قال نشطاء المعارضة في سوريا إن المعارضة المسلحة استولت على بلدة خان العسل الواقعة غربي محافظة حلب شمالي سوريا بعد معارك عنيفة دامت أسابيع. وتفيد تقارير بأن الجيش السوري الحكومي، الذي يحاصر مدينة حلب، يواجه مقاومة شرسة من مسلحي المعارضة الذين يشنون هجمات مضادة تسفر عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف القوات الحكومية. ونقلت وكالة رويترز عن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن ضباطا في الجيش السوري انسحبوا من بلدة خان العسل بعد حصار من مسلحي المعارضة. وبث نشطاء مقاطع فيديو على مواقع الانترنت لدبابات تابعة للجيش أثناء انسحابها من المدينة. ولا يمكن لبي بي سي التحقق من صحة مقاطع الفيديو من مصدر مستقل. وتشهد حلب معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المدينة بعد أن استولت عليها منذ عام تقريبا. في هذه الأثناء، أفاد نشطاء معارضون بأن 75 مقاتلا من المعارضة قتلوا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية أثناء معارك ضد الجيش في ضواحي العاصمة دمشق وهي أكبر حصيلة للقتلى في صفوف مسلحي المعارضة منذ اندلع الصراع في سوريا في مارس / اذار 2011. ونقلت وكالة اسوشييتدبرس عن المرصد السوري قوله إن 49 مقاتلا من المعارضة قتلوا في كمين نصبته قوات الجيش في مدينة عدرا شمال شرقي دمشق الأحد . وأضاف المرصد أن وحدة تابعة لقوات الحرس الجمهوري هاجمت مسلحي المعارضة الذين كانوا يشقون طريقهم إلى العاصمة. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا حدوث الهجوم ولكنها لم تذكر أي تفاصيل عن عدد القتلى. كما قتل 17 من مسلحي المعارضة في اشتباكات في ضواحي القابون وجوبر وداريا وحرستا ودوما، وفقا للمرصد. على الصعيد الدبلوماسي، طالبت روسيا كلا من الحكومة السورية والمعارضة بالتعاون سويا لطرد من وصفتهم بالإرهابيين والمتشددين من سوريا. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن الهدف الذي اتفق عليه خلال اجتماع لمجموعة الثماني الشهر الماضي على طرد الإرهابيين والمتشددين يجب أن يصبح أحد النقاط الأساسية للمؤتمر الدولي (للسلام) المقترح . وجاءت تصريحات لافروف في مستهل محادثاته مع قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية الذي يزور موسكو حاليا. وأضاف لافروف من المؤسف بالنسبة لنا أنه على عكس الحكومة السورية، فإن قطاعا كبيرا من المعارضة بما في ذلك المجلس الوطني لم يبد مثل هذا الاستعداد بعد . من جانبه، حمل جميل الغرب مسؤولية ما سماه بالحصار المفروض على بلاده. وأعرب جميل عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق للحصول على قرض من روسيا بحلول نهاية العام الجاري دون أن يذكر قيمة القرض. وتسعى الولاياتالمتحدةوروسيا، أقوى داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، لإقناع الحكومة السورية وممثلي المعارضة بالاشتراك في مؤتمر دولي لمحاولة إنهاء الصراع الذي أسفر عن سقوط 100 ألف قتيل حتى الآن.