قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان القيادة السورية ترتكب الكثير من الاخطاء ، في مؤشر الى تصلب الموقف الروسي من دمشق في الآونة الاخيرة. واضاف لافروف ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد رد بشكل غير صحيح منذ البداية عندما كانت الاحتجاجات في البلاد سلمية. واوضح الوزير الروسي ان موسكو مستعدة لدعم قرار من الاممالمتحدة يؤيد خطة السلام التي اقترحها المبعوث الخاص الى سوريا كوفي عنان. وجاءت التصريحات الروسية بعد يوم من مطالبة موسكو وقفا يوميا لاطلاق النار لتسهيل مهام الاغاثة وايصال المساعدات الانسانية. فقد ناشدت موسكو الحكومة السورية والمعارضة على الاتفاق فورا على وقف يومي لاطلاق النار، وهو بمثابة دعم للطلب الذي تقدم به الصليب الأحمر الدولي الداعي إلى تمكينه من إجلاء الجرحى والمدنيين الذين يحتاجون إلى عناية. ويأتي البيان الروسي في أعقاب لقاء جمع لافروف ورئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر في موسكو. من جانب آخر يبحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي صباح الثلاثاء مشروع بيان يدعم الوساطة التي يقوم بها موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لإنهاء العنف في سوريا. ويأتي هذا في الوقت الذي بدأ فريق الخبراء الذي أرسله عنان مباحثاته في دمشق مع المسؤولين السوريين بشأن المقترحات التي قدمها عنان الى النظام السوري بهدف إنهاء العنف في البلاد. من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الوضع في سوريا أصبح غير مقبول وغير محتمل . وطالب بان كي مون الذي يزور اندونيسيا أعضاء المجتمع الدولي بأن يتحدثوا بصوت واحد فيما يتعلق بسوريا كما طالب أعضاء مجلس الأمن بالاتحاد. وكان دبلوماسيون قد أعلنوا أن فرنسا قدمت إلى مجلس الأمن بيانا صاغته قوى غربية يؤيد جهود السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا. وجاء قرار إعداد بيان رئاسي للمجلس المكون من 15 عضوا بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين ملزمين ينددان بهجوم القوات السورية المستمر منذ عام ضد المتظاهرين المعارضين للرئيس بشار الاسد. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي قوله إن التركيز الرئيسي هو على بناء أرضية مشتركة ودعم جهود عنان وتوجيه رسالة واضحة الى دمشق . ميدانيا، قال نشطاء معارضون إن حيين من احياء العاصمة السورية تعرضا فجر الاحد لقصف بالدبابات من جانب القوات الحكومية. وقال هؤلاء إن دبابات الجيش السوري دكت حيي حرستا وعربين، وذلك عقب تعرض القوات الحكومية لهجمات من جانب الجيش السوري الحر المنشق. واضافوا ان طائرات الهليكوبتر حلقت في سماء الحيين الواقعين الى الشرق من دمشق. وكان ناشطون قد قالوا في وقت سابق إن قتالا اندلع الاثنين بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة رئيسية بدمشق في أعنف معارك تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وكانت حركة المرور والسيارات عادت إلى طبيعتها، وانسحبت قوات الأمن وقوات حفظ النظام من حي الفيلات الغربية في منطقة المزة. ويأتي هذا بعد اشتباكات عنيفة كانت قد وقعت بين قوات الأمن وحفظ النظام ومسلحين كانوا في بناء على تقاطع برج تاله وسوبر ماركت حمادة استمرت حتى صباح الاثنين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، رامي عبد الرحمن، إن أربعة متمردين قتلوا وجرح رفاقهم الذين كانوا في وحدة مكونة من 16 مقاتل، أو ألقي القبض عليهم. وقال المرصد السوري إن عنصرين من قوات الأمن قتلا وجرح 16 آخرون في العملية التي نفذها مقاتلون ليسوا من المدينة ذاتها. وأضاف عبد الرحمن أن المقاتلين أطلقوا قذيفة صاروخية على منزل أحد كبار ضباط الجيش. لكن التلفزيون السوري قال إن عنصرا في قوات الأمن قتل وجرح ثلاثة آخرون في اشتباكات حي المزة. وتعد الاشتباكات في حي المزة الأعنف من نوعها التي تشهدها دمشق منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد قبل عام. وألقي القبض على أربعة من المسلحين، كما أفاد مراسلنا نقلا عن سكان من الحي الذين قال بعضهم لبي بي سي إن عدد المهاجمين جاوز الستة عشر مسلحا، بينما خرجت تظاهرة موالية في الحي عقب الاشتباكات تهتف للرئيس السوري. وقال السكان إن البناء الذي كان فيه المسلحون أصيب بأضرار بالغة، كما تضررت السيارات المتوقفة في الحي. ولم يصدر بعد أي بيان رسمي حول هذه الاشتباكات التي تأتي بعد تفجيرين في دمشق يوم السبت، وتفجير آخر في حلب يوم الأحد. وقال شهود ان عشرات من الدبابات السورية داهمت الاثنين مدينة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر المعارض الذين يصعدون هجماتهم على القوات الحكومية. وذكر سكان عبر الهاتف أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها الى أحياء في جنوب شرق المدينة سقطت في أيدي المعارضين.