يصادق مجلس الامن الدولي الثلاثاء على قرار ينص على وضع نظام عقوبات بحق الاشخاص الذين يؤججون اعمال العنف في افريقيا الوسطى حيث ما زال التوتر محتدما بين المسلمين والمسيحيين. في الوقت نفسه غادرت قوافل من عناصر حركة سيليكا المتمردة التي استولت على الحكم في افريقيا الوسطى في اذار/مارس 2013، بانغي الاحد تحت حراسة قوة الاتحاد الافريقي وفق مصادر متطابقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الاثنين ان "هذه العقوبات تستهدف الذين يهددون السلم والاستقرار ويعرقلون العملية الانتقالية السياسية في افريقيا الوسطى بتأجيج اعمال العنف وانتهاك حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي او بالمشاركة في نهب موارد البلاد". واوضح نادال ان مجلس الامن سيعقد اجتماعا في هذا الشأن بناء على "مبادرة من فرنسا". وقال "انها رسالة حازمة جدا سيوجهها مجلس الامن الى الاشخاص الذين يعرقلون الجهود المشتركة التي يبذلها الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي من اجل استعادة استقرار جمهورية افريقيا الوسطى". واضاف ان "فرنسا تذكر ايضا بان انشاء عقوبات امر مكمل الى الملاحقات القضائية بحق مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان وان كل مرتكبي التجاوزات سيحاسبون على افعالهم وان مكافحة التهرب من العقاب عنصر اساسي من المصالحة". واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان الولاياتالمتحدة تنوي اتخاذ عقوبات "تستهدف بشكل خاص" الذين يؤججون العنف في افريقيا الوسطى. وشهدت بانغي الاحد اعمال عنف بين مسيحيين ومسلمين رغم انتخاب كاترين سامبا بانزا رئيسة انتقالية اوكلت اليها مع الحكومة مهمة ارساء السلم في البلاد. وتمثلت اعمال عنف الاحد في اطلاق نار وعمليات نهب حول حي بي.كي5 بوسط المدينة واكبر مركز تجاري في العاصمة حيث معظم المتاجر يملكها مسلمون. وسادت افريقيا الوسطى الفقيرة التي تخلل تاريخها عدة انقلابات، فوضى عارمة غير مسبوقة ومجازر بين المسيحيين والمسلمين منذ اذار/مارس 2013. وانتشر اكثر من 1600 جندي فرنسي في هذا البلد و4400 جندي افريقي بينما وعد الاتحاد الاوروبي بنشر 500 رجل. من جهة اخرى، شوهدت قوافل من عناصر حركة سيليكا المتمردة وهي تغادر بانغي الاحد تحت حراسة قوة الاتحاد الافريقي وفق مصادر متطابقة. وقال بيتر بوكارت مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش ان احدى القوافل غادرت عاصمة افريقيا الوسطى مرفوقة بدورية معززة وتوجهت نحو مدينة بوسمبيلي شمال بانغي. واضافت المصادر ان مقاتلي هذه الحركة ومنهم كثيرون متحدرون من البلدان المجاورة مثل تشاد والسودان يجرون حاليا مفاوضات مع القوة الافريقية لدعم افريقيا الوسطى (ميسكا) من اجل رحيلهم. من جانب اخر افادت شهادات بعض سكان بانغي القاطنين قرب مخيم كساي ان "عناصر سيليكا الذين كانوا في ذلك المخيم فروا باسلحتهم وتركوا المكان (...) في دفعات متتالية التحقت بالتلال المطلة على المخيم وان فجر الاحد اخذوا بعض السكان كرهائن واقتادوهم بعيدا عن المخيم في اتجاه المخرج الشمالي". واوضح شهود في المنطقة انهم شاهدوا عسكريين فرنسيين على مشارف مخيم كساي حيث دخلوا صباحا "لتسجيل المقاتلين" المحصورين هناك منذ الخامس من كانون الاول/ديسمبر وبداية عملية سنغاريس. لكن رحيل مقاتلي سيليكا في بلد ما زال يعاني من اعمال عنف بين المسيحيين والمسلمين، غير كاف لطمأنة المسلمين في المدينة اذ يتوجسون من مضايقات المسيحيين المدعومين بالمليشيات المسيحية المناهضة للسلطة والتي تستهدف المدنيين بشكل خاص. وتمثلت اعمال عنف الاحد في اطلاق نار وعمليات نهب حول حي بي.كي5 بوسط المدينة واكبر مركز تجاري في العاصمة حيث معظم المتاجر يملكها مسلمون. وتثير تلك المتاجر (مواد غذائية وهواتف وقطع غيار للسيارات...) منذ عدة ايام اطماع المسيحيين من عناصر المليشيات المتمركزين من حولها والتي تشن غارات من حين لاخر يرد عليها الشبان المسلمون بمساعدة عناصر سيليكا وقد اقاموا المتاريس لقطع الطريق ما ادى الى انتقال اعمال العنف الى الاحياء المجاورة.