في أعنف معارك تشهدها دمشق منذ بدء الثورة علي الرئيس بشار الأسد, اندلع قتال بين مقاتلي الجيش السوري الحر والقوات النظامية في منطقة المزة بالعاصمة السورية. الامر الذي أسفر عن عشرات القتلي ومئات الجرحي, وصرحت مصادر لالأهرام بأن الجيش السوري الحر قام عند منتصف الليل بتنفيذ عملية تفجير مسكن ضابط كبير في الجيش النظامي,ثم تحصن في مواقع ثابتة داخل الحي انتظارا لوصول قوات الأمن, حيث تم الدفع بعناصر من الشبيحة الموالين للنظام واندلع قتال عنيف بينهم استمر لمدة3 ساعات سقط خلاله أعداد كبيرة من الشبيحة قدرتها المصادر بأكثر من مائة قتيل قبل أن ينسحب مسلحو المعارضة قبل وصول القوات الحكومية. وأضافت المصادر ان هذه العملية سوف تؤدي الي اظهار حدة أجهزة الأمن في التعامل مع أي تطورات ميدانية في العاصمة حيث كانت هذه الأجهزة تخشي في السابق أن تنفذ عمليات كتلك التي تنفذها في حمص وادلب ودرعا بسبب وجود السفارات والدبلوماسيين الأجانب وأجهزة الاعلام وغيرها. وأكدت المصادر أن تلك ستكون هي بداية النهاية لنظام الأسد. وذكرت رواية أخري لحادث المزة انه قد أدي الي سقوط أكثر من80 شخصا بينهم50 من قوات النظام. بينما قال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن هذه الاشتباكات هي الأعنف والأقرب من مقر قوات الامن في دمشق منذ اندلاع الثورة السورية.وأضاف أن18 من القوات الحكومية أصيبوا أثناء القتال. ومن جانبها, نقلت قناة الجزيرة الفضائية عن نشطاء معارضين أن القوات النظامية شنت عمليات مداهمة واعتقالات, عقب انتهاء المواجهات. و في دير الزور, داهمت عشرات الدبابات السورية المدينة السنية لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر المعارض الذين يصعدون هجماتهم علي القوات الحكومية. وذكر سكان عبر الهاتف أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها إلي أحياء في جنوب شرق المدينة سقطت في أيدي المعارضين. جاء ذلك في وقت بدأت فيه مهمة مشتركة لخبراء من الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لتقييم الاحتياجات الإنسانية في انحاء البلاد.ومن المقرر أن تزور المجموعة مناطق تضررت خلال الانتفاضة بما في ذلك مدينة حمص التي شهدت حصارا وقصفا من الجيش طوال شهر فبراير ودرعا التي انطلقت منها شرارة الثورة قبل عام. وعلي صعيد متصل, قال أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا كوفي عنان أن فريقا من5 خبراء في مجالات السياسة وحفظ السلام والمفاوضات سيبحث وقف العنف. وأضاف فوزي أن مهمة الخبراء ستمتد حتي يحققوا خطوات عملية في طريق تنفيذ اقتراحات عنان.وشكك الأسد الذي تلقي مساندة حيوية من كل من روسيا والصين في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة في مدي جدوي مثل هذه المهمة. وقد كشف نشطاء معارضون عن قيام قوات الأمن بضرب مئات المتظاهرين أمس الأول وإلقاء القبض عليهم خلال مسيرة شارك فيها اكثر من200 شخص عندما بدأ محتجون يهتفون قائلين الشعب يريد إسقاط النظام. ومن بين من ألقي القبض عليهم وتعرضوا للضرب محمد سيد رصاص وهو زعيم في( هيئة التنسيق الوطنية لقوي التغيير الديمقراطي) وهي جماعة معارضة زارت الصين وروسيا في محاولات لتشجيع الحوار بين الأسد والمعارضة. و في وقت ذكر فيه معهد أبحاث دولي ان شحنات الاسلحة لسوريا زادت بنسبة600 في المائة تقريبا في الفترة من عام2007 الي عام2011 أغلبها من حليفتها روسيا, صرح مسئولون من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود بأن سفينة روسية تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب وصلت إلي ميناء طرطوس السوري أمس. وأوضحت وكالة أنباء إنترفاكس أن السفينة العسكرية انضمت إلي سفينة الإستطلاع مراقبة تابعة للبحرية الروسية موجودة بالفعل في طرطوس. ونقلت الوكالة عن مسئولين في البحرية أن هدف روسيا من تواجد السفينة والقوات في الميناء السوري في البحر المتوسط هو إظهار قلق الكرملين إزاء استقرار سوريا والمساعدة إذا تطلب الأمر إجلاء المدنيين الروس من المنطقة. تجدر الإشارة إلي أنه رغم إعلان الكرملين اتخاذ موقف محايد من الصراع الدائر بين النظام السوري والمعارضة, تواصل موسكو ارسال شحنات الأسلحة إلي الحكومة السورية عبر منشآت تستأجرها في ميناء طرطوس. ويؤكد هذا التقرير كيف ان موسكو استمرت في تزويد سوريا بقوة نيران بينما فرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اخري حظرا علي الاسلحة ردا علي الحملة الدامية التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد علي المحتجين.