الأعلى للجامعات يجري مقابلة المتقدمين لرئاسة جامعة مطروح    أسعار الخضراوات والفاكهة في أسواق الجملة اليوم الجمعة    أسعار الذهب فى الصاغة اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يشيد بما تشهده العلاقات المصرية - الأوروبية من زخم متصاعد    منتخب مصر الثاني يطير اليوم إلى الدوحة استعدادا لكأس العرب    الليلة.. الأهلي يتحدى الجيش الملكي في «ديربي عربي» بدوري أبطال إفريقيا    السيطرة على حريق داخل شقة بنجوع الصوامعة بطهطا سوهاج دون خسائر بشرية    تفاصيل عملية بيت جن.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيلي بريف دمشق    أخبار فاتتك وأنت نائم| زلزال في الزمالك.. أزمة تصريحات حسام حسن.. ترامب يوقف الهجرة من دول العالم الثالث    وزير البترول: مصر بصدد إطلاق مسح جوي لتحديد الأماكن الواعدة تعدينيا    ممدوح الصغير يكتب: السكوت من ذهب    بإجابات عائمة: داخل أم خارج السجن.. جدل حول العقيد أحمد قنصوة المعتقل بسبب ترشحه أمام السيسي في 2018    طقس اليوم: معتدل الحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 26    مصرع 3 شباب إثر حادث غرق سيارة بترعة المريوطية فى أبو النمرس    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 28 نوفمبر 2025    شبورة كثيفة على الطرق.. الأرصاد تحذر السائقين من انخفاض الرؤية    أول صورة من «على كلاي» تجمع درة والعوضي    رسائل حاسمة من الرئيس السيسي تناولت أولويات الدولة في المرحلة المقبلة    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    حصيلة ضحايا كارثة الأبراج في هونج كونج تقترب من 100    ستاد المحور: عبد الحفيظ يبلغ ديانج بموعد اجتماع التجديد بعد مباراة الجيش الملكي    أستراليا.. يعتقد أن ضحيتي هجوم القرش بشمال سيدني مواطنان سويسريان    ارتفاع عدد ضحايا حريق هونج كونج إلى 94 شخصًا وسط عمليات إنقاذ مستمرة    كورونا وسلالة الإنفلونزا الجديدة، موجة فيروسات تجتاح إيران واكتظاظ المستشفيات بالحالات    رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    حبس سيدة وابن عم زوجها 4 أيام بالفيوم بتهمة علاقة غير شرعية بالفيوم    تفاصيل صادمة.. زميلان يشعلان النار في عامل بسبب خلافات بالعمل في البحيرة    تعليم القاهرة تواجه الأمراض الفيروسية بحزمة إجراءات لوقاية الطلاب    بعد أزمته الصحية، أحمد سعد يتألق في حفل الكويت تحت شعار كامل العدد (صور)    توقيت أذان الفجر اليوم الجمعه 28 نوفمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    مصر تستقبل بعثة صندوق النقد: اقتراض جديد لرد أقساط قديمة... والديون تتضخم بلا نهاية    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    واشنطن بوست: أوروبا تسعى جاهدة للبقاء على وفاق بينما تُقرر أمريكا وروسيا مصير أوكرانيا    عماد الدين حسين: سلاح المقاومة لم يردع إسرائيل عن غزو لبنان واستهداف قادته    شعبة السيارات تدعو لإعادة التفكير في تطبيق قرار إجبار نقل المعارض    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    والدة الإعلامية هبة الزياد تكشف ل مصعب العباسي سبب الوفاة    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    رئيس التصنيع بالصيادلة: استهلاك مصر من بنج الأسنان يصل إلى 600 ألف عبوة سنويًا    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    اليوم، ختام مسابقة كاريكاتونس بالفيوم وإعلان أسماء الفائزين    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    طولان: ثقتي كبيرة في اللاعبين خلال كأس العرب.. والجماهير سيكون لها دورا مع منتخبنا    الهجرة الأمريكية تراجع البطاقات الخضراء ل19 دولة مثيرة للقلق    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    شعبة الدواجن تحذر: انخفاض الأسعار قد يؤدي لأزمة في الشتاء القادم    فضائل يوم الجمعة.. أعمال بسيطة تفتح أبواب المغفرة والبركة    غلق كلي لشارع الأهرام 3 أشهر لإنشاء محطة مترو المطبعة ضمن الخط الرابع    وزير الثقافة والمحافظ يشهدان ختام الدورة ال18 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير    أحمد السعدني: دمعت من أحداث "ولنا في الخيال حب".. وشخصيتي في الفيلم تشبهني    أخبار 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لا انتشار لفيروس غامض والمتواجد حاليا تطور للأنفلونزا    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صوت الاخوان يعلو في مصر وعينهم على الحكومة المقبلةمحدث
نشر في مصراوي يوم 26 - 02 - 2012

بنهاية يناير كانون الثاني جذب ضيف جمهورا كبيرا من الدبلوماسيين بشكل غير معتاد الى الدور الثالث والثلاثين من مبنى وزارة الخارجية بالقاهرة بحيث اضطر من حضروا متأخرين الى الوقوف.
