تجددت مخاطر المواجهات في ساحل العاج حيث توعد انصار لوران غباغبو بمهاجمة مقر منافسه الحسن وتارا في ابيدجان، في وقت تجري فيه مفاوضات لحل الازمة سلميا ضمن دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا. وبعد تاجيل تجمع دعا اليه الاربعاء من اجل اعطاء الفرصة للمساعي الدبلوماسية، اعلن شارل بليه غوديه وزير العمل والشباب واحد اكثر القادة الموالين لغباغبو نفوذا، امام الالاف من انصاره الخميس انهم سيعملون على "تحرير" "جمهورية فندق الغولف" ابتداء من السبت، في اشارة الى فندق الغولف الذي يقيم فيه وتارا مع انصاره. وقال رئيس تجمع "الشباب الوطني" في حي يوبوغون في ابيدجان "ابتداء من الاول من كانون الثاني/يناير، ساقوم انا، شارل بليه غوديه وشباب ساحل العاج بتحرير فندق الغولف بايدينا العارية". ويتمركز وتارا مع رئيس وزرائه غيوم سورو، زعيم "القوات الجديدة"، حركة التمرد السابقة في فندق الغولف. واعترف المجتمع الدولي بالحسن وتارا رئيسا منتخبا لساحل العاج، لكنه محاصر مع قادة حكومته في فندق الغولف بحماية جنود قوة السلام التابعة للامم المتحدة ومتمردين سابقين. ويخشى ان يؤدي تجمع الالاف من انصار غباغبو حول الفندق الى حصول مواجهات عنيفة لا سيما وان غباغبو يعتبر بعثة الاممالمتحدة موالية لوتارا وقد طالب برحيلها عن ساحل العاج. وقالت آن اولوتو المتحدثة باسم وتارا "هذا استفزاز، انها حجة لافتعال مشكلة". وندد رئيس ادارة عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة الذي يزور ابيدجان منذ الاثنين ب"الدعوات الى الكراهية" التي يبثها التلفزيون الحكومي ضد بعثة الاممالمتحدة في ساحل العاج. وقال الان لوروا خلال مؤتمر صحافي الخميس ان "هذه التصريحات التي اسمعها عبر التلفزيون تشعرنا بالاستياء لانها تحرض السكان على بعثة الاممالمتحدة، لا بل تحرضهم على الكراهية". والاربعاء، تعرضت دورية لبعثة السلام لاطلاق نار في ابيدجان واضطرت لاطلاق النار في الهواء لابعاد حشد نصب حواجز لمنعها من المرور، كما قال المتحدث باسم البعثة حمدون توريه الخميس. وقال المتحدث ان الدورية كانت متجهة الى حي ابوبو في شمال العاصمة عندما تعرضت لاطلاق نار من مبنى، "عندها اطلق الجنود النار في الهواء، لان الحشد كان يمنعهم من التقدم". واضاف "لم نطلق النار على الناس"، نافيا بذلك ما ذكره التلفزيون الرسمي وصحف موالية لغباغبو من ان الجنود اطلقوا النار على الحشد وجرحوا مدنيين. ورفع الجنود الحواجز وعادوا الى قاعدتهم سالمين. وهاجم سكان مسلحون بالسواطير دورية لبعثة لامم المتحدة الثلاثاء في حي يوبوغون غرب ابيدجان، فاصيب جندي واحترقت احدى العربات. ولكن مدير شعبة حقوق الانسان في بعثة الاممالمتحدة سيمون مونزو سجل "تراجعا جذريا" في اعمال التصفية في البلاد في الاسبوع الفائت الذي تخلله مقتل ستة اشخاص مقابل 173 قتيلا في الاسبوع الذي قبله. وقال مونزو للصحافيين "لحظنا تراجعا جذريا مقارنة باسبوع 16 الى 23" كانون الاول/ديسمبر. واضاف "في الاسبوع الفائت سجلنا ستة قتلى وثلاث حالات اختفاء و20 عملية اختطاف او توقيف و11 جريحا"، موضحا ان تلك الارقام "تتعلق بحالات تمكنا من تأكيدها". وكانت الاممالمتحدة افادت عن سقوط 173 قتيلا في منتصف كانون الاول/ديسمبر معظمهم من انصار وتارا. واشارت حكومة غباغبو الى سقوط 53 قتيلا منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر