جدد وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل التاكيد الثلاثاء على متانة العلاقات العسكرية الاميركية القطرية وذلك اثناء جولة في المنطقة تهدف الى تعزيز التحالفات في منطقة الخليج وسط خلال بشان سياسة واشنطن حيال ايرانوسوريا. والتقى هيغل امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ووزير الدفاع اللواء الركن حمد بن علي العطية، في الدوحة حيث جدد الوزيران اتفاق الدفاع. كما رافق قادة الطيران الجوي الاميركي هيغل في جولة على مركز العمليات الجوية المشتركة حيث يشرف الضباط على المقاتلات الاميركية في افغانستان ويرصدون الحركة الجوية في الشرق الاوسط المضطرب. وفي مركز المراقبة، علقت على الجدران شاشات ظهرت عليها خرائط رقمية تظهر حركة الطيران فوق سوريا ومنطقة الخليج وافغانستان. وفي تصريحات للصحافيين عقب الجولة في القاعدة اقر هيغل بوجود خلافات بين واشنطن وحلفائها في الخليج حول سورياوايران، الا ان الجميع يتفقون على الاهداف الرئيسية. وقال "لن ننفصل عن حلفائنا في المنطقة (...) اهدافنا المشتركة واضحة جدا. ويمكن ان يكون بيننا خلاف حول طريقة تعاملنا مع القضايا". وتخشى دول الخليج من ان تكون واشنطن تنسحب من الشرق الاوسط كما تخشى من ان يقوي التقارب الدبلوماسي الايراني الاميركي طهران التي تعتبرها تلك الدول خصما لها. وتتهم العديد من دول الخليج واشنطن بغض الطرف عن سفك الدماء في سوريا الذي اودى بنحو 126 الف شخص من اندلاع النزاع في 2011. وتخشى واشنطن من تزايد دور الاسلاميين المتشددين بين مسلحي المعارضة السورية الذين يحظون بدعم قطر والسعودية والذين يسعون الى الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تدعمه ايران. واكد هيغل ان واشنطن ترغب في دعم المعارضة المعتدلة في سوريا الا ان لديها مخاوف بشان وجود متطرفين بين مسلحي المعارضة. وقال "لقد اعدت تاكيد موقفنا باننا ندعم المعارضة المعتدلة (...) وكما يعلم الجميع فان المعارضة السورية منقسمة" وتضم بين صفوفها "ارهابيين". وفي لقاء هيغل والعطية جدد الوزيران اتفاقية التعاون الدفاعي بين الولاياتالمتحدةوقطر "التي تحمل التعاملات (...) ومن بينها التدريب والمناورات وغيرها من النشاطات التعاونية"، بحسب بيان المتحدث الصحافي كارل ووغ. وقال ووغ ان "الاتفاقية تعزز التعاون وهي شهادة على الشراكة الامنية الطويلة بين الولاياتالمتحدةوقطر .. وتؤكد على الشراكة الوثيقة بين الولاياتالمتحدة وشركائها في مجلس التعاون الخليجي". واكد مسؤولو البنتاغون ان الزيارة تتيح لهغيل فرصة طمأنة دول الخليج بان واشنطن ستبقي على تواجد عسكري كبير في المنطقة بغض النظر عن الانفتاح الدبلوماسي مع ايران. وطمأن هيغل دول الخليج السبت بان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الدول الكبرى وايران في 24 تشرين الثاني/نوفمبر لن يؤثر على تواجد نحو 35 الف جندي اميركي في المنطقة. وجدد التاكيد للشيخ تميم بان الولاياتالمتحدة ملتزمة ب"منع ايران من الحصول على سلاح نووي". واضاف تردد واشنطن في التدخل ضد الاسد وضغوط الميزانية الاميركية ورغبة واشنطن في "اعادة التوازن" في اسيا، من شكوك دول الخليج بشان بقاء القوة الاميركية في المنطقة. الا ان هيغل قال السبت ان العلاقات مع دول الخليج اقوى من اي وقت مضى مشيرا الى مبيعات الاسلحة الاميركية لدول الخليج والتي تزيد قيمتها عن 75 مليار دولار منذ 2007. والاثنين اتفق هيغل وولي العهد السعودية وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز في السعودية على "ان الولاياتالمتحدة والسعودية ملتزمتان بقوة بعلاقة الدفاع القوية بينهما"، بحسب بيان ووغ. وناقش الطرفان المسالة الايرانية وسبل "تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة"، فيما اكد هيغل على ان واشنطن "ملتزمة تماما بشراكتها الامنية مع السعودية وتسعى الى تعميق تعاونها بشكل اكبر".