وما جعل الحدث فريدا ليس حجم الحضور لكن المتحدث.. محمد مرسي القيادي في جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة يوما الذي حضر ليطرح رؤية الجماعة لمكان مصر في العالم.
يقول عمرو رشدي المتحدث باسم الخارجية المصرية عن خطاب مرسي في مبنى الوزارة المطل على نهر النيل "منذ عام لم يكن من الممكن تصور الامر لكن الكثير من الامور كانت غير متصورة في مصر قبل عام."
ولم يتسن لوزير الخارجية محمد كامل عمرو حضور اللقاء فقد كان مشغولا مع ضيف أجنبي. لكنه التقى مرسي لدى مغادرته المبنى ودعاه لمكتبه لتناول القهوة. وتبادل الرجلان الحديث لمدة ساعة.
وخلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك كان يمكن أن تزج أراء مرسي السياسية به في السجن. لكنه اليوم يرأس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وهو أكبر حزب في مجلس الشعب والذي بدأ يتمتع بنفوذ في أروقة السلطة بالرغم من أنه لم يتول أي منصب رسمي.
وكانت هناك بعض النتائج.. تقول الجماعة أن الضغوط التي تمارسها حملت وزارة الخارجية على تشديد موقفها من الرئيس السوري بشار الاسد بسبب محاولته قمع الانتفاضة في سوريا وهو تأثير ملموس في أمور سياسية كانت يوما حكرا على مبارك.
يقول دبلوماسي غرب في القاهرة طلب عدم نشر اسمه "اذا ما أردت التأثير على سياسة الحكومة المقبلة فيجب أن تتحدث الى الاخوان وأن تتحدث معهم بتعمق."
وفاز حزب الحرية والعدالة بأكثر من 43 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب ليحول جذورا عميقة في المجتمع الى نجاح انتخابي أثار التساؤلات حول كيف سيحقق الحزب التوازن بين برنامجه الاسلامي والواقع الذي تفرضه معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع اسرائيل عام 1979 واقتصاد يعتمد علي السياحة في توفير أكثر من عشرة بالمئة من الوظائف.
ويشير التدفق المستمر للوفود المختلفة على مقر الاخوان الجديد في هضبة المقطم المطلة على وسط القاهرة الى حقيقة أن الدول الغربية والشركات الاجنبية والمؤسسات الدولية تتودد للجماعة على اعتبار أنها ستشكل الحكومة المقبلة للبلاد.
وكان دبلوماسيون أمريكيون كبار وأعضاء في مجلس الشيوخ من بين زوار المقر الجديد حيث تنتشر في حجرة الاستقبال صور لرجال ملتحين من قادة الجماعة في السابق.
وأصبحت جماعة الاخوان المنتشية بالفوز الانتخابي أكثر صراحة في التعبير عن أرائها فيما يتعلق بحكم البلاد. ولم ينصب تركيزها على تطبيق الشريعة الاسلامية لكن على الازمة الاقتصادية والانفلات الامني والاصلاح السياسي.
ووعيا منها بان الناخبين يعقدون عليها الامال في تحقيق تقدم تسعى الجماعة لتشكيل الحكومة. ويمارس الاخوان ضغوطا على المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لتعيين حكومة تعكس تشكيلة البرلمان وهو ما يعني ائتلافا يقوده الاخوان.
