قرر الرئيس المصري محمد مرسي إعلان حالة الحداد ثلاثة أيام على أرواح 16 فردا من قوات حرس الحدود المصرية قتلهم مسلحون ليل الأحد في هجوم على نقطة حدودية بمنطقة رفح بشرق سيناء. ووصف الجيش المصري مسلحين إسلاميين قتلوا 16 فردا من حرس الحدود بأنهم "كفرة فجرة" وتوعد يوم الاثنين بملاحقتهم بعد الهجوم الذي تسبب في توتر العلاقات بين مصر وكل من اسرائيل والفلسطينيين. وقال مسؤول مصري إن "عناصر جهادية" عبرت الحدود من قطاع غزة إلى مصر قبل شن الهجوم على النقطة الحدودية. بعد ذلك سرقوا سيارتين مدرعتين وتوجهوا إلى اسرائيل حيث قتلوا بنيران اسرائيلية. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاثنين إن ثمانية من المهاجمين قتلوا في الهجوم مضيفا أنه يأمل أن يكون الحادث "إشارة تنبيه" لمصر التي تتهمها اسرائيل منذ زمن طويل بانها فقدت السيطرة على شبه جزيرة سيناء. وقال ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر إنه ستجري يوم الثلاثاء جنازة عسكرية لقتلى الحادث. ومثل الهجوم اختبارا دبلوماسيا مبكرا للرئيس المصري الجديد مرسي وهو اسلامي تولى الرئاسة في نهاية يونيو حزيران بعد الاطاحة بحسني مبارك حليف امريكا الوفي العام الماضي في انتفاضة شعبية. وكان مبارك يتعاون بشكل وثيق مع اسرائيل في قضايا الأمن وكان يقمع حركات إسلامية مثل جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي والتي كثيرا ما أبدى زعماؤها عداء تجاه الدولة اليهودية. ووصف الجيش المصري في بيان على موقع فيسبوك المهاجمين بأنهم "كفرة فجرة" وقال إنه تحلى بالصبر حتى الآن في مواجهة الاضطرابات في سيناء. وقال البيان "لكن هناك خطا أحمر غير مسموح بتجاوزه وحذرنا منه مرارا وتكرارا ولن ينتظر المصريون طويلا ليروا رد الفعل تجاه هذا الحدث." وزاد غياب القانون عن سيناء خلال العام المنصرم مع وجود بدو وجهاديين ونشطاء فلسطينيين من قطاع غزة. وأشاد باراك مخاطبا لجنة برلمانية في القدس بأداء القوات الاسرائيلية في إحباط الهجوم وسرعة القوات الجوية الاسرائيلية في الرد وتدميرها إحدى السيارتين المدرعتين بعد اختراقها الحدود. وقال "ربما يكون هذا ايضا اشارة تنبيه مناسبة للمصريين ليمسكوا بزمام الامور بشكل صارم على جانبهم (من الحدود)." ووعد مرسي باحترام معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979 ولم يتخذ خطوات تذكر لإظهار تحول كبير في العلاقات. كما تقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة المتاخم لكل من مصر اسرائيل وتسبب هجوم أمس في إحداث توتر في تلك العلاقات. وأعلنت مصر إغلاق المعبر الحدودي مع غزة إلى أجل غير مسمى مما يعني قطع طريق الخروج الوحيد لأغلب الفلسطينيين في شهر رمضان. وأغلقت حماس التي أدانت قتل حرس الحدود المصريين على الفور أنفاق التهريب التي تصل بين غزة ومصر بعد أن قالت القاهرة إن مسلحين استخدموا تلك الانفاق في الوصول إلى أراضيها. وتمر بضائع رئيسية بما في ذلك النفط عبر تلك الأنفاق وأي إغلاق لها لفترة طويلة يمكن ان يخنق الحياة في القطاع المحاصر. وقالت حماس إنها تعمل مع مصر لمحاولة التعرف على الجناة. وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في غزة "??بالتأكيد أن أحدا من قطاع غزة لا يمكن أن يتورط في ? هذه? الجريمة البشعة وقتل ?أشقائنا ??وأحبتنا من أبناء الجيش المصري ?بهذه ?الطريقة البشعة??." وفي أغسطس آب الماضي قتل ثمانية اسرائيليين في هجوم عبر الحدود بسيناء اتهم بارتكابه نشطاء فلسطينيون من غزة. وفي يونيو حزيران قتل عامل اسرائيلي في هجوم آخر على الحدود. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "مجلس شورى المجاهدين" المسؤولية عن الحادث الذي وقع في يونيو قائلة إنها أقدمت على هذا الهجوم دون التفكير في أي حدود بين الدول الإسلامية وإن المجاهدين لا يوجد في قاموسهم كلمة حدود إلا حدود الله. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن هجوم الأحد. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مبديا تعازيه لمصر على مقتل الضحايا "أعتقد أن من الواضح أن اسرائيل ومصر بينهما مصلحة مشتركة في الحفاظ على هدوء الحدود المشتركة." وحثت اسرائيل مواطنيها الأسبوع الماضي على مغادرة سيناء مشيرة الى احتمال وقوع هجوم. وأسفرت ضربة جوية اسرائيلية صباح الأحد عن مقتل مسلح فلطسيني من جماعة إسلامية متشددة وأصابت آخر بينما كانا يركبان دراجة نارية في جنوب القطاع قرب الحدود المصرية. وبعد ساعات نصبت مجموعة من المسلحين المجهولين كمينا لأفراد حرس الحدود الذين كانوا يتجمعون لتناول الإفطار وفتحوا عليهم النيران مما أسفر عن مقتل 16 منهم وإصابة سبعة على الأقل. وقال الجيش إنه بعد ذلك استولوا على السيارتين وانفجرت احداهما قرب الحدود بينما ضربت القوات الجوية الاسرائيلية الأخرى بعد عبور الحدود وتوغلها لنحو 2.5 كيلومتر. وقالت وسائل إعلام اسرائيلية إن الجيش في حالة استنفار قصوى وتصرف بسرعة في مواجهة محاولة اختراق الحدود. وقال اللفتنانت جنرال بيني جانتز قائد القوات المسلحة الاسرائيلية "منعنا كارثة كبيرة جدا" مضيفا أنه "كان هجوما معقدا للغاية ارتكبه إرهابيون لهم صلة بسيناءوغزة". من شيماء فايد وياسمين صالح (شارك في التغطية يسري محمد من سيناء والين فيشر ايلان ونضال المغربي من غزة وتميم عليان وأحمد طلبة من القاهرة - إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)