اعلنت القوة الافريقية (ميسكا) في جمهورية افريقيا الوسطى، مدعومة من قوات فرنسية، السبت انها استعادت سلميا السيطرة على مدينة سيبوت من مقاتلي حركة سيليكا المتمردة السابقة الذين يؤثر تجمعهم مجددا في هذه المدينة على السلطات الجديدة في بانغي. وفي اديس ابابا لم يخف القادة الافارقة المجتمعون في قمة لبحث الازمة وتمويل القوة الافريقية، قلقهم ازاء الوضع في جمهورية افريقيا الوسطى الذي يمكن "ان تكون له عواقب خطيرة على الامن والاستقرار الاقليميين"، بحسب تصريحات مفوض الاتحاد الافريقي للسلم والامن اسماعيل شرقي. واعلن قائد القوة الافريقية الجنرال تيمونتا شومو لاذاعة افريقيا الوسطى ظهر السبت "في الوقت الذي اخاطبكم فيه، سيطرت ميسكا على سيبوت". واضاف "ان الوحدة الغابونية في ميسكا تمركزت في سيبوت وهي في صدد الانتشار في المدينة. بديهي ان عناصر سيليكا السابقين سيتم احتواؤهم، ونزع اسلحتهم وتامينهم". وبعيد الظهر، قال احد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان مدينة سيبوت الواقعة على بعد 180 كلم شمال بانغي، كانت هادئة. وفي الصباح، قال سكان ان مباحثات تجري بين ميسكا ومقاتلي سيليكا الذين وصلت قافلة كبيرة منهم قبل ايام الى المدينة. من جانبه، صرح الكولونيل عبد القادر جيلاني وهو من مقاتلي سيليكا المتمركزين في سيبوت، لفرانس برس "نريد السلام، نحن من افريقيا الوسطى، الماضي قد مضى ونحن مستعدون لالقاء الاسلحة لكن ذلك يتوقف على الشروط". وانتشرت قوات ميسكا مدعومة بعناصر عملية سنغاريس الفرنسية التي تدخلت في هذا البلد بداية كانون الاول/ديسمبر، الجمعة على مشارف سيبوت في محاولة ايجاد حل لهذا التحدي الجديد لمهمتهم المتمثلة في ارساء السلم. واتهمت رئيسة افريقيا الوسطى الانتقالية كاترين سمبا بنزا الجمعة عناصر من سيليكا بمحاولة "زعزعة استقرارها" بعد عشرة ايام من توليها الحكم خلفا لميشال دجوتوديا. وتولى دجوتوديا الحكم في بانغي في اذار/مارس 2013 على رأس حركة سيليكا، لكنه اضطر الى الاستقالة في العاشر من كانون الثاني/يناير بعدما عجز عن احتواء اعمال العنف والحؤول دون وضع حد للفوضى في البلاد. ونددت الرئيسة كاترين سمبا بنزا المدعومة من المجتمع الدولي، ب"اقتحام مجموعات مسلحة كانت تنتمي الى سيليكا في سيبوت بغرض الانشقاق" رغم الدعوات الى السلام والمصالحة من الحكومة الجديدة. وكان احد المقربين من ميشال دجوتوديا ويدعى اباكار سابون اقترح في كانون الاول/ديسمبر تقسيم البلاد التي تعاني من اعمال عنف غير مسبوقة بين المسيحيين والمسلمين. وندد دجوتوديا على الفور بتلك التصريحات الامر الذي منع سابون من انشاء "الحركة من اجل استقلال شمال شرق افريقيا الوسطى" في شمال البلاد في بيراو. ويعد شعب افريقيا الوسطى ثمانين بالمئة من المسيحيين واقلية من المسلمين ينتمي اليها عناصر سيليكا القادمون من الشمال. وقامت ميليشيات مسيحية باعمال انتقامية ردا على انتهاكات عناصر سيليكا. وبعد رحيل دجوتوديا نقل معظم عناصر سيليكا من مختلف المعسكرات التي كانوا فيها في بانغي وجمعوا في معسكر "ردوت" في الضواحي الشمالية للعاصمة. لكن فر العديد منهم باسلحتهم واصبحوا يتسكعون على طرق الولاية خارجين عن اية مراقبة. وفي حين يقدر عددهم بما بين 1500 والفين في بانغي يصعب تحديد عدد المسلحين في بقية مناطق البلاد. ونزح سكان كثر من مدن اثر اعمال العنف لا سيما في بوكارانغا شمال غرب البلاد. ويستمر الوضع متفجرا في العاصمة بانغي وسط تواصل اعمال العنف بين ميليشيات مسيحية ومدنيين مسلحين يساعدهم مقاتلون سابقون في سيليكا. كما تستمر اعمال النهب. واعلن الصليب الاحمر الجمعة انه نقل "ثلاثين قتيلا وستين جريحا" خلال ثلاثة ايام في شوارع بانغي، معربا عن القلق من ارتفاع "مستوى العنف بشكل غير مسبوق" منذ مطلع كانون الثاني/يناير. وامام تدهور الوضع ورغم انتشار 1600 جندي فرنسي و5500 عسكري افريقي في افريقيا الوسطى، اجتمع القادة الافارقة وممثلو المجتمع الدولي السبت في اديس ابابا من اجل جمع الاموال لقوة ميسكا. ويعقد الاجتماع في سياق قمة الاتحاد الافريقي الذي دعا الى تسوية عاجلة للازمة. وقال مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي اسماعيل شرقي السبت ان "الوضع الامني مثير لقلق شديد مع استمرار الهجمات على المدنيين الذي بدورهم يضاعفون من التوترات الدينية والعرقية". واضاف ان "انهيار القانون والنظام خطر على وجود افريقيا الوسطى ذاتها". ومع انه لا يتوقع صدور اي قرار هام من الاجتماع فان المشاركين دعوا الى تحرك عاجل لمنع جمهورية افريقيا الوسطى من ان "تغرق في انهيار تام"، كما قال رئيس الوزراء الاثيوبي هيلا مريم ديسالين.