تناناريف (رويترز) - حوصرت مجموعة صغيرة من الجنود المتمردين في ثكنات عسكرية قرب مطار عاصمة مدغشقر يوم الخميس بعد ان توعدوا بالاستيلاء على السلطة والاطاحة بحكومة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي. وأعلن نحو 20 ضابطا يوم الاربعاء انهم شكلوا مجلسا عسكريا لادارة مدغشقر التي تعصف بها اضطرابات سياسية منذ ان سيطر الرئيس اندريه راجولينا على السلطة في مارس اذار من العام الماضي وأطاح بالرئيس مارك رافالومانانا ونفاه خارج البلاد. وقال يوم الاربعاء الكولونيل المتمرد تشارلز اندرياناسوافينا من الثكنات قرب المطار انه تم تشكيل "مجلس عسكري لرفاه الشعب" لادارة مدغشقر وهي رابع أكبر جزيرة في العالم. وأعلن الضباط المتمردون انهم حلوا بالفعل المؤسسات الحكومية. لكن وسط العاصمة تناناريف ظل هادئا وعملت الوزارات كالمعتاد وبدا رئيس مدغشقر هادئا وقد احاط به كبار قادة الجيش. وتوعدت يوم الاربعاء قيادة الجيش بسحق أي تمرد وفرقت قوات الامن حشدا تجمع لتأييد المتمردين. وقال راجولينا للصحفيين في ساعة متأخرة من ليل الاربعاء "وصلت رسالة تهددني بالقتل اذا لم استقل. وأنا مازلت هنا بفضل الله." وسد نحو ألف شخص مؤيدين للمتمردين الطريق الرئيسي الى المطار قرب الثكنات. وقال شهود عيان انهم أقاموا حاجزا على الطريق وأشعلوا النار في اطارات سيارات بالقرب من ثكنات الجنود المتمردين لكن قوات الامن تدخلت وأطلقت الغاز المسيل للدموع وتعهدت بسحق اي تمرد. وقال الكولونيل المتمرد اندرياناسوافينا الذي كان من ابرز مؤيدي راجولينا من قبل انه يتوقع ان تنضم وحدات أخرى من الجيش الى التمرد يوم الخميس وان الجنود المتمردين مازالوا عازمين على السيطرة على قصر الرئاسة واغلاق مؤسسات الحكومة واغلاق المطار الدولي. ولم يتضح ما اذا كان كبار قادة الجيش المؤيدين للحكومة سيحاولون التوسط لايجاد مخرج للجنود المتمردين ام انهم ينوون استخدام القوة لسحق التمرد في مهده. وتعرض جيش مدغشقر لعدد من الانقسامات منذ انقلاب عام 2009 . ومن بين الضباط المتمردين ايضا ضابط اخر ممن ساندوا انقلاب راجولينا من قبل هو الجنرال نويل راكوتوناندراسانا الذي أصبح وزيرا للقوات المسلحة لكنه اقيل في ابريل نيسان الماضي عقب شائعات عن مخطط انقلاب. ووقعت الاضطرابات في نفس اليوم الذي أجرت فيه مدغشقر استفتاء سلميا على مشروع دستور جديد خفض الحد الادنى لسن من يمكنه تولى الرئاسة الى 35 عاما وهو ما يسمح لراجولينا (36 عاما) بالبقاء في المقعد الى حين الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في الرابع من مايو ايار عام 2011 وان يرشح نفسه لفترة جديدة.