قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يقوم بزيارة الى تركيا، ان الولاياتالمتحدة وتركيا بدات "تفقد صبرها" على نظام بشار الاسد الذي يهدد ب"تأجيج" النزاعات الطائفية ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة كلها. وقال بايدن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول "ناقشنا مسألة القمع الوحشي في سوريا، وهو موضوع توافقت اراؤنا في شأنه مع تركيا: نحن نفقد صبرنا ونطلب من الرئيس (بشار) الاسد التنحي". واضاف "اشيد بادانة مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان امس اعمال العنف التي يرتكبها النظام" السوري. واعرب بايدن عن "اقتناعه الذي يشاطره اياه الاتراك بأن الاسد ونظامه هما مصدر عدم الاستقرار في سوريا الان ويشكلان الخطر الاكبر في تأجيج الصراع الطائفي ليس في سوريا وحدها بل فيما يليها ايضا"، وذلك كما ذكر مكتب بايدن الاعلامي الذي قدم خلاصة دردشة مع صحافيين في الطائرة التي نقلت نائب الرئيس من انقرة الى اسطنبول مساء الجمعة. واعربت الولاياتالمتحدة وتركيا عن تخوفهما من اندلاع حرب اهلية في سوريا حيث اسفرت تظاهرات الاحتجاج عن مقتل اكثر من اربعة الاف شخص منذ اذار/مارس، كما تقول الاممالمتحدة. من جهة اخرى، اعربت تركيا التي تستضيف حوالى 7500 لاجىء سوري، عن قلقها من عواقب الازمة السورية على اراضيها، اذ تقيم في البلدين اقليات كبيرة اتنية وطائفية متقاربة جدا. وبعض افراد الطائفة العلوية الكبيرة في تركيا مقربون من الاقلية العلوية في سوريا، التي ينتمي اليها الرئيس الاسد. وفي كل من تركيا وسوريا اقلية كردية كبيرة، وتقاتل انقرة منذ 1984 متمردي حزب العمال الكردستاني. واكد بايدن بعد لقاء مع الرئيس عبدالله غول، مكررا تصريحات ادلى بها في الايام السابقة ان "الهدف الاول هو ان يتوقف النظام عن قتل مواطنيه وان يتنحى الاسد عن السلطة". وكان بايدن قال لصحيفة حرييت التركية قبل وصوله الخميس الى العاصمة التركية، ان "موقف الولاياتالمتحدة حول سوريا واضح: على النظام السوري التوقف عن قمع شعبه وعلى الرئيس الاسد التنحي". واعتبر بايدن من جهة اخرى ان ايران تواجه مزيدا من العزلة في المنطقة، كما قال المكتب الاعلامي. واوضح المكتب "اعتبر نائب الرئيس أن النفوذ الايراني في المنطقة في تراجع وعزلة ايران في تزايد نتيجة لافعالها المشينة". واشار بايدن في هذا الصدد الى "رفض (ايران) تسوية مشكلة برنامجها النووي وخروقاتها لمعاهدة حظر الانتشار، ومحاولتها اغتيال السفير السعودي في واشنطن، والهجوم على السفارة البريطانية في طهران، وتهديدها تركيا ومنظومة الرادار التابعة للاطلسي". وكان قائد القوة الجوية لحرس الثورة الايراني العميد امير علي حاجي زاده قد صرح الاسبوع الماضي ان طهران ستستهدف الدرع الصاروخي للحلف الاطلسي في تركيا المجاورة اذا تهددها عمل عسكري. ونقلت وكالة مهر للانباء عن حاجي زاده قوله ان "الدرع الصاروخية الغربية (في تركيا) ستكون الهدف الاول للوحدات العسكرية والدفاعية الايرانية في حال تعرضت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اي تهديد عسكري" قبل التحرك ضد اهداف اخرى. وكانت تركيا وافقت العام الماضي على استضافة منظومة رادار للانذار المبكر في جنوبها الشرقي في اطار الدرع الصاروخي لحلف شمال الاطلسي، الذي تقول واشنطن انه يهدف للتصدي للتهديدات الصاروخية من الشرق الاوسط، بالاخص الايرانية. وادى نشر هذه المنظومة الى توتر العلاقات بين انقرةوطهران التي كانت ممتازة منذ سنوات.