وجلب تحرك الاخوان الى صدارة وقلب الحياة العامة معه امكانية وقوع المزيد من الاحتكاك مع الجيش الذي يبدو حريصا على المحافظة على نفوذه حتى بعد تسليم السلطة لرئيس جديد بنهاية يونيو حزيران.
وحتى الان تجنب الاخوان في أغلب الاحيان أي توتر مع المجلس العسكري خشية أن تتبدد المكاسب السياسية الكبيرة التي حققوها عقب سقوط مبارك.
وتجمع الاراء على أن الجماعة لن تتخلى عن هذا النهج الحذر قريبا. ويدين الاخوان بالفضل الى نهجهم البراجماتي في النجاة من الاجراءات القمعية الحكومية منذ تأسيس الجماعة عام 1928.
لكن قد يتعذر تجنب المزيد من التوتر فيما يسعى الاخوان الى المضي في اصلاحات قد تتحدى الصلاحيات السياسية والاقتصادية للجيش الذي كان لاعبا أساسيا مؤثرا في مصر منذ أن ثورة 1952 التي أطاحت بالملكية. وهناك بالفعل علامات على وجود توتر.
يرى شادي حامد الخبير في شؤون الحركات الاسلامية في مركز بروكنجز الدوحة "انها علاقة عمل لكنها متوترة ومرشحة لمزيد من التوتر... ستكون أشبه بمواجهة يتصاعد فيها الغضب تدريجيا."
ويأتي على صدارة برنامج الاصلاح السياسي للاخوان تشكيل برلمان قوي يعمل على تقييد صلاحيات الرئيس الجديد وهو منصب قرر الاخوان عدم الترشح له في الوقت الحالي.
وقال محمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين ان السلطات الرئاسية التي سيحددها الدستور الجديد للبلاد يجب أن تكون محدودة حتى لا تسفر عن ظهور "فرعون" اخر. وسيشكل البرلمان الجمعية التأسيسية المؤلفة من 100 شخص والتي ستكون مسؤولة عن صياغة الدستور الجديد.
ويتعرض مجلس الشعب المصري لنقد من المواطنين الذين يتوقون لنتائج منذ أن اجتمع المجلس لاول مرة بعد انتخابه قبل أسابيع. ورغم أنه ما زال يفتقر للاصلاحات اللازمة لدعمه الا أن مجلس الشعب يلعب دورا أقوى الان.
بث نواب حزب الحرية والعدالة الحياة في عدد من اللجان البرلمانية وبينها لجنة الشؤون الخارجية وهي من بين الادوات التي ساعدت على الضغط على الحكومة لتشديد موقف مصر تجاه ما يحدث في سوريا.
ويقول مسؤولون من جماعة الاخوان المسلمين ان النتيجة كانت القرار الذي اتخذته الحكومة يوم 19 فبراير شباط باستدعاء سفير مصر لدى سوريا احتجاجا على العنف الذي تلجأ اليه حكومة الرئيس السوري بشار الاسد لكبح الاحتجاجات على حكمه.
وقال رشدي المتحدث باسم وزارة الخارجية ان قرار الوزارة اتخذ بسبب الوضع على الارض لكنه أضاف أن الوزارة اطلعت على كلمات نواب البرلمان.
وتابع "انتهى وقت تجاهل مطالب الشعب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية."
وعقد نواب حزب الحرية والعدالة عددا من الاجتماعات مع وزير الخارجية خلال الاسابيع الاخيرة. ووجهت الدعوة الى النائب عصام العريان الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب لحضور الغداء الذي أقيم يوم 19 فبراير مع الوزير والرئيس الحالي للجمعية العامة للامم المتحدة وهو قطري.
وقال رشدي "انهم (الاخوان المسلمون) يريدون العمل مع الجميع. هذه هي الرسالة التي تصلني كمصري."
وربط جمال حشمت عضو البرلمان من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب بين الضغط البرلماني والخطوة التي اتخذت بشأن الوضع في سوريا.
وقال "أظن سحب السفير كان استجابة لضغوط موجودة."
