تبدأ نقابات العمال النيجيرية اضرابا عاما يوم الاثنين احتجاجا على إلغاء دعم الوقود الذي يعتبره كثيرون من النيجيريين العاديين احد المزايا القليلة التي يحصلون عليها من الدولة. واعلنت المؤسسة المسؤولة عن تنظيم الوقود بنيجيريا إلغاء الدعم من اول يناير كانون الثاني في اطار جهود خفض الانفاق الحكومي وتشجيع الاستثمار المطلوب في قطاع تكرير النفط بنيجيريا. ويقول مؤيدو إلغاء الدعم انه لا يفيد سوى الطبقتين الثرية والمتوسطة على حساب الفقراء ويغذي الفساد ويحول مليارات الدولارات من الاموال العامة الى مجموعة من مستوردي الوقود. وقال بيسمارك ريوين كبير المسؤولين التنفيذيين بشركة دريفاتيفس المالية الاستشارية التي تتخذ من لاجوس مقرا لها "انه يمثل 25 في المئة من مجمل الانفاق في الميزانية وهو اكبر بند بمفرده وهو اكبر من التعليم والصحة والزراعة مجتمعة. "وما داموا ينفقون المال بطريق صحيحة فإن إلغاء الدعم لابد وان يكون جيدا." ولكن الاتحادات العمالية والنيجيريين العاديين غاضبون من ان سعر لتر البنزين قفز بين عشية وضحاها من نحو 65 نايرا الى 150 نايرا (93ر 0 دولار). وتجمع الاف النيجيرين في الاسبوع الماضي في مدن من بينها العاصمة ابوجا والعاصمة التجارية لاجوس لاظهار غضبهم ويعتزم النيجيريون العاديون تنظيم مظاهرات ضخمة كي تتزامن مع الاضراب يوم الاثنين. ويقول خبراء صناعة النفط انه من غير المحتمل ان يكون لهذه الاضرابات تأثير على انتاج النفط لان الانتاج يتم الى حد كبير بشكل آلي كما ان هناك حراسة قوية على المنشآت. وناشد الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان النيجيريين تأييد إلغاء دعم الوقود خلال كلمة تلفزيونية مباشرة يوم السبت كما حث البرلمان الجانبين على التراجع خلال جلسة طارئة عقدت يوم الاحد. ولا يبدو هذا محتملا مع تأكيد نقابات العمال على تهديدها بالاضراب لاجل غير مسمى لاجبار الحكومة على التراجع رغم حكم قضائي بعدم شرعية هذا العمل الصناعي. وقالت النقابات في بيان مشترك "نأمل ونصلي ان يستمع الرئيس جودلاك جوناثان للصوت العالي للشعب النيجيري..بالوقف الفوري لزيادات اسعار الوقود." ويعيش معظم النيجيرين على اقل من دولارين يوميا ويرى كثيرون سواء الفقراء او الاغنياء اصحاب السيارات الوقود رخيص الثمن هو الميزة الملموسة الوحيدة التي يحصلون عليها من دولة غنية بالنفط حيث يستنزف الفساد مليارات الدولارات من خزينة الدولة.