وشنت مروحيات الجيش المالي، الخميس، غارات على شمال شرق البلاد بين كيدال وابييبارا بهدف منع المتمردين الطوارق من الزحف على كيدال، اكبر مدن المنطقة، كما افادا وكالة الأنباء الفرنسية. فيما شنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد وحركات تمرد اخرى، بعناصرها المدججين بالسلاح العائدين من ليبيا حيث قاتلوا في صفوف نظام معمر القذافي، هجوما واسعا في 17 كانون الثاني/يناير لم يتوقف حتى الآن. وهاجمت تلك الحركات ما لا يقل عن خمس مدن في شمال شرق مالي، قرب الحدود الجزائرية والنيجيرية. واسفرت المعارك عن سقوط العديد من القتلى من الجانبين من دون التمكن من تحديد حصيلة دقيقة. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها زارت الاسبوع الفائت 13 عسكريا ماليا يحتجزهم المتمردون. لكن نزوح ما لا يقل عن خمسين الف شخص الى البلدان المجاورة والى مخيمات في مالي، يدل على ضراوة المواجهات. وقال الصليب الاحمر إن 30 الف شخص على الاقل نزحوا من مالي ويقيمون في ظروف بائسة . واكدت المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة ان النيجر استضافت نحو عشرة الاف لاجىء، كما استضافت موريتانيا تسعة الاف. أما بوركينا، فقد اسضافت ثلاثة الاف، في حين تستعد الجزائر التي لم تستقبل حتى الان سوى عدد محدود، لمواجهة نزوح كثيف من المهاجرين الطوارق بحسب الهلال الاحمر الجزائري. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد من الانعكاسات الانسانية لتلك المعارك ودعا مجموعات المتمردين الى الكف فورا عن هجماتهم وفتح حوار مع حكومة مالي لتسوية الخلافات . كذلك دعت فرنسا التي يبحث وزيرها للتعاون هنري رينكور الخميس مع السلطات في باماكو الوضع في شمال مالي, الى وقف اطلاق النار فورا واعتبرت انه مهما كانت الدواعي، فلا يجوز لجوء المتمردين الى القوة . وفي باماكو دعا نحو ثلاثين حزبا سياسيا تنتمي الى التيار الرئاسي ايضا الى وقف اطلاق النار وفتح حوار. واجرى وزير الخارجية المالي سوميلو بوبيي مايغا مطلع شباط/ فبراير مباحثات في العاصمة الجزائرية مع مندوبين من تحالف 23 ايار/مايو من بينهم مقاتلون من الحركة الوطنية لتحرير ازواد، ودعا الطرفان بالحاح الى وقف الاعمال الحربية. لكن قيادة الحركة الوطنية لتحرير ازواد اعلنت انها ليست معنية البتة بتلك المباحثات. ويزيد من المخاوف ان شمال مالي يعتبر ايضا مسرحا لعمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يحتجز 13 رهينة غربية بينهم ستة فرنسيين. كما تشكل الازمة خطرا على الانتخابات الرئاسية المقررة دورتها الاولى في 29 نيسان/ ابريل المقبل. واعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان شمال مالي بات منطقة يسرح فيها الارهاب ويمرح . وكثرت الدعوات الى وقف اطلاق النار في مالي وخارجها. وتظاهرت زوجات جنود وماليون آخرون، في مدن بما فيها العاصمة باماكو، احتجاجا على طريقة الرئيس حمادو توماني توري في ادارة الازمة. ورغم دعوة الرئيس توري الى الهدوء والتسامح تحولت التظاهرات الى حملات كره للاجانب، واستهدفت الطوارق وممتلكاتهم، واشخاصا اخرين من ذوي البشرة غير السوداء المقيمين في مالي كالعرب.