دبي (رويترز) - تعرضت الحكومة الإيرانية للانتقاد يوم الاثنين بسبب طريقة تعاملها مع جهود الإغاثة بعد زلزالين أسفرا عن مقتل 306 اشخاص حيث ترددت شكاوى بشأن نقص الخيام وقرار الرئيس محمود أحمدي نجاد المضي قدما برحلة خارجية. وأعلن المسؤولون يوم الأحد بعد أقل من 24 ساعة من وقوع الكارثة أن عمليات البحث والإنقاذ انتهت وأن كل الناجين أنقذوا من تحت الأنقاض لكن بعض السكان أبدوا عدم تصديقهم أن تكون السلطات تمكنت من الوصول إلى القرى النائية بهذه السرعة. وقال طبيب في مدينة تبريز لرويترز في مكالمة هاتفية يوم الاثنين طالبا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع "أعرف هذه المنطقة جيدا. هناك بعض المناطق بها قرى لا يمكن حتى الوصول إليها بالسيارة. لا يمكن ان يكونوا قد انتهوا بهذه السرعة." وقال الطبيب إنه عمل طوال 24 ساعة بلا توقف في علاج مرضى القرى الذين نقلوا إلى تبريز للرعاية الطبية. وقال الطبيب "في الساعات الاولى بعد الزلزال كان المواطنون العاديون والمتطوعون بسياراتهم هم الذين يتوجهون إلى المناطق المنكوبة... كان المواطنون العاديون هم الذين يساعدون أكثر من فرق الأزمات الرسمية." وقالت وكالة الانباء البرلمانية إن نواب المناطق المنكوبة يشكون من نقص الخيام. وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي كثيرا ما ينتقد أحمدي نجاد ويحتمل أن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة في 2013 "ينبغي أن يتخذ مقر إدارة الأزمة خطوات أكبر لتبديد تلك المخاوف." وذكرت صحيفة عصر إيران المحافظة المعتدلة أنه بعد 24 ساعة كاملة من الزلزال لم تكن فرق الإغاثة قد زارت بعد بعض القرى. وأضافت الصحيفة أن السكان "يقولون إن أغلب القرى دمرت لكن لم ترسل اليها خيام بعد كما لم ترسل بعد مساعدات للضحايا." وذكرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية انه بعد مرور ثلاثة ايام كاملة على وقوع الزلزالين لا تزال معظم القرى بلا كهرباء وبلا مياه للشرب. ووقع زلزالان كبيران أحدهما قوته 6.4 درجة والآخر 6.3 درجة في إقليم اذربيجان الشرقية بعد ظهر يوم السبت فسوى قرى بالأرض وأسفر عن إصابة الآلاف حول بلدات أهر وورزقان وهريس قرب تبريز عاصمة الإقليم. ونقل أول تقرير عن الاوضاع صادر عن مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن مسؤولين ايرانيين قولهم ان ما يصل الى 17 ألف شخص اصبحوا مشردين ويحتاجون الى مأوى. وقال ينز ليرك المتحدث باسم المكتب لرويترز في جنيف "عرضنا على ايران تقديم المساعدة عن طريق منسق الأممالمتحدة المقيم هناك. الهلال الأحمر (الايراني) منظمة قوية جدا واخبرتنا الهيئة الوطنية لادارة الكوارث انها لا تحتاج الى مساعدة حتى الان." وقال مسؤولون إن تحرك أجهزة الطوارئ كان سريعا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن حسن قدمي وهو مسؤول في إدارة الطوارئ بوزارة الداخلية قوله لأعضاء البرلمان "سنعيد بناء تلك المناطق قبل بداية الشتاء." واضاف ان كثيرا من مباني القرى مقامة بالطوب اللبن وهذا هو سبب وقوع اضرار واسعة. وذكرت وكالة مهر للانباء ان حاكم الاقليم علي رضا بيجي قال ان الحكومة لديها خطط لبناء 20 ألف منزل مقاوم للزلازل في المناطق المتضررة. وقال رضا شيباني وهو من سكان تبريز ويملك صيدلية تعمل 24 ساعة في اليوم في أهر لرويترز في مكالمة هاتفية إن الحكومة حسنا فعلت اذ أرسلت قوات الأمن لضمان النظام في الساعات التي أعقبت الزلزالين. وتوجه أحمدي نجاد صباح يوم الاثنين الى السعودية كما كان مخططا للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون الاسلامي الذي من المتوقع ان يركز على الازمة في سوريا. لكن رحلته الخارجية عرضته للانتقاد داخليا واتهمه البعض بعدم إبداء التعاطف مع ضحايا الكارثة. وانتقدت صحيفة عصر ايران في مقال افتتاحي عنوانه "يا سيد أحمد نجاد.. أين ذهبت؟" قرار الرئيس الايراني بمغادرة البلاد ومعه مستشاريه المقربين بعد اقل من يومين من الزلزالين. ولدى وصوله الى مطار تبريز قال نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي انه هناك لاظهار تعاطفه مع المتضررين من الزلزالين وان الحكومة "تشاطرهم الألم". (إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)