "لقد أحصينا 64 بؤرة استيطانية في كل منها ما لا يقل عن عدة مبان أقيمت على أراض فلسطينية خاصة". وأضافت "منطقيا، يجب على المسئولين الإسرائيليين إخلاء قسم من هذه الأماكن ال 64 في الضفة الغربية". وتعود هذه القضية إلى إبريل/نيسان 2006 عندما قاضت حركة السلام الآن الحكومة الإسرائيلية لإرغامها على إخلاء مستوطنات عشوائية تنفيذا لالتزامات كانت الأخيرة قطعتها قبل سنتين من ذلك. وفي 28 فبراير/شباط وقعت صدامات بين مستوطنين والشرطة الإسرائيلية عندما حاولت الأخيرة هدم العديد من المساكن في مستوطنة حفات غيلات العشوائية في شمال الضفة الغربية.