ركزت الصحف البريطانية بنسختيها الاليكترونية والورقية على العديد من القضايا لاسيما قضية الصراع في سوريا التي كان لها نصيب كبير من التغطيات الاخبارية والتحليلات السياسية لمعظم هذه الصحف، فضلا عن بعض القضايا الأخرى مثل الوجود البريطاني في افغانستان. فنشرت صحيفة الغارديان مقالا لجوناثان فريلاند بعنوان المعركة في سوريا هي معركة الشرق الاوسط بأكمله . ويقول فريلاند انه عند سقوط الاسد فإن المنطقة ستخسر ديكتاتورا قاسيا وحليفا لايران، وبذلك قد ترسم نهاية ثقافة سياسية في المنطقة. ويرى فريلاند ان الوضع في سوريا يبدو وكأنه النهاية، ويشبهه بفيلم سينمائي يتوقع مشاهدوه نهاية محتملة له. ويضيف ان النقطة المحورية لهذه النهاية هي مقتل اربعة من القادة العسكريين من الدائرة المقربة للرئيس السوري بشار الاسد. وتتدوال في الوقت الحالي العديد من الاشاعات حول هذه النهاية والتي هي شبيهة بالايام الاخيرة للنظام السابق في كل من تونس ومصر وليبيا. وتقول هذه الاشاعات بحسب فريلاند ان زوجة الأسد ستهرب الى روسيا بينما الاسد نفسه يختفي عن الانظار الى ان يظهر على التلفاز ليثبت انه حي يرزق، وهنا تكون نهايته الحتمية. ويضيف فريلاند ان سقوط الاسد لن يضعف ايران فحسب بل سيشكل نهاية لثقافة سياسية في المنطقة. فالأسد هو الممثل الوحيد لشخصيات حكمت في بلدان الشرق الاوسط لأكثر من نصف قرن. وما بدأ مع عبد الناصر في مصر او حتى اتاتورك في تركيا سينتهي مع الاسد الذي يقمع الاختلافات الاثنية والمحلية في بلاده باسم الوطنية المتمركزة حول شخصه. ويختم المقال بقوله ان سوريا على المحك.. والآتي غير واضح نظراً لاختلافات وانقسامات المعارضة . وفي تقرير آخر بشأن الأزمة في سوريا ، تقول ديلي تليغراف إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي آيه تشارك في سباق البحث عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية قبل فوات الأوان. وتشير الصحيفة إلى أنه مع تحرك المعارضة المسلحة إلى قلب العاصمة دمشق وأيام الرئيس بشار الاسد التي يبدو انها باتت معدودة ، فإن السي آي آيه تسابق الزمن للعثور على الأسلحة. ويقول التقرير إن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قالوا إن سي آيه أيه أرسلت ضباطها إلى المنطقة لتقييم برنامج التسلح السوري. وينقل التقرير عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله مهمة السي آي آيه الأساسية الآن هي العمل مع المنشقين العسكريين للحصول على أكبر قدر من المعلومات بشأن أسلحة الدمار الشامل السورية . ويصف التقرير المسؤول الأميركي بأن لديه اطلاعا على نشاط الاستخبارات السورية. ويضيف المسؤول إن المخابرات الأميركية تركز أيضا على رصد الاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الالكتروني وصور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية الأخرى بهدف تحديد مكان وجود الأسلحة السورية. وتشير الصحيفة إلى أن مايك روجرز ، الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي ، قال إن الإدارة الأميركية نشرت مؤخرا الموارد اللازمة لجمع المعلومات التي نحتاجها لاتخاذ قرار جيد بشأن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وجماعات المعارضة واستراتيجيات نقل القيادة . غير أنه أضاف لا نعرف تقريبا ما نحتاج إلى معرفته لنكون فاعلين فعالية تامة في حالة سقوط النظام، السوري، غدا . ويشير التقرير إلى أن سوريا لم توقع على معاهدة الأسلحة الكيماوية والتي تمنع استخدام وتخزين وانتاج هذه الأسلحة. وينقل عن أحد الخبراء قوله إن لدى سوريا مخزونا هائلا من هذه الأسلحة. وحسب التقرير ، فإن الإدارة الأميركية أبلغت كبار مسؤولي النظام السوري بأنهم سوف يتحملون المسؤولية لو فشلوا في تأمين الأسلحة الكيماوية. وينوه التقرير إلى أنه من بين القضايا الجاري مناقشتها في البيت الأبيض الآن ما يتعلق بالشخصيات من الحكومة السورية الحالية التي يمكن أن تبقى في حالة انهيار النظام، والسبل التي ستلجأ إليها الولاياتالمتحدة لحماية الأقليات العرقية والدينية في سوريا. ويخلص التقرير إلى أن الإدارة الأميركية، لاتزال تفضل توجيه الأحداث في سوريا من وراء الستار. ونطالع في افتتاحية الاندبندنت مقالا بعنوان خياراتنا المحدودة في افغانستان . وتقول الصحيفة انه من الصعب على أي سياسي الدفاع عن السياسة الغربية في افغانستان. فالحرب التي بدأت تقريباً من دون أي جهد لطرد طالبان من كابول منذ 11 عاما لم تؤتي ثمارها شأنها كشأن العديد من الحروب الافغانية. وبحسب الصحيفة فإن هذه الحرب التي رآها الكثيرون بأنها شنت بسبب حماية طالبان لبن لادن قد خسرت مصداقيتها. وترى الصحيفة ان زيارة رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون لأفغانستان هذا الاسبوع والتي تعد الاولى له منذ عام تقريباُ القت الضوء على هذا الموضوع. فكاميرون دافع خلال هذه الزيارة عن حرب فقدت اهدافها لكنها ما زالت تحصد حياة العديد من الضباط والجنود البريطانيين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ان اتخاذ قرار خفض عدد القوات البريطانية في افغانستان كان قراراً صعباً الا انه واثق من انه القرار الامثل. ويعلق المراسل بالقول بأنه ان كان قرار الانسحاب صحيحا ام خاطئا .. فحقيقة الامر انه لم يكن لكاميرون أي خيار له حيال هذه المسألة، لأن بريطانيا ليس لديها خيار الا الانصياع الى الولاياتالمتحدة الاميركية.