ويضغط البرلمان من أجل اتخاذ المزيد من الخطوات فقد طلب من الحكومة توضيح سبب السماح لسفينتين حربيتين ايرانيتين رستا في سوريا يوم 18 فبراير بعبور قناة السويس. وطهران حليف وثيق لدمشق.
ويقول مسؤولون من جماعة الاخوان المسلمين أيضا ان الضغط البرلماني هو الذي دفع الحكومة لاتخاذ قرار يوم 21 فبراير بزيادة امدادات الطاقة الى قطاع غزة.
ووجه اسماعيل هنية رئيس حكومة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المقالة في غزة الشكر الى مصر لتزويد غزة بالوقود بعد لقاء يوم 23 فبراير في القاهرة مع رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتاتي وهو من الاخوان أيضا. وفي اليوم التالي انقلبت حماس علنا على حليفها منذ فترة طويلة الاسد وأيددت الانتفاضة الشعبية هناك لاول مرة.
وقد تكون الخطوات المصرية تجاه غزة وسوريا أول مؤشر عن نوعية السياسة الخارجية التي سيتخذها الاخوان المسلمون والمتمثلة في التأكيد على دور اقليمي مصري أقوى.
ويقول منتقدو مبارك انه كرس تراجع مصر اذ جعلها تقف الى جانب الولايات المتحدة واسرائيل اقرب مما ينبغي بدلا من اتخاذ نهج اكثر جرأة مثل دولة كتركيا وهي مركز ثقل اقليمي ولدى حكومتها جذور اسلامية ويراها البعض في معسكر الاخوان نموذجا.
ويتصدر النفوذ الامريكي عناوين الاخبار بسبب تحقيق في دور الجماعات الديمقراطية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها في مصر وهي قضية تقول واشنطن انها قد تعرض للخطر معونة سنوية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار و1.3 مليار للجيش المصري.
وكانت قضية العاملين في منظمات المجتمع المدني الامريكية على جدول اعمال وفد من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي الذي التقى بالاخوان خلال زيارة للقاهرة يوم 20 فبراير شباط.
وقالت لينزي جراهام العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ "كنت خائفة جدا عندما سمعت عن نتائج انتخاباتهم. لكن بعد الزيارة والتحدث الى الاخوان المسلمين يحدوني الامل ان يتمكنوا من الوفاء بوعوهم ليس فقط للشعب المصري بل يمكننا تكوين علاقة مع مصر ومع الاخوان المسلمين كصوت سياسي مسموع."
ويتحدث قادة الاخوان المسلمين عن علاقات على قدم المساواة مع الولايات المتحدة وبقية العالم.
وفي حين يقولون انهم سيحترمون الالتزامات الدولية لمصر بما في ذلك معاهدة السلام مع اسرائيل تقول الجماعة ان القاهرة يمكن ان تراجع المعاهدة اذا علقت واشنطن المساعدات المنصوص عليها في المعاهدة.
وقال حشمت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب "مفيش حد له فضل علينا حتى عندما صار هناك تهديد بالمعونة الامريكية لم نرتعب كما كان يرتعب النظام السابق من المعونة الامريكية."
واضاف ان السياسة الخارجية لمبارك كان لها هدف نهائي وهو ابقاؤه في السلطة بدلا من تعزيز مصالح مصر.
وتحمل السيرة الذاتية السياسية لحشمت شهادة على الصراع الذي واجه الاخوان في محاولتهم خوض الحياة العامة في ظل حكم مبارك. فقد خسر حشمت في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 امام موال لمبارك في اقتراع جرى الاعلان انه زور ضده.
وعلى مقهى بفندق بالقاهرة ابتسم الطبيب والمحاضر الجامعي البالغ من العمر 55 عاما بينما كان يسترجع مفارقة ان الموالي لمبارك محل الذكر هو مصطفى الفقي الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بالمجلس.
واسترجع حشمت وهو واحد من سلسلة قياديي الاخوان الذين اجرت رويترز مقابلات معهم كيف وبخه فتحي سرور الرئيس السابق للبرلمان لتقديمه استجوابا عن سبب عدم اتباع مصر النموذج الامريكي في اعطاء النواب دورا في الشؤون الخارجية. ورد عليه سرور بعنف قائلا ان السياسة الخارجية من اختصاص الرئاسة والرئاسة فقط.
