وسط توتر العلاقات مع دول الجوار, احتفلت اليابان أمس بالذكري ال68 السنوية لاستسلامها في الحرب العالمية الثانية, حيث زار وزيران يابانيان ضريح ياسوكوني في طوكيو والذي يمثل رمزا لتمجيد تاريخ الدولة الإمبراطورية علي الرغم من الاحتجاج المستمر من قبل كوريا الجنوبية والصين علي مثل هذه الزيارة التي دفعت بكين إلي استدعاء سفير اليابان لديها احتجاجا علي القيام بهذه الخطوة. ونقلت وكالة كيودو للأنباء عن مصادر حكومية لم تسمها قولهم إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قرر عدم زيارة ضريح ياسوكوني بطوكيو, موضحين أن القرار صدر بدافع القلق من أن الزيارة قد تتسبب في زيادة تدهور العلاقات مع البلدان المجاورة, وخاصة الصين وكوريا الجنوبية, مشيرة إلي أنه بدلا من ذلك سيقدم آبي قربانا من ماله الخاص عبارة عن فرع شجرة مقدسة خلال طقوس تقام بالضريح الواقع في طوكيو. ويأتي ذلك في الوقت الذي حضر فيه آبي حفلا سنويا في طوكيو لإحياء ذكري3 ملايين جندي ومدني لقوا حتفهم في الحرب. كما حضر الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو أيضا الحدث. كما زار المقبرة الوطنية في طوكيو, لتقديم قربان لليابانيين غير المعروفين الذين لقوا حتفهم ودفنوا في الخارج. وفي غضون ذلك, زار اثنان من أعضاء مجلس الوزراء الياباني ضريح ياسوكوني, الذي يعد نصبا تذكاريا مثير للجدل يخلد ذكري5,2 مليون من ضحايا الحروب, بما في ذلك14 شخصا من مجرمي الحرب العتاة خلال حقبة الحرب العالمية الثانية, وذلك علي الرغم من الاحتجاج المستمر من قبل كوريا الجنوبية والصين علي مثل هذه الزيارة, حيث ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن وزير الشئون الداخلية والاتصالات يوشيتاكا شيندو والوزير بالنيابة لشئون المختطفين اليابانيين في كوريا الشمالية كيزي هورويا زارا أمس الضريح لتمجيد أرواح ضحايا حرب بينهم مصنفون كمجرمي الحرب, وذلك في الوقت الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكري السنوية لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. ومن المتوقع أن يزور الضريح أيضا عدد من وزراء الحكومة اليابانية خلال الساعات المقبلة وفي أول رد فعل صيني, استدعت بكين سفير اليابان لديها لإبلاغه احتجاجها علي زيارة الوزيرين اليابانيين للضريح, حيث ذكرت شبكة إيه بي سي الأمريكية أن ليو تشين مين, نائب وزير الخارجية الصيني قدم احتجاجا شديد اللهجة للدبلوماسي الياباني ماساتو كيتيرا بشأن الواقعة. من جانبها, حثت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه أمس النواب اليابانيين إلي حل القضايا الناشئة عن الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين1910 و1945, مشيرة في حفل بمناسبة يوم التحرير الوطني إلي أنه, عندما انتهي الاحتلال الياباني: أحث الساسة اليابانيين علي إظهار القيادة الشجاعة من أجل تضميد جراح الماضي, وكيفية تحول اليابان إلي شريك في عملية تعاون حقيقي.