اعرب رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير عن "اسفه الشديد" للقتلى الذين سقطوا في الحرب على العراق، وذلك بحسب ما جاء في مقاطع من مذكراته نشرت الثلاثاء. وكتب بلير "آسف للارواح التي ازهقت"، لكنه اصر في الوقت نفسه على ان الاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين امر عادل، بحسب ما جاء في كتاب مذكراته وعنوانه "رحلة" يصف فيها العقد الذي امضاه على رأس الحكومة البريطانية. واكد بلير انه يشعر باستمرار ب"القلق" تجاه اقارب اولئك الذين قضوا في هذا النزاع، بيد انه جدد التأكيد على انه "غير نادم على قرار خوض الحرب". واوضح ان هذا "القلق ناجم عن شعور بالحزن يفوق الوصف المعتاد او الشفقة الاليمة التي نشعر بها حين نسمع انباء حزينة". واضاف "انا آسف جدا بشأنهم، آسف على الارواح التي ازهقت، آسف للاسر التي ازداد حدادها صعوبة بسبب الجدل الدائر حول اسباب وفاة اقاربهم، آسف للقدر الظالم الذي جعل الخسارة تحيق بهم دون غيرهم". واقر بلير "لم نتوقع دور القاعدة او ايران" في التخطيط لفترة ما بعد الحرب. بيد انه اضاف "على اساس ما كنا نعرفه، انا على قناعة بان ترك صدام في السلطة كان ينطوي على خطر اكبر على امننا من الاطاحة به ورغم ان العواقب كانت رهيبة فان الحقيقة ان بقاء صدام وابنائه في حكم العراق كان سيكون له نتائج اسوأ بكثير". واعلن توني بلير في آب/اغسطس انه سيمنح عائدات بيع مذكراته الى جمعية خيرية تساعد الجرحى من قدماء المحاربين. وبحسب الصحافة البريطانية فان بلير تلقى 4,6 ملايين جنيه استرليني (5,6 ملايين يورو) ويفترض ان تدر المبيعات مبلغا اكبر. والكتاب الذي نزل الاربعاء الى المكتبات احتل المترتبة 11 في افضل مبيعات موقع امازون-بريطانيا الذي رفض كشف عدد النسخ التي بيعت مسبقا. وانتقد بلير في كتابه بشدة خلفه غوردن براون، معتبرا ان ولاية هذا الاخير على رأس الحكومة كانت "كارثة". ووصف براون بانه "ذكي" ولكن ايضا "مضجر" و"صعب" الطباع. ولدى استعراضه خصال براون وعيوبه كتب بلير "لديه قدرة على الحساب السياسي، ولكن ليست لديه مشاعر سياسية. وهو بالتأكيد يملك ذكاء التحليل لكن ليس الذكاء العاطفي".