وجهت كوريا الجنوبيةوالصين انتقادات حادة لزيارة مفاجئة قام بها رئيس وزراء اليابان شينزو آبي لنصب مثير للخلاف بين طوكيو من ناحية وسول وبكين من ناحية أخرى. وعبرت حكومة كوريا الجنوبية عن غضبها إزاء الزيارة التي قام بها آبي الخميس. وقد زار رئيس وزراء اليابان نصب ياسوكوني الذي يخلد بعض مجرمي الحرب اليابانيين. وقال وزير الثقافة والرياضة والسياحة الكوري الجنوبي يو جين- ريونغ إن زيارة آبي للنصب سلوك عفا عليه الزمن. وأضاف لا يمكننا كتمان أسفنا وغضبنا من الزيارة. واستنكرت الصين الزيارة التي جرت الخميس، واعتبرتها إساءة إلى ضحايا الحرب العالمية الثانية من الأسيويين. وخلال الزيارة، قال آبي إن زيارته هدفها التعهد والتصميم بأنه لن يحدث على الإطلاق أن يعاني الشعب مرة أحرى في الحرب. وقد أدانت الصين على الفور زيارة آبي للنصب. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا الرسمية إن تصرف رئيس الوزراء الياباني يسئ إساءة بالغة لمشاعر ضحايا الحرب الأسيويين. وقال تشين غانغ، المتحدث باسم الخارجية الصينية نحتج بشدة وندين بجدية تصرفات الزعيم الياباياني. وعادة ما تثير مثل هذه الزيارات من جانب مسؤولين يابانيين غضب الصينوكوريا الجنوبية. ويعد آبي أول رئيس وزراء ياباني يزور النصب، الذي يخلد ذكرى قتلى الحرب العالمية الثانية، خلال أكثر من سبع سنوات. وتأتي زيارة آبي للنصب، في العاصمة طوكيو، بعد عام من توليه رئاسة الحكومة اليابانية. وكان من المتوقع أن تغذي هذه الزيارة التوتر القائم في علاقات بين اليابانوالصينوكوريا الجنوبية المجاورتين. ويخلد النصب ذكرى المجرمين اليابانيين الذين أدينوا بارتكاب جرائم حرب. وتعتبر الصينوكوريا الجنوبية النصب رمزا لاعتداء اليابان عليهما في الحرب العالمية الثانية. وفي شهر أغسطس/آب الماضي، أبدى أبي احتراما للنصب غير أنه لم يشارك مجموعة من عشرات الأعضاء في البرلمان الياباني زاروا ياسوكوني. وردا على موقف رئيس الوزراء الياباني، استدعت الصين السفير الياباني قائلة إن هذه الخطوة تضر ضررا خطيرا بمشاعر الشعب الصيني. ويخلد ياسوكوني ذكرى حوالي 2.5 مليون رجل وامرأة وطفل ياباني ماتوا من أجل بلادهم في الحروب. غير أنه يجرى تخليد ذكرى 12 من مجرمي الحرب من الدرجة الأولى المدانين بارتكاب جرائم خلال الحرب العالمية الثانية. ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء الجنرال هيدكي توجو الذي أعدم عام 1948 بسبب جرائم حرب اقترفها. ويذكر أن الزيارات التي يقوم بها نواب البرلمان الياباني تغضب وتسيئ إلى جاري اليابان، اللذين يمثل النصب لهما ماضي اليابان العسكري، والذي شمل استعمار شبه الجزيرة الكورية وغزو الصين.