واضاف حشمت ناقلا عن سرور قوله له "بصراحة يخطيء من يظن ان الذي يرسم السياسة الخارجية لمصر هي وزارة الخارجية.. انما الذي يرسم السياسة الخارجية مؤسسة الرئاسة.. ووزارة الخارجية ما هي الا المنفذ. وليس هناك دور لمجلس الشعب.
"نحن نريد ان نغير هذا النمط ونجعل للشعب دور في مراقبة السياسة الخارجية بل وضع السياسة الخارجية."
وفي النقاشات بشأن سوريا ترددت وزارة الخارجية في بادئ الامر في تغيير مسارها مرجعة ذلك الى مخاوف بشأن رفاهية المصريين الذين يعيشون في سوريا ومخاوف بأن القاهرة قد تخسر اي قدرة على ممارسة نفوذ على دمشق.
لكن حشمت يقول انهم غيروا مسارهم مضيفا ان الوزراء في الحكومة خائفون فيما يبدو من اتخاذ قرارات.
وقال "الوزارة الموجودة كلها اغلبها اياديها مرتعشة.. حاسين انهم موجودون اليوم لكن بكرة مش موجودين."
والحكومة الحالية التي يرأسها كمال الجنزوري هي الحكومة الثالثة منذ اندلاع الانتفاضة ضد مبارك. ومن المقرر ان تبقى في السلطة الى ان يسلم المجلس العسكري السلطة لرئيس جديد.
وفي ظل حالة التردي التي يعاني منها اقتصاد هزيل بالفعل يشغل بال الاخوان وجهت الجماعة في 20 من فبراير شباط اشد انتقاد حتى الان لحكومة الجنزوري.
وقال حزب الحرية والعدالة في بيان تطرق لموضوعات كثيرة تتعلق بالقضايا الداخلية والخارجية "يرى الحزب ان استمرار الحكومة الحالية دون النظر الى ادائها المتردي سوف يزيد الامور تعقيدا ويشير الى ان هناك رغبة باتت واضحة لتصدير المزيج من الازمات لاي حكومة قادمة."
وفي خطابهم العام يضع الاخوان الاقتصاد والعدالة الاجتماعية على رأس الامور التي تشغلهم مهونين من المخاوف لدى مصريين يخشون انهم يستهدفون تنفيذ جدول اعمال اسلامي محافظ.
ويعيش خمس المصريين تحت خط الفقر ويعرف مسؤولو الاخوان ان مستقبلهم السياسي سيتعلق على ما اذا كان بمقدورهم تحسين نصيب الناس العاديين.
وفي مسعى لفهم كيف يفكر الاخوان بشأن الاقتصاد التقى الجميع ابتداء من العاملين في البنوك المصرفية الى المجلس العسكري الحاكم بالجماعة في الشهور القليلة الماضية.
وابلغ بديع رويترز في مقابلة في الثامن من فبراير شباط انه اوفد ثلاثة من كبار خبراء الاقتصاد بالجماعة لتقديم النصح للمجلس العسكري الذي قال انه طلب لقاء معه لبحث الاقتصاد.
وقال عصام الحداد مستشار الجماعة للشؤون الخارجية ان صندوق النقد الدولي الذي يجري محادثات مع مصر حول قرض قيمته 3.2 مليار دولار طلب أيضا الاجتماع بالاخوان.
وأضاف الحداد "نحن وافقنا على مبدأ التعامل مع صندوق النقد الدولي لكن التفاصيل نحن لا نعرفها فنحن لسنا جهة تنفيذية.. حتى الان."
واستضافت سفارات غربية ندوات تحدث فيها المسؤولون في الاخوان الى جانب مصرفيين ومستثمرين. تقول المجموعة المالية-هيرميس وهي بنك استثماري مقره القاهرة انها اصطحبت عملاءها الاجانب لمقابلة الجماعة.
وتتشكل رؤية مفادها أن الجماعة -ومن بين قادتها رجال أعمال تمكنوا من ادارة امبراطوريات صغيرة حتى من داخل السجون- منفتحة على مناخ الاعمال. وينطبق هذا حتى على قطاع سياحي يقوم في الاساس على المنتجعات الساحلية في البحر الاحمر حيث ترتدي النساء لباس البحر من قطعتين وتتوفر الخمور دون قيود.
