حارم (سوريا) (رويترز) - رجل أعزل يحاصره مقاتلون من المعارضة السورية.. بدا عليه أنه تقبل فكرة الموت بصمت. ولم يتردد المقاتلون لحظة وأطلقوا النار عليه. الحادث صوره طاقم تصوير تلفزيوني من رويترز الأسبوع الماضي في بلدة حارم قرب حلب حيث طوق المعارضون مئات الجنود وأفراد الشبيحة الموالين للرئيس بشار الأسد. فبعد أن سيطرت المعارضة على أحد أحياء البلدة بعد قتال مرير في الشوارع على مدى أيام شرعت قواتها في عملية تفتيش من منزل إلى منزل. من أحد المباني أخرج المقاتلون رجلا أعزل في منتصف العمر. بدا قلقا وحاول الفرار لكنه تعثر. وكان هناك ثلاثة مقاتلين يرفعون بنادق كلاشنيكوف. دوي صوت عيار ناري ثم عيار ثان وثالث. بدأ الرجل يسقط وتوالت الطلقات ثم أصابت رصاصة أخيرة رأسه. أحرجت الواقعة المقاتلين الذين يعرضون حصارهم لبلدة حارم على أنه يأتي في إطار مساع لتكوين قوة قتالية تتسم بالنظام من متطوعين من خلفيات مختلفة.. وكانت دليلا على أن ارتكاب الفظائع ليس حكرا على "الشبيحة" الموالين للأسد. وصرخ قائد اللواء باسل عيسى في رجاله لكنه لم يتمكن من إيقافهم. وقال زعماء الوحدة إن المقاتلين كانوا يستشيطون غضبا من أفعال الموالين للأسد كما أنهم عثروا لاحقا على وثائق تظهر أن القتيل كان ضابطا بالجيش.. لكن هذا لن يكون حجة مقنعة في أي محاكمة لارتكاب جرائم حرب. وقال عيسى "أحاول تذكيرهم بأن هناك أسبابا أخلاقية تمنعنا عن قتل الجنود. وإضافة إلى ذلك أقول لهم إن هذا خطأ من الناحية الاستراتيجية لأننا نحصل على مساعدات أو معلومات عندما نحافظ على أرواح هؤلاء... نحن لا نقرر المصائر بل الله." ويدرك قادة المقاتلين كذلك أن الدعاية السيئة يمكن أن تعوق مساعي المعارضة للحصول على أسلحة وتمويل من الخارج وهو ما قد يتيح لهم مواجهة الدبابات والطائرات والمدفعية التي تستخدمها قوات الأسد. ولقي عيسى نفسه حتفه في غارة جوية هذا الأسبوع. ويتهم محققو الأممالمتحدة القوات الموالية للحكومة بارتكاب جرائم حرب تتضمن قتل وتعذيب مدنيين وقالوا في أغسطس آب إن هذه ربما تكون سياسة تتبعها الدولة. وقالوا إن مقاتلي المعارضة ارتكبوا أيضا جرائم حرب تتضمن إعدام أسرى لكن على نطاق أصغر. وتفرد وسائل الإعلام الموالية للأسد مساحات كبيرة للمزاعم التي تتحدث عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة. وقال الرائد محمد العلي وهو منشق عن الجيش يحاول التنسيق بين ألوية المعارضة على أمل الحصول على دعم دولي أكبر "في كل معركة تحدث انتهاكات. نتعامل معها بصرامة حتى يكون أصحابها عبرة." وفي مكان آخر ببلدة حارم رأى مراسلو رويترز جثث أربعة جنود يرتدون الزي العسكري في حديقة وجميعهم أطلق عليهم الرصاص في الرأس. ويتكشف المزيد والمزيد من عمليات الإعدام بما في ذلك تسجيل مصور تم بثه عبر الانترنت الأسبوع الماضي يظهر مقاتلين من المعارضة في جزء آخر من محافظة إدلب بشمال غرب البلاد وهم يوقفون جنودا في صف في مواجهة حائط ثم يطلقون عليهم الرصاص. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)