تصالح رئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير في الايام القليلة الماضية مع ابرز مناوئيه، سواء في صفوف المعارضة او المليشيات، في سياسة انفتاح تهدف الى ارساء الاستقرار في منطقته قبل استفتاء تقرير المصير في كانون الثاني/يناير. وتصالح كير مع ابرز منافسيه على رئاسة المنطقة في نيسان/ابريل لام اكول الذي كان اسس في 2009 فصيلا منافسا للحركة الشعبية لتحرير السودان (التمرد السابق الذي اصبح الحزب الحاكم في جنوب السودان)، اطلق عليه اسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان-التغيير الديموقراطي". وقال كير الاربعاء "لا يجب ان تكون الاختلافات السياسية عائقا امام المصلحة العامة" وقد خص لام اكول ب "استقبال حار" وسط تصفيق حاد لممثلي 20 حزبا سياسيا جنوبيا مجتمعين في منتدى لمدة ثلاثة ايام في مدينة جوبا. وقال اكول لوكالة فرانس برس ان "العلاقة بيننا وبين الحركة الشعبية كانت متوترة. وتعرض الكثير من عناصرنا الى المضايقات والتوقيف كما تمت مصادرة بعض مبانينا وتم غلق مكتبنا. لكننا طوينا الصفحة". واضاف "الامر الاهم حاليا بالنسبة الينا هو الاعداد لاجواء ملائمة لتنظيم الاستفتاء لانه قد تكون هناك الكثير من الاشواك على الطريق". وسيكون على مواطني جنوب السودان الاختيار في استفتاء مقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011، بين البقاء ضمن سودان موحد او الانفصال. وهذا الاستفتاء هو احد النقاط الرئيسية في اتفاق السلام الذي انهى في 2005 اكثر من عقدين من الحرب الاهلية في السودان بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية والارواحية. ويخشى محللون من موجة جديدة من العنف بين الجانبين اثر الاستفتاء الذي قد يؤدي الى تقسيم اكبر بلد افريقي من حيث المساحة. وتحاول سلطات الجنوب تفادي ظهور توتر بين الجنوبيين. ومنذ بداية العام قتل نحو 900 شخص ونزح 188 الفا آخرين بسبب العنف السياسي والاتني والنزاعات بين القرى على المراعي في جنوب السودان، بحسب تقديرات للامم المتحدة. وقال كير "يجب ان نكون نحن السودانيين الجنوبيين متضامنين في ما بيننا (..) علينا التوصل الى توافق بين الناس بهدف تنظيم استفتاء حر وعادل وشفاف وسلمي". وكان كير اصدر عفوا في نهاية الاسبوع الماضي عن "المجموعات المسلحة كافة" والتي كانت تمردت على السلطة الجنوبية. وكان مسؤولون جنوبيون كبار مثل جورج اتور وغاتلواك غاي، شنوا تمردا داميا على سلطات جنوب السودان اثر انتخابات نيسان/ابريل. واضاف كير اثناء مؤتمر الاحزاب السياسية الجنوبية المنعقد حتى الجمعة في جوبا "عليهم جميعا التخلي عن الاسلحة المستخدمة ضد سلطات الجنوب". واعلن جورج اتور في تصريحات لاذاعة ميرايا التابعة للامم المتحدة في السودان "قبلنا العفو (..) لقد انهينا المعارك مع الجيش الشعبي لتحرير السودان" موضحا انه من المقرر اجراء مفاوضات بين رجاله والسلطة الجنوبية. وكان اتور المسؤول الكبير في الجيش الجنوبي، تمرد اثر هزيمته في انتخابات والي ولاية جونغلي في الانتخابات الوطنية في نيسان/ابريل. واتهمه الجيش الجنوبي بانه كان في خدمة السلطة المركزية في الخرطوم وبانه هدف الى زعزعة استقرار جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء. كما عفا سالفا كير على غابرييل تانغ احد امراء الحرب السابقين بين الشمال والجنوب والذي تسببت عودته القصيرة الى جنوب السودان في معارك العام الماضي في مدينة ملكال التي خلفت خمسين قتيلا.