غوما (الكونغو الديموقراطية), (ا ف ب) - بدأت الاممالمتحدة تسيير دوريات حول غوما التي احتج سكانها على اقامة "منطقة امنية" حول مدينتهم وقاموا برشق احد مواكب بعثة المنظمة الدولية لاحلال الاستقرار في الكونغو الديموقراطية بالحجارة. وكانت الاممالمتحدة اعلنت ليل الخميس الجمعة انها اقامت "منطقة امنية" حول غوما وتعاقدت مع شركة ايطالية لتزويدها بطائرات بدون طيار لبعثتها لمراقبة المناطق المضطربة شرق الكونغو الديموقراطية. وتشمل المنطقة الامنية مدينة غوما وضواحيها الشمالية بما في ذلك بلدة ساكي. وقال جان موبير نسينغا ان سكان حي بيريري قرب مطار غوما رشقوا قافلة للامم المتحدة وتدخلت الشرطة لتفريقهم. وقد اغلقت المحلات التجارية في المنطقة. ونظمت تظاهرات عفوية عدة في عاصمة اقليم شمال كيفو الغني والمضطرب شرق الكونغو الديموقراطية. وقام عدد من سائقي الدراجات النارية بتظاهرة على دراجاتهم وقد اطلقوا ابواقها وهم يرددون "نحن نطرد قوة الاممالمتحدة" المكلفة حماية المدنيين، كما ذكر مصور لوكالة فرانس برس. وفور وصوله الى المنطقة وسط هتافات الحشد، دعا الكولونيل مامادو ندالا قائد الجيش على الجبهة الذي يعتبره السكان مهندس الانتصارات الاخيرة، الى الهدوء. وطلب من السكان عدم مهاجمة قوة الاممالمتحدة بل تركها تعمل، مؤكدا ضرورة الا يكون هناك توتر اتني بعد الآن. وهو يلمح بذلك الى معاداة الناطقين بالرواندية الجالية التي ينتمي اليها مقاتلو حركة 23 مارس (ام23) اكبر حركة مسلحة في شمال كيفو. وبعد خطاب الكولونيل تفرق الحشد وعاد الهدوء على ما يبدو. وقال كيران ديوير المتحدث باسم دائرة حفظ السلام في الاممالمتحدة ان "عناصر بعثة الاممالمتحدة يقومون بدوريات في المنطقة الامنية لدعم الجيش الكونغولي". واضاف ان "هذه العملية ستتواصل لحماية المدنيين في هذه المنطقة المكتظة بالسكان". وتشهد هذه المنطقة منذ اسابيع توترا ومعارك بين متمردي حركة ام23 والجيش الكونغولي. وكانت بعثة الاممالمتحدة اعلنت استعدادها لاستخدام القوة عند الضرورة ضد متمردي حركة ام23 ومجموعات مسلحة اخرى اذا لم يسلموا اسلحتهم الى قاعدة البعثة خلال مهلة انتهت ظهر الخميس بتوقيت غرينتش. وبعد الانذار الذي وجهته الاممالمتحدة الثلاثاء، اعلن متمردو حركة ام23 انهم "غير معنيين" بهذا النداء للامم المتحدة فيما تشهد المنطقة تصعيدا جديدا للعنف منذ منتصف تموز/يوليو. وفور انتهاء المهلة اعلنت الاممالمتحدة اقامة "منطقة امنية" حول غوما. ويأسف سكان غوما لان المنطقة الامنية لا تشمل القطاعات التي يسيطر عليها متمردو حركة ام23. وقال احد التجار "هنا في غوما لسنا بحاجة الى هذه القوة (الاممالمتحدة). القوة مكانها الجبهة. اخوتنا واخواتنا في روتشورو (حيث تقع اهم مقار ام23) يعانون منذ سنة ونصف السنة". من جهة اخرى، اعلنت الاممالمتحدة انها تعاقدت مع شركة ايطالية لتزويدها بطائرات بدون طيار ستكون الاولى من نوعها التي تستخدمها بعثتها في جمهورية الكونغو الديموقراطية لمراقبة المناطق المضطربة في شرق هذا البلد. واوضحت ان الطائرات بدون طيار التي ستستخدمها بعثتها في الكونغو الديموقراطية ستكون مهتمها المراقبة حصرا ولن تكون باي حال من الاحوال مجهزة باي سلاح. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان الشركة التي وقع الاختيار عليها هي شركة "سيليكس ايه اس" التابعة للمجموعة الايطالية العملاقة "فيميتشانيكا"، مشيرا الى ان الطائرات التي ستتزود البعثة الاممية بها هي من طراز "فالكو" وستوضع في الخدمة "في الاسابيع المقبلة". واضاف ان هذه الطائرات تحلق على ارتفاع متوسط ويمكنها التقاط صور عالية الجودة، مشددا في الوقت نفسه على ان هذه الطائرات لن يتم تزويدها باي سلاح. وقال ان "استخدام الطائرات بدون طيار غير المسلحة سيسمح لقواتنا في جمهورية الكونغو الديموقراطية ان تراقب بشكل افضل تحركات المجموعات المسلحة وان تؤمن بشكل افضل الحماية للمدنيين". وفي حال نجحت تجربة هذه الطائرات في الكونغو الديموقراطية فان الاممالمتحدة قد توسع نطاق استخدامها ليشمل المنطقة الحدودية مع كل من رواندا واوغندا، كما سيكون بالامكان عندها استخدام طائرات مماثلة في كل من دولة جنوب السودان وساحل العاج.