أعلن التلفزيون الحكومي في ساحل العاج أن الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو سيؤدي اليمين الدستورية باعتباره رئيسا للبلاد لفترة جديدة ظهر اليوم بعد إعلان المجلس الدستوري فوزه بالانتخابات، في حين أعلن قائد الجيش في ساحل العاج دعمه لغباغبو. وفي المقابل أكدت الأممالمتحدة والولايات المتحدة وفرنسا ودول غرب أفريقيا صحة فوز زعيم المعارضة الحسن وتارا. وتعهد قائد القوات المسلحة في ساحل العاج الجنرال فيليب مانغو بالولاء لغباغبو، وقال في التلفزيون الحكومي بعد ظهوره وهو يزور غباغبو مع ضباط كبار آخرين "جئنا لتحية رئيس الجمهورية ولإظهار احترامنا له وتأكيد استعدادنا وولائنا ولنبلغه أننا مستعدون لتنفيذ أي مهمة يريدها". وفي المقابل حذر رئيس وزراء ساحل العاج وزعيم المتمردين سابقا جويلومي سورو من أن إلغاء قرار فوز وتارا الذي أعلنته لجنة الانتخابات المستقلة يهدد إعادة توحيد بلد مقسم إلى شطرين منذ الحرب الأهلية عامي 2002 و2003. وقال سورو في بيان إنه يود أن يسجل عدم اتفاقه مع الإلغاء الكبير للأصوات في الشمال الذي اتخذه المجلس الدستوري، واعتبر أن هذا القرار يهدد بشكل خطير فكرة إعادة توحيد البلاد. وكان رئيس المجلس الدستوري بول ياوو ندري قد أعلن أن غباغبو -الذي ظل على سدة الحكم منذ عام 2000- أعيد انتخابه بنسبة 51.45% مقابل 48.55% لمنافسه وتارا، حسب النتائج النهائية لجولة الإعادة التي نظمت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ودحضت هذه الخطوة التي اتخذها المجلس الدستوري الذي يديره مقرب من غباغبو، النتائج الجزئية التي أقرتها الخميس اللجنة الانتخابية المستقلة وإعلانها فوزا كبيرا لوتارا بنسبة 54.1% مقابل 45.9% لغباغبو. وقال معسكر غباغبو إن وتارا حقق تلك النتائج بعد إلغاء أصوات سبع مقاطعات في الشمال حيث كان الاقتراع عرضة "للتزوير". دعم دولي لوتارا أوباما أكد دعمه لوتارا وطلب من غباغبو قبول الهزيمة (رويترز-أرشيف) دوليا أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما دعمه لوتارا، وهنأه بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وطلب من منافسه غباغبو الاعتراف بهزيمته. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تأييده للنتائج الأولية للانتخابات، مؤكدا أن وتارا هو الفائز الشرعي في الانتخابات. وحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غباغبو على قبول الهزيمة في انتخابات الرئاسة، وقال في بيان إنه يتعين على غباغبو الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة والجيش احترام إرادة الشعب وتجنب أعمال العنف. وفي أبوجا أصدرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بيانا حثت فيه ساسة ساحل العاج على قبول النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات في البلاد والتي منحت الفوز لوتارا. وقال الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان الذي يرأس المجموعة حاليا إنه يحث كل الأطراف المعنية بالعملية الديمقراطية الحالية بما في ذلك جهة التحكيم النهائية وهي المجلس الدستوري احترام حكم شعب ساحل العاج وتنفيذه بشكل كامل كما أعلنته المفوضية المستقلة للانتخابات. خلاف أممي وفي نيويورك صرح دبلوماسيون بالأممالمتحدة بأن مجلس الأمن الدولي أخفق أمس الجمعة في الاتفاق على بيان يدعم وتارا بوصفه الفائز في انتخابات ساحل العاج بسبب اعتراضات روسية، مشيرين إلى أن موسكو اعترضت على فكرة تأييد المجلس أي مرشح. وتزامن ذلك مع تهديد المستشار الرئاسي وسفير ساحل العاج لدى الأممالمتحدة السيد جيجي بطرد رئيس بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من البلاد بعد ساعات من رفضه الاعتراف بإعلان فوز غباغبو بانتخابات الرئاسة. وقال جيجي "إن هذه هي المرة الأخيرة التي يتصرف فيها السيد يونغ جين تشوي بهذا الأسلوب نحن نتابعه في المرة القادمة سنطلب منه المغادرة على الفور". وكان تشوي قد قال في وقت سابق إن الانتخابات دارت في مجملها في جو ديمقراطي، معتبرا أن الطعون التي قدمها أنصار غباغبو بشأن تجاوزات وخروقات في الشمال ستؤخذ بعين الاعتبار، لكن نتائج الانتخابات التي أعلنتها اللجنة المستقلة لن تتغير.