جبل جرزيم (الضفة الغربية) (رويترز) - يحتفل أبناء الطائفة السامرية التي تصف نفسها بأنها أصغر طائفة دينية في العالم هذه الأيام بعيد العرش أو المظله بذات الطريقه منذ آلاف السنين. وقال الكاهن الاكبر للطائفة السامرية عبد الله واصف لرويترز من منزله على قمة جبل جرزيم جنوب مدينة نابلس "هذا العيد تخليد لذكرى خروج سيدنا موسى مع سبعين شخصا من مصر وتحررهم من عبودية فرعون." وأضاف "نحتفل بهذا العيد شكرا لله الذي ظلل سيدنا موسى عند خروجه من مصر وتيهه بالصحراء بغمامة لتقيه من حر الشمس." ويؤمن السامريون ان التيه حصل من أجل أن تكون محطته الاخيرة في جبل جرزيم. وأوضح واصف ان هذا العيد الذي يستمر سبعة أيام يأتي بعد صيام 24 ساعة من قبل كل فرد مهما كان عمره من أبناء الطائفة ويتخلله القيام بالحج الى قمة الجبل الذي يرتفع 881 مترا عن سطح البحر. وقال "نحاول ان نقضي معظم وقتنا في أيام العيد تحت المظله إضافة الي القيام بالطقوس الدينية خلال هذه الايام ومنها الصلاة والحج. ويمثل جبل جرزيم الذي يحمل أسماء أخرى منها الطور والبركة قبلة الطائفة السامرية التي تؤمن بانه مكان مقدس وتقيم طقوسها الدينية عليه كما كانت تقام قبل الاف السنين. وقال واصف "نحن ملتزمون بتعاليم العهد القديم ونحافظ عليها دون اي تغيير وكل الاجيال ملتزمة بذلك." ويزين ابناء الطائفة السامرية البالغ عددهم هذه الايام 770 فردا يعيش نصفهم على جبل جزريم والنصف الاخر في منطقة حولون داخل اسرائيل منازلهم بانواع من الثمار المختلفة من الخضار والحمضيات اضافة الى ورق الغار وسعف النخيل كما نصت عليه شريعتهم الواردة في العهد القديم. وقال الشاب ضياء الكاهن احد ابناء الطائفة ان العائلات تتسابق في تزيين منازلها لأن كل عائلة تريد ان تبدو المظله هي الافضل. واضاف "مساحة المظله والثمار المستخدمه فيها تكون حسب قدرة العائلة لا يوجد هناك قيود في الشريعة على ذلك يجب أن تكون الثمار المستخدمة فيها من الثمار الطيبة." وتابع قائلا "نحن نحتفل بالعيد في العاشر من الشهر السابع حسب التقوم العبري القديم وتستمر التحضيرات له اربعة ايام ويكون خلال شهر اكتوبر تشرين الاول حسب التقويم الميلادي من كل عام." وتقام المظله في غرفة المعيشه حيث تعلق بالسقف بمساحات مختلفة تزينها انواع من الثمار من ابرزها الرمان والليمون والترنج وهو نوع من انواع الحميضات بطريقة تشكل لوحة فنية. وبدت الشابة بدوية السامري سعيدة وهي تقيم المظلة لاول مرة في منزلها هذا العام بعد ان كانت تكتفي بالاحتفال مع عائلتها. وقالت بعد ان اصطحبت عددا من الضيوف لمنزلها لرؤية المظله التي عملت على ترتيب حبات الليمون والرمان والترنج والفلفل الاحمر فيها "يجب ان يكون الكل سعيدا في هذا العيد انها ايام لابداء الفرحة والسرور." واضافت "ساقوم بعد انتهاء العيد بتوزيع هذه الثمار على الاهل والاصدقاء اضافة الى الاحتفاظ بقسم منها في المنزل." ولا يرى ابناء الطائفة السامرية انفسهم اقلية في المجتمع الفلسطيني وقال الكاهن واصف "نحن جزء من الشعب الفلسطيني صحيح ان عددنا كطائفة دينية قليل ولكننا جزء من هذا الشعب." وتقيم الطائفة السامرية على قمة جبل جرزيم متحفا لها يروي حكايتها عبر مجسمات تظهر كيفية احيائهم لعدد من شعائرهم الدينية ومن ابرزها الحج اضافة إلى نسخة خطية قديمة من العهد القديم والكثير من الادوات التي استخدمتها الطائفة في حياتها اليومية. (تغطية للنشرة العربية علي صوافطة من رام الله هاتف 0097022950430 - تحرير أحمد حسن)