بعد انتهاء المعارك بين الاسلاميين والجنود الفرنسيين والماليين في وسط غاو كبرى مدن شمال مالي توافد مئات الفضوليين الى مواقع المواجهات حيث انتشرت اشلاء بشرية وقنابل غير منفجرة. ونسب رئيس بلدية غاو (1200 كلم شمال شرق باماكو) سادو ديالو هجوم الاحد الى "تراخ" في سيطرة الجيش المالي على المخرج الشمالي للمدينة حيث فجر انتحاريان نفسهما مؤخرا. وافاد عدد من الشهود ان الجنود الماليين فروا بعد الهجوم الانتحاري الثاني مساء السبت ما سهل دخول الاسلاميين. وقتل جهاديان على الاقل الاحد في المعارك بحسب ضابط مالي كبير. كما تحدث ديالو عن "اهمال من جهة نهر" النيجر الذي وفد اسلاميون منه في مركب. وصباح الاثنين تجمع مئات الرجال والنساء والاطفال في شارع تجاري امام مركز الشرطة حيث تحصن المتمردون لمواجهة الجنود الماليين والفرنسيين. وقال احد تجار الحي مالك مايغا انه عثر "على خمسة قتلى (...) برصاص طائش...تجار في السوق، اخوتنا". ويمكن تصديق هذه المعلومات بالرغم من تحدث الاطباء عن قتيلين مدنيين فحسب في المشرحة علما ان الجثث لا تنقل دوما اليها. ولم يبد اي مشهد ذعر في جميع الاحوال، فالمبنى الرملي اللون الذي اخترقته القذائف ورصاص الرشاشات الثقيلة التي حفرت اشكالا في الاسمنت، وطابقه الاول المدمر بات حديث اليوم. وبدا جذع بشري واشلاء اخرى بين الانقاض. وصرح مهامان تندينا (24 عاما) وسط تأييد الحشد "الامر مقزز لكنه مريح، هؤلاء عذبونا، ولم يلحقوا بنا سوى الاذى!". واضاف "نحن مرتاحون لذلك بصراحة". الى جانبه قالت جميلة (15 عاما) بخجل انها وفدت "لتشاهد القتلى من عناصر حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا". وسيطرت الحركة على المدينة من حزيران/يونيو 2012 الى 26 كانون الثاني/الفائت حتى وصول العسكريين. وتبنت الحركة الهجمات الاخيرة مؤكدة ان "المجاهدين موجودون في مدينة غاو وسيبقون فيها". وتخشى مصادر عسكرية مالية وفرنسية من وجود اسلاميين اخرين في المدينة. في الطابق الاول من مركز الشرطة انهار حائطان وبقي عمود واحد من الباطون المسلح سندا لاحدى زوايا المبنى. الى جانب الاشلاء البشرية انتشرت بقع الدماء على الارض والعمود والسقف المتشقق، حيث يبدو ان جهاديا فجر نفسه في اثناء المواجهات. وفي حوالى الرابعة فجرا، قصفت مروحية للجيش الفرنسي المبنى بحسب شهود. واستمر توافد الفضوليين ساعات فيما لم تجر ازالة الاسلحة من الموقع حيث شوهدت قنبلتان يدويتان. قرب ساحة الاستقلال التي سميت "ساحة الشريعة" في اثناء سيطرة الاسلاميين بدت جثة في باحة مبنى المحافظة. وقال بوباي احمد توري (23 عاما) "انه ليس اسلاميا. هذا فيصل هارونا مايغا، وهو خياط من غاو" مؤكدا انه كان يعرف القتيل ويجهل "من اطلق النار عليه". وفيما يقتل الاسلاميون من دون تمييز، لم يبد الجنود الماليون الكثير من ضبط النفس. فقد اطلقوا النار عدة مرات الاحد على اشخاص عزل كانوا يمرون قرب موقع المواجهات بحسب صور سجلها صحافيو قناة فرانس 2. فجأة سمع طلق ناري قريب جدا، حيث اطلق جندي مالي النار تحذيرا لمنع مشتبه به من الفرار. اوقف الرجل وقيد واقتيد الى مصير مجهول. وتكاثرت الاتهامات للجيش المالي بتنفيذ اعمال تعذيب وقتل منذ بدء الازمة.