منهم 14 من قوات الدفاع والامن الموالية لغباغبو. وفي نيويورك، اعرب المستشار الخاص للامم المتحدة لقضايا الابادة فرانسيس دنغ عن "بالغ قلقه" ازاء الوضع في ساحل العاج. وقال دنغ في بيان "تصلنا بصورة مستمرة معلومات لا يمكن بعد التحقق منها عن انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان يمارسها انصار لوران غباغبو والقوات الموالية له، وكذلك استخدام عبارات مستفزة تحض على الكراهية والعنف". واضاف ان ما يثير القلق خصوصا معلومات عن وضع علامات على منازل يعيش فيها انصار وتارا لتحديد انتمائهم الاتني. وكان يوسف بمبا ممثل الحسن وتارا الذي اعترفت الجمعية العامة للامم المتحدة به سفيرا لساحل العاج قال الخميس "نحن على قاب قوسين او ادنى من حصول ابادة، ينبغي التحرك". وفي هذه الاثناء، يواصل ثلاثة رؤساء من دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا مساعيهم لتغليب الحوار. وبعد مهمة قام بها رؤساء سيراليون ارنست كوروما والرأس الاخضر بدرو بيريس وبنين بوني يايي في ابيدجان حيث التقوا غباغبو ووتارا، ينبغي ان يعود هؤلاء الى ساحل العاج الاثنين. وقال غودلاك جوناثان رئيس نيجيريا الذي يتولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا بعد ابلاغه بنتيجة المهمة، ان المباحثات لا تزال جارية ولم يتخذ قرار بشأن كيفية التحرك ازاء الازمة في ابيدجان. وقال "عندما يعود (الموفدون الثلاثة) سنتخذ قرارا". وفي حين لم يعد الحديث عن التدخل العسكري مطروحا بقوة لازاحة غباغبو، فان هذا الخيار لا يزال محتملا، فقد عقد رؤساء اركان جيوش دول غرب افريقيا اجتماعا الاربعاء في ابوجا للبحث في الملف العاجي، وقال مسؤول كبير انه اجتماع تناول "مسائل لوجستية". وقالت المتحدثة باسم وتارا انه "لا يزال يثق بالمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، لكن عليها ان تكون حازمة"، وينبغي ان تكون زيارة الرؤساء الثلاثة الاثنين "المسعى الاخير". وقال الناطق باسم الحسن وتارا باتريك آشي ان "الخيار العسكري ما زال على الطاولة"، والمفاوضات تشمل تنحي غباغبو. واعلن وزير الدفاع الغاني الخميس ان بلاده لن ترسل قوات الى ساحل العاج في حال نفذت دول غرب افريقيا تدخلا عسكريا في ساحل العاج لاجبار غباغبو على التخلي عن السلطة. وكان غباغبو دعا في الاسابيع الاولى من الازمة اثر الانتخابات التي جرت في 28 كانون الثاني/يناير الى الحوار، مؤكدا بوضوح انه لا ينوي التنحي لحساب خصمه الذي يعتبر ايضا انه الرئيس الشرعي الوحيد. واندلعت الازمة الرئاسية في ساحل العاج اثر اعلان المجلس الدستوري فوز غباغبو في الانتخابات الرئاسية وابطاله نتائج اللجنة الانتخابية المستقلة التي اعطت الفوز للحسن وتارا. ومن جانبها، اعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس عن الاسف ل"تردي الوضع الانساني" في ساحل العاج بعد اعمال العنف التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في هذا البلد حيث عالج رجال الاسعاف 590 جريحا بينهم 300 حالتهم خطرة. وقالت المنظمة في بيان "امام تردي الوضع الانساني عززت اللجنة الدولية للصليب الاحمر تحركها من اجل المعتقلين والمصابين والنازحين وايضا اللاجئين في الدول المجاورة". ووجه اتحاد الصليب الاحمر والهلال الاحمر نداء عاجلا لجمع اكثر من مليون يورو لاغاثة نحو عشرين الف لاجىء هربوا من اعمال العنف في ساحل العاج.