يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الى تركيا في زيارة مهمة يلتقي خلالها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ويجري معه محادثات تتركز على الوضع في سوريا. وتأتي الزيارة التي كانت ارجئت بعدما كانت مقررة في تشرين الاول/اكتوبر، في اجواء متوترة بين البلدين حول الملف السوري وعلى خلفية مشاكل صحية يعانيها بوتين. وفي هذا السياق، اثارت معلومة مصدرها اليابان حول متاعب صحية يواجهها بوتين نفيا متكررا الجمعة من جانب السلطات الروسية التي اكدت ان الرئيس الروسي في وضع صحي ممتاز. واكدت موسكووانقرة رسميا زيارة بوتين لتركيا، وهي رحلته الاولى الى الخارج منذ توجهه الى طاجيكستان في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر. وسيكون الملف السوري الموضوع الابرز في المحادثات. وقال يوري اوشاكوف مستشار بوتين للشؤون الخارجية في بيان ان "المفاوضات ستتناول سلسلة مسائل دولية واقليمية ملحة بينها المصالحة في الشرق الاوسط والوضع في قطاع غزة والازمة في سوريا، اضافة الى التعاون" داخل المنظمات الدولية. وتصاعد التوتر بين روسيا وتركيا بعدما اعترضت القوات الجوية التركية في 11 تشرين الاول/اكتوبر طائرة مدنية سورية متجهة من موسكو الى دمشق اشتبهت انقرة في انها تقل شحنة عسكرية لوزارة الدفاع السورية. واكدت روسيا ان الطائرة تقل تجهيزات رادار لا تحظرها الاتفاقات الدولية. وتواصل تركيا دعمها للمعارضة السورية المسلحة في حين تتمسك موسكو بدعم نظام الرئيس بشار الاسد وتحول في شكل منهجي دون تبني اي قرار في مجلس الامن الدولي يدين هذا النظام. كذلك، ابدت روسيا رفضها لقيام حلف شمال الاطلسي بنشر صواريخ باتريوت قرب الحدود مع سوريا تلبية لطلب انقرة، معتبرة ان هذا الامر يفاقم خطر اندلاع نزاع واسع يكون الاطلسي طرفا فيه. وافادت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية الحلف الاطلسي الذين سيجتمعون الثلاثاء والاربعاء في بروكسل سيتجاوبون مع الطلب التركي. وفي اسطنبول، سيترأس بوتين مع اردوغان اجتماعا لمجلس التعاون الذي تم تشكيله لتعزيز العلاقات الثنائية على كل الصعد. وبعد الاجتماع، سيجري الرئيس الروسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عبدالله غول، بحسب ما اوضح اوشاكوف. ورغم التباين بينهما في ما يتصل بالسياسة الدولية، عزز البلدان تعاونهما في مجالي الطاقة والتجارة. ومعلوم ان موسكو هي اول مزود لانقرة بالغاز الطبيعي وستتولى بناء اول محطة نووية تركية في اكويو في محافظة مرسين (جنوب) تنفيذا لاتفاق وقع العام 2010. وسيوقع البلدان ايضا خلال زيارة بوتين اتفاقات تعاون في المجالين المالي والمصرفي.