أعلنت النقابات النيجيرية اليوم، الاثنين، تعليق الإضراب العام الذى تسبب فيه ارتفاع أسعار البنزين، والذى شل نشاط البلاد الأكثر سكانا فى أفريقيا، وذلك بعد تراجع الحكومة عن رفع سعر البنزين. وصرح عبد الواحد عمر، زعيم نقابة "مؤتمر عمال نيجيريا"، المركزية النافذة فى مؤتمر صحفى فى أبوجا أن "النقابات وشركاءها تعلن رسميا تعليق الإضراب والتجمعات والتظاهرات عبر مختلف أنحاء البلاد". ويأتى هذا الإعلان الذى لم يحدد مهلة التعليق، بعد أن فرقت الشرطة والجيش متظاهرين فى لاجوس وتراجع الحكومة بشان سعر البنزين. وأطلقت قوات الأمن طلقات تحذيرية واستعملت الغازات المسيلة للدموع فى العاصمة الاقتصادية لتفريق نحو 300 متظاهر بينما اتخذت السلطات إجراءات تمنع التجمعات فى البلاد. وقد بدأ الإضراب العام اليوم الاثنين التاسع من يناير بعد الإلغاء المفاجئ لدعم الوقود الذى تسبب فى ارتفاع سعر البنزين. وأضاف مسئولون نقابيون أنهم لا يوافقون على نسبة الخفض فى سعر البنزين الذى أعلنه الرئيس النيجيرى جودلاك جوناثان صباح الاثنين، لكنهم ما زالوا مستعدين لمفاوضات جديدة مع المسئولين الحكوميين. وأضاف عمر "بعد كل ما وقع خلال الأيام الثمانية الأخيرة نحن متيقنون من أنه لا يمكن للحكومة ولا أى مؤسسة أخرى اعتبار الأمور سهلة مع النيجيريين"، وقد تراجع الرئيس جوناثان، الاثنين، بإعلانه خفض سعر البنزين بثلاثين فى المائة فى محاولة لوقف الحركة. وفى كلمة متلفزة قال جودلاك جوناثان "نظرا للصعوبات التى يواجهها النيجيريون وافقت الحكومة على خفض سعر الوقود إلى 97 نايرا للتر الواحد". وقد أدى الإلغاء المفاجئ لدعم الوقود فى الأول من يناير، إلى ارتفاع سعر البنزين إلى أكثر من الضعف أى من 65 نايرا للتر الواحد (0.40 دولار، 0.30 يورو) إلى 140 نايرا بين ليلة وضحاها. غير أن الرئيس جودلاك جوناثان رفض التراجع حول الجوهر، مؤكدا أن "الحكومة ستواصل تحرير الأسعار تماما فى القطاع النفطي".وبررت الحكومة وقف دعم الوقود الذى يمثل نحو ثمانية مليار دولار برغبتها فى تمويل تحديث البنى التحتية فى البلاد، لكن ارتفاع سعر البنزين إلى الضعف طال بحدة السكان الذين يعيش معظمهم بأقل من دولارين فى اليوم ما أدى إلى الإضراب العام منذ التاسع من يناير. وأكد الرئيس جوناثان أيضا أن البعض ممن يبحث عن زرع "الانشقاق والفوضى وانعدام الأمن اغتنموا" فرصة التظاهرات. وفضلا عن الاحتجاجات الاجتماعية تشهد نيجيريا نزاعا مزمنا بين المسيحيين والمسلمين تفاقم فى عيد الميلاد إثر اعتداءات تبنتها حركة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة واستهدفت مسيحيين.