وبالرغم من ان الجماعة كانت حذرة في مسألة امكانية تطبيق قيود صارمة على الكحوليات على سبيل المثال لا يتوقع أحد أن تجازف بابعاد السياح الاجانب وأموالهم الضرورية للاقتصاد المصري.
لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن ما اذا كانت الجماعة تتمتع بالخبرة الكافية لادارة السياسات الاقتصادية للبلاد. وأثارت معارضة لقرض من البنك الدولى الحذر بين الاقتصاديين الذين يقولون ان مصر في أمس الحاجة لمثل هذه الاموال لتعزيز النمو الاقتصادي.
ومن الصعب تقدير حجم التحديات التي تواجه الاخوان فيما يسعون لتغيير الحكومة في بلد تدار مباشرة من قمة هرم السلطة منذ عقود. فلن يكون بوسع الجماعة أن تدير كل الامور بطريقتها فمن المرجح أن تحدد علاقتها بالجيش وبالرئيس الجديد حجم التغيير.
وبينما وجدت الجماعة جمهورا مرحبا في وزارة الخارجية فربما تبدي مؤسسات أخرى قدرا أقل من التعاون.
وتحدث الاخوان عن الحاجة الى تطهير وزارة الداخلية من فلول نظام مبارك في خطوة من المرجح أن تذكي عداءات قديمة مع قوات الامن التي اعتادت أن تلقي القبص على الاسلاميين لا أن تتلقى الاوامر منهم.
وبالرغم من أن مبارك صور الجماعة في أغلب الاحيان على انها عدو للدولة فقد نبذ الاخوان العنف منذ عقود ونأت الجماعة بنفسها عن التنظيمات الاكثر تشددا التي وقفت وراء موجة من أعمال العنف في الثمانينات والتسعينات. وقتل عسكريون من الاسلاميين الرئيس أنور السادات سلف مبارك عام 1981 .
وسرعان ما طفت على السطح الشكوك المترسبة لدى الاخوان ازاء الدولة وظهر ذلك في مشاريع القوانين التي يقدمها نواب الحرية والعدالة الى البرلمان.
وسيمنع أحد التعديلات احالة المدنيين الى المحاكم العسكرية التي ظلت لعقود تتولى محاكمة وادانة أعضاء الاخوان في محاكمات عاجلة. ويطالب مشروع اخر بتعديل قانون الانتخابات الرئاسية القادمة لزيادة شفافية عملية فرز الاصوات كما يقول محمد البلتاجي نائب الحرية والعدالة في البرلمان.
ويضيف "القانون ينص على ان نتيجة الانتخابات الرئاسية تعلن على الفور في اللجان الفرعية بحيث لا يكون هناك تحكم مركزي في عملية النتائج."
وعبر البلتاجي عن غضبه من اصدار المجلس العسكري لقانون الانتخابات الرئاسية قبل ايام فقط من انعقاد البرلمان للمرة الاولى الامر الذي حرمه من فرصة مناقشة القانون. واضاف ان هذه هي واحدة من بين عدة قضايا يحاول الجيش فيها "استباق الاحداث ومصادرة المستقبل."
وفي تقييم لدبلوماسي غربي اخر فان الاخوان يتصرفون مثل "صانعي قرار جادين مستعدون للتعرض للانتقاد لفترة طويلة ايضا."
وبدأت قطاعات من الجهاز الاداري للدولة مثل وزارة الخارجية التكيف مع فكرة ان الاخوان سيقودون الحكومة المقبلة.
وقال الدبلوماسي "أنا اعتقد ان اعادة تقويم دقيقة تحدث حيث يحاول مجموعة من المسؤولين - بمحض ارادتهم - ان يكونوا مستجيبين للاخوان المسلمين قبل ان يقودوا الحكومة الائتلافية الجديدة.
"لن يكون ابحارا سهلا. هؤلاء مسؤولون تعاملوا مع نفس السادة على مدى ثلاثين عاما."
من توم بيري وادموند بلير
(شارك في التغطية ايمن